Thursday 18th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    17-Jul-2019

ندوة في رابطة الكتاب تتأمل المجموعة القصصية «ذات صباح» لزياد أبو لبن

 الدستور- عمر أبو الهيجاء

نظمت رابطة الكتاب، مساء أول أمس، ندوة بعنوان: (قراءة في المجموعة القصصية..»ذات صباح») للقاص والناقد د. زياد أبو لبن، بمشاركة: د. يوسف ربابعة ود. دلال عنبتاوي، وأدار مفرداتها القاص محمد عارف مشة، وسط حضور من المثقفين والمهتمين.
واستهل الندوة د. ربابعة مداخلته النقدية حول المجموعة بالقول: «ذات صباح» عنوان الزمن، وقد تبدو عتبة العناون مدخلا للتعامل مع المجموع القصصية التي حملت هذا العناون على أنها سلسلة تعاين الزمن بمتغيراته المختلفة، من الماضي إلى الحاضر، وتثير حنينا لما مضى سلبا أو إيجابا، لكن هذا الانطباع قد لا يكون دقيقا حين ندخل في متاهة السرد وتفاصيل الحكايات، لنكتشف أنها قصص تخلط الزمن بالمكان انطلاقا من سطوة الواقع، وتبدو علامات الواقعية الحكائية ظاهرة وطاغية في بعض القص، حتى أنها تطغى على التخيل، الذي هو عنصر أساس في تصنيف الأدب.
وبيّن بأن القصص الأربع الأولى تمثل تداعيات داخلية للرجل، وربما تكون تعبيرا عن خفايا نفسية لرؤية الرجل لزوجته، وهي وإن كانت تعبر عن حالة سائدة لكنها في المقابل تقدم صورة نمطية قد لا تكون دقيقة بشكل كامل، فقد عبرت عن حالات من الصراع الخفي بين الرجل وزوجته على أشياء بسيطة ليس لها أهمية، ولذا فقد ظهر في السرد والحوار نوع من السخرية حتى في العناوين، فجاءت على النحو التالي:»زوجتي والريموت كنترول، زوجتي ودانيال نيفو، زوجتي وهيفاء وهبي، زوجتي ضدي»، ونلاحظ التشابه بينها في اختيار العنوان، فكلها تبدأ بكلمة «زوجتي». 
وكما تحدث د. ربابعة حول القصص والأخرى في المجموعة التي قسمها إلى عدد من المجموعات مبينا أنه في المجموعة الثانية ثمة نقد اجتماعي طبقي، والرمز فيه هو التعامل مع الحيونات، وربما تكون قصة الكلب والقط رمزية لا تخلو من إشارات سياسية أيضا، المجموعة الثالثة تمثل تداعيات مأزوم، وهي حالة الإنسان الذي يعيش عالما بائسا يجعله يتطلع للماضي وذكرياته الجميلة، وفي المجموعة الرابعة حسب د. ربابعة تمثل أزمة المثقف، تتعمق تلك الأزمة حين يشعر باللاجدوى، عمل روتيني وأوراق يكتبها وتذروها الرياح، وتتمثل تلك الفكرة في قصتين: ذات صباح، وأوراق شاعر، فيما تمثل المجموعة الخامسة والسادسة والسابعة الحياة البائسة وحالة الفقر وكذلك الشخصيات التي تعاني من ظلم المجتمع وأيضا تمثل الموظف والروتين القاتل.
من جهتها قدمت د. عنبتاوي ورقة قالت فيها: جاءت معظم عناوين المجموعة تفيض بالسخرية ومنذ القصة الأولى المعنونة بـ «زوجتي والريموت كنترول» و»زوجتي ودانيال نيفو» و»زوجتي وهيفاء وهبي» و»زوجتي ضدي» و»سمور» و»ذو الأنف الطويل» و»سر الأشقر» و»سعيد» و»ضحك متواصل» فبدت العناوين تحمل  سخرية واضحة وجلية، والسخرية تقنية تقبلُها القصة القصيرة كوظيفة نقدية يُرتجَى من ورائها طرح المفارقات لإبراز الخلل الذي يعتلي الممارسات الفردية أو المجتمعية، وفضح الظواهر المستترة والسلوكيات السلبية، فهي لا تفرض قوتها في المجموعة قصد الإضحاك أو الاستهزاء فقط  بل هي تترك بصمتها الخاصة، كـ» أسلوب يتخذه الكاتب ليتبنى موقفه من الواقع والعالم من حوله، وهي طريق سهل للنقد، والوصول بالقارئ إلى الوقوف على تلك المواقف وكشفها ونبش المستور خلفها يقول الكاتب في قصة «زوجتي والريموت كنترول». وأكدت د. عنبتاوي بأن قصص هذه المجموعة جاءت لافتة لي في توظيفها للسخرية اذ تكاد لاتخلو قصة من قصص المجموعة إلا وفيها سخرية من شخصية أو مكان أو موقف أو حدث بحيث سلطت الضوء على الواقع بعين الناقد الساخر من هذا الواقع وكأن الكاتب أراد أن يسخر ليبين لنا حجم الألم والخراب الذي نعيشه ويكشف لنا عن رغبته العظيمة في تغير الحال للأحسن.
قرأ د. زياد مجموعة من قصص المجموعة حازت على إعجاب الحضور.