Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    23-Jun-2019

ترمب..وصادق خان!!*صالح القلاب

 الراي-أليس غريباً.. وأيضاً مستغرباً أن «يكبَّ» رئيس أكبر وأهم دولة في الكرة الأرضية، دونالد ترمب، «شرَّه» على رئيس بلدية لندن، المسلم الباكستاني الأصل صادق خان ويقول إن العاصمة البريطانية بحاجة إلى رئيس جديد في أسرع وقت لكن ثم وفي «تغريدة» أخرى يصفه بأنه «كارثة» وأنَّ هذه المدينة منذ أن تسلم رئاستها أصبحت: «لندنسات» وحقيقة إن أغلب الظن أن ما أغاض رئيس الولايات المتحدة هو أن مسلماً أصبح رئيس بلدية هذه العاصمة التاريخية التي تعتبر، وهي كذلك، من أجمل العواصم الأوروبية.

 
وبالطبع فإن هذا كله لم يأت من فراغ فرئيس بلدية لندن المسلم الباكستاني الأصل كان قد إستبق زيارة ترمب الأخيرة إلى العاصمة البريطانية بمقال مطول في إحدى الصحف الهامة أشبع فيه الرئيس الأميركي شتماً وقال فيه أكثر مما قاله مالك في الخمر وهنا فإن البعض يقول أن سيد البيت الأبيض يستحق هذا وأكثر منه كثيراً لأنه بقي خلال سنوات ولايته الأولى التي إقتربت من نهايتها بقي ينثر جمر الشتائم في كل الإتجاهات..وعلى الطالع والنازل!!.
 
والسؤال الذي لا بد وأن كثيرين قد طرحوه إن في بريطانيا وإن في الولايات المتحدة.. وحقيقة في كل مكان هو: هل يا ترى إن بإمكان ترمب أن يشتم رئيس بلدية لندن صادق خان بهذه الطريقة لو أنه إبن إحدى العائلات البريطانية العريقة، التي عمرها من عمر هذه المملكة ومنذ أن كانت لا تغيب عن أملاكها الشمس وقبل ذلك وحتى الآن؟!!.. إن المؤكد أنه ليس بإمكانه وهو لن يستطيع وهذه مسألة واضحة ومعروفة.
 
ربما أن ترمب لا يعرف بحكم إهتماماته، قبل أن يصبح سيد البيت الأبيض الأميركي، أن الهند كانت تعتبر «درة التاج البريطاني» وحيث كانت باكستان لا تزال جزءاً منها وأنه لولا إستعمار البريطانيين لأجزاء كثيرة من الكرة الأرضية ومن بينها هذه البلاد التي أصبح إسمها: «الولايات المتحدة الأميركية» لربما بقيت لندن مجرد قرية صغيرة ولما غدت بكل هذه المكانة العمرانية الفريدة والجميلة.
 
ثم إن صادق خان هو الآن بريطاني له حق أي بريطاني ينحدر من عائلة بريطانية عريقة رغم أن والده مهاجر من باكستان وهذا ينطبق على دونالد ترمب الذي لو أنه ومعه غيره من أبناء المهاجرين لا يحق له أن يتبوأ هذا الموقع الذي تبوأه لكان الآن رئيس الولايات المتحدة ليس هو وإنما أحد أبناء أهل البلاد الأصليين الذين أطلق عليهم المهاجرون.. أو «اللاجئون» الذين جاءوا إلى هذه البلاد بعدما إكتشفها الأوروبيون إسم:«الهنود الأحمر» الذين أصبحوا غرباء في وطنهم وكانوا حتى فترة قريبة محرمون من الحقوق التي يتمتع بها الذين كانوا قد جاءوا إلى هذه البلاد التي كانت تعتبر بعيدة للحصول على ما لم يحصلوا عليه في أوطانهم الأصلية القديمة.