Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    08-Sep-2016

تردي مستوى التعليم بالأغوار يتسبب بعدم اجتياز طلاب لـ ‘‘التوجيهي‘‘

 

حابس العدوان
الأغوار الوسطى -الغد-  اعتبر تربويون ان عملية اصلاح التعليم بحاجة الى ثورة بيضاء على جميع محاوره، بدءا من المعلم الى الطالب الى المجتمع وأولياء الامور فالبيئة المدرسية والمناهج والانظمة والسياسات التربوية.
وبينوا ان التعليم في مناطق الاغوار الوسطى وصل الى مرحلة متدنية بدليل ان عددا كبيرا من المدارس لم ينجح احد من طلبتها في الثانوية العامة، وأن هذا الامر تكرر على مدى سنوات متتالية، مشيرين إلى ان سياسات النجاح التلقائي وغياب أسلوب الثواب والعقاب وغياب المعلم القدوة اسهم في تراجع التعليم في المدارس بشكل مؤلم.
ويرى تربويون ان اطلاق الاستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية برعاية ملكية تتضمن محاور اساسية وهي منظومة التعليم، ورعاية الشباب، وسوق العمل والعمالة في الأردن وسيشكل دافعا حقيقيا لجميع الأطراف للبدء بتقويم مسار العملية التربوية في الاردن، لافتين الى ان تركيز الاستراتيجية على النظام التعليمي ابتداءً من مرحلة الطفولة المبكرة والتعليم ما قبل المدرسة، ومرحلة التعليم العام والتعليم العالي الجامعي وكذلك التركيز على التعليم المهني والتقني، وصولاً إلى سوق العمل سيكون له الدور الأكبر في إصلاح التعليم.
ويعتبر تطوير واقع التعليم حجر الزاوية في تنفيذ هذه الاستراتيجية بدأ من مرحلة الطفولة المبكرة إلى التعليم العام وكل ملا يتعلق به من مؤثرات داخلية وخارجية، ومن بيئات وتسهيلات تعليمية و تدريب وتأهيل المعلمين والمدربين، و تطوير وتحديث المناهج الدراسية، وكذلك امتحان الثانوية العامة، وقضايا التعليم العالي بدءًا من الموازي والحاكمية والتشريعات والبنى التحتية وإدماج التكنولوجيا في التعليم والتمويل، وسياسات وأسس القبول في الجامعات الرسمية والخاصة، وقطاع التعليم المهني والتقني والتدريب، ودراسات وتحليلات موسعة لمحور العمالة في الأردن.
ويؤكد المعلم ناصر الشافعي ان تبني استراتيجية وطنية لاصلاح التعليم سيعمل على النهوض بالعملية التربوية اذا ما تناولت البرامج التنفيذية لاستراتيجية جميع الاطراف، مشيرا الى ان الامر ليس بالسهولة التي يتخيلها البعض لان اصلاح التعليم يحتاج الى وقفة جادة من المجتمع ممثلا بأولياء امور الطلبة والطلبة انفسهم والمعلم الذي يعتبر حجر الزاوية في العملية إضافة الى المؤسسات الحكومية المعنية.
ويلفت الشافعي الى ان بدء انهيار التعليم كان مع انتهاج سياسة النجاح التلقائي وعدم جواز رسوب أكثر من 15 % من طلبة الصف، الأمر الذي أدى الى وصول طلبة الى الصفوف العليا رغم عدم تمكنهم من الحصول على ادنى مستويات التعلم، موضحا أن غياب سياسة العقاب كان لها الدور الأكبر في عدم اهتمام الطلبة بالعلم والتعلم الى ان وصلت مخرجات التعليم الى مرحلة متدنية.
ويؤشر الشافعي الى ان مخرجات هذه الفترة انعكست سلبا على العملية التربوية برمتها، اذ ان غالبية المعلمين هم نتاج هذه المرحلة التي كانت تعتمد على الغش لاجتياز امتحان الثانوية العامة، وكذلك في الجامعة، لافتا الى ان عودة هؤلاء الى المدارس كمعلمين لا يملكون القدرة الكافية لتعليم الطلبة ادت الى نتائج كارثية.
وتعتبر مناطق الاغوار من المناطق الاكثر تراجعا على مستوى التحصيل العلمي إذ ان نسب نجاح الثانوية العامة في بعض مديريات التربية لم تتجاوز 20 %، وفي بعض التخصصات لم يتجاوز 10 %.
ويعزو تربويون هذا التراجع الى عدم وجود بيئة سليمة ومشجعة لتمكين الطلبة من التعلم بشكل افضل مقارنة مع بقية مناطق المملكة، الامر الذي اثر على تحصيلهم العلمي، وزاد من نسبة التسرب المدرسي الأعلى على مستوى المملكة.
يبين المعلم محمد حسونة ان البيئة المدرسية في مناطق الاغوار لعبت دورا كبيرا في تراجع التحصيل العلمي للطلبة، موضحا ان معاناة الطلبة اثناء الحصص الدراسية في المدارس تحت درجات حرارة مرتفعة، مع عدم وجود وسائل تكييف حد من قدرة الطلبة على الاستفادة من المعلم واسهم بشكل كبير في ارتفاع نسبة التسرب المدرسي.
ويشير حسونة الى ان الاوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها ابناء الاغوار كانت سببا لتغيير قناعات الاهل وحتى الطلبة انفسهم بجدوى التعليم، اذ ان غالبية الطلبة لا يهتمون بالتحصيل العلمي رغبة منهم في العمل سواء في المؤسسات الامنية او في القطاع الخاص لتوفير دخل لهم ولأسرهم، مضيفا ان بعد مخرجات التعليم عن احتياجات سوق العمل عززت من هذا المفهوم لدى الاهل من منطلق عدم وجود وظائف لخريجي الجامعات.
ولعل التركيز على تأهيل المعلم يبقى العنصر الاساس في العملية التربوية بحسب حسونة، مؤكدا ان غياب المعلم القدوة اثر كثيرا على رغبة الطلبة في الدراسة وعلى اهتماماتهم داخل غرفة الصف وخارجها.
ويرى حسونة ان اجهاد المعلم بالأعمال المكتبية والورقية كتعبئة الجداول والكشوفات اصبحت عبئا على العملية التربوية برمتها لأن انشغال المعلم بهذه الاعمال كان على حساب الحصة المدرسية، مشددا على ضرورة ايلاء الصفوف الاولى الاهمية الكبرى لأن تأسيس الجيل يبدأ من هذه الصفوف.
ويشير الشافعي وحسونة الى ان المناهج التربوية اغلبها حشو زائد خاصة للصفوف المتدنية التي كان من المفترض ان يتم التركيز فيها على اللغتين العربية والانجليزية والرياضيات كمواد دراسية اساسية، مؤكدين ان عملية تغيير المناهج كل عام او عامين اثر ايضا على قدرة المعلمين على اعطاء افضل ما لديهم واثر على قدرة الطلبة على استيعابها. ويأمل الشافعي وحسونة ان تعمل هذه الاستراتيجية على إيجاد تقدم حقيقي في النهوض بواقع التعليم في الاردن، بهدف بناء جيل من القادة الشباب القادرين على مواجهة تحديات التنمية الحالية والمستقبلية.