Thursday 18th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    06-Jun-2017

..والآن ماذا عن «حماس»؟! - صالح القلاب
 
الراي - لا أسوأ مما أصبحت عليه حركة «حماس» بعدما ضاقت خياراتها حتى حدود الفرز النهائي فلعبة وضْع رِجْلٍ هنا ورجلٍ هناك قد إنتهت وأصبح عليها، وهي التي لا تزال جزءاً من الإخوان المسلمين وتنظيمهم العالمي، إما أن تكون في الحلف الإيراني، المعادي للعرب كلهم بإستثناء دولة واحدة غير معروف لماذا إختارت هذا الخيار وأدارت ظهرها لأشقائها الأقربين، وإما أنْ تنسجم مع مصالح الشعب الفلسطيني الذي لا خيار له أولاً وأخيراً إلا الخيار العربي وعلى أساس :»أنَّ عدوَّ جدَّك لا يُودك» وأنَّ من يفعل في العراق وفي سوريا واليمن.. ولبنان كل هذا الذي يفعله لا يمكن أنْ يكون إلا مع مَنْ مِنْ الفلسطينيين منْ هو مجرد أحد «البراغي» الصغيرة في آلته الطائفية الكبيرة.
 
كان على «حماس»، التي أطلقها الإخوان المسلمون ومن يقف وراءهم، عرباً وغير عرب، متأخرة عن بدء إنطلاق الثورة الفلسطينية أكثر من عشرين عاماً، أنْ تدرك أن كل الفصائل والتنظيمات التي شكلتها أنظمة عربية والتي إرتمت كأدوات رخيصة في أحضان بعض الأنظمة العربية قد إنتهت نهاية مأساوية إذْ أن من إعتاد على بيع نفسه حتى لنظام عربي يصبح على إستعداد لبيع نفسه للإيرانيين ولأي نظام آخر..ولمن يدفع أكثر ولمن يوفر لقادته رغد العيش وحتى وإن كان هذا على حساب القضية المقدسة.. قضية فلسطين التي تقتضي أن تقف التنظيمات التي تدعي النطق بإسمها والإدعاء بتمثيلها من العرب .. من الدول العربية كلها على مسافة واحدة .
 
لقد حصل الآن مع حركة «حماس» ما كان حصل مع بعض الفصائل التي بحكم تكوينها إختارت «التلاعب» على المحاور و»التمحورات» العربية والتي إنحازت إلى القذافي في ذروة الإستقطابات الشديدة التي ضربت الوضع العربي في فترة من الفترات فها هي هذه الحركة التي لم تستفد من تجارب غيرها تجد نفسها مجبرة على إرسال وفد قيادي من قطاع غزة إلى القاهرة على رأسه يحي السنوار في محاولة يائسة وبائسة لإيجاد توازن بين الخيار الذي إختاره خالد مشعل ومن معه بالنسبة للأوضاع الخليجية المستجدة وبين خيار الأمر الواقع حيث لا بديل عن مصر بالنسبة لأهل غزة والدولة التي أقامها «الحمساويون» في قطاع غزة .
 
ما هي المصلحة الفلسطينية يا ترى في أنْ تضع حركة «حماس» نفسها في مواجهة كل هذه الدول الخليجية التي أُضطرت إلى إتخاذ القرارات التي إتخذتها ضد قطر .. أليس المفترض أن تستفيد هذه الحركة، التي إنطلقت متأخرة عن ركب الكفاح الفلسطيني المسلح أكثر من عشرين عاماً، من تجارب من سبقها وأن تقف من الإستقطابات والمحاور العربية على مسافة واحدة .. وهذا إن كان ليس بإمكانها إختيار الخيار الصحيح والإنحياز بقدر الإمكان إلى الطرف الأكثر قرباً من فلسطين والشعب الفلسطيني والأكثر إلتزاماً بقضايا الأمة العربية ؟!.
 
إنها ورطة ما بعدها ورطة.. إذْ ما الذي من الممكن أن تفعله حركة «حماس» التي كانت، بحكم مكان إقامة قيادتها «العليا» الرئيسية، قد إختارت الحلف الإيراني وادارت ظهرها للعرب بغالبيتهم إن ليس كلهم ووضعت نفسها تلاؤماً مع رغد العيش الذي ينعم به «الكبار» من مسؤوليها وقادتها ليس إلى جانب نظام بشار الأسد وفقط وإنما إلى جانب أكثر من ثمانين تنظيماً طائفياً من بينها حزب الله والحشد الشعبي وعصائب أهل الحق التي كان زعيمها قيس الخزعلي قد أطلق تصريحاً «نارياًّ» قبل أيام قال فيه أنهم قد إستكملوا إستعداداتهم العسكرية لإقامة «البدر» الشيعي في هذه المنطقة العربية !!.
 
ما الذي ستفعله «حماس» الآن بعدما أصبح مكان إقامة قيادتها العليا محاصرا خليجياًّ وعربياًّ وعلى هذا النحو...؟! ثم هل يستطيع قطاع غزة الإستمرار بينما هذه الحركة على خلافٍ صِداميٍّ مع مصر ..؟.. ثم هل من الممكن أن تقبل القاهرة بالجزء الغزاوي من حركة المقاومة الإسلامية بينما الجزء الآخر، صاحب القرار الفعلي، قد إختار الإنحياز للتحالف الإيراني ووضع نفسه إلى جانب نظام بشار الأسد والحوثيين وعلي عبدالله صالح وحزب الله والحشد الشعبي وكل هذه التنظيمات الطائفية والمذهبية التي تفعل في سوريا وفي العراق كل هذا الذي تفعله؟!.