Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    15-Jul-2017

الخليل والحرم الإبراهيمي على قائمة التراث العالمي - م. فواز الحموري
 
الراي - يعتبر قرار منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) بادراج البلدة القديمة والحرم الإبراهيمي على قائمة التراث العالمي فرصة للحديث عن الظلم والنسيان الذي تعرضت له الخليل والحرم الإبراهيمي على مر سنوات الاحتلال وعلى مر الانتهاكات المتعمدة من قبل الجانب الإسرائيلي لتهويد مدينة الخليل والحرم الإبراهيمي، ولا يخفى على أحد تاريخ مدينة الخليل الممتد منذ عهد سيدنا إبراهيم عليه السلام وارتباط الخليل باسمه مدينة خليل الرحمن .
 
نقف الآن عند هذا القرار والذي يجب أن يفعل على جميع المستويات حتى لا يصبح القرار حبرا على ورق أمام التعنت الإسرائيلي ورفضه الاعتراف بحق المسلمين التاريخي لمدينة الخليل والحرم الإبراهيمي فيها والذي يعتبر معلما إسلاميا لا تشوبه شائبة، فقد رفض الجانب الإسرائيلي قرار اليونسكو على الفور واعتبره باطلا كما يفعل دوما مع القرارات التي تنصف قضايا الشعب الفلسطيني والأمة الإسلامية على حد سواء .
 
هذا القرار والذي يعتبر التزاما من قبل الدول ذات العضوية في منظمة اليونسكو يدعونا للتفكير العملي لترجمة هذا القرار إلى حيز التنفيذ نظرا لما تتعرض له البلدة القديمة في مدينة الخليل إلى الهجمات الشرسة من قبل المستوطنين والذين يجثمون على صدر المواطنين في البلدة القديمة ويمارسون شتى أنواع التنكيل والتعذيب والاعتداءات الصارخة على حقوق الإنسان ، هذا بالإضافة إلى الاعتداء على الحرم الإبراهيمي والقائمة طويلة لتلك الاعتداءات سواء تقسيم الحرم وسرقة الممتلكات ومنع الصلاة والآذان وقائمة مستمرة من الطمع في هذا المعلم وتحويله إلى كنيس والاستيلاء عليه بالكامل .
 
ومع قرار اليونسكو والحاجة إلى تفعيل هذا القرار لا بد من الإشادة بجهد لجنة اعمار البلدة القديمة في مدينة الخليل والتي جاهدت وأخلصت وعملت طوال السنوات الماضية على المحافظة على معالم البلدة القديمة وبذلت الكثير من أجل مأسسة العمل بشكل كبير .
 
أما عن الحرم الإبراهيمي والتي تتشرف عائلتي برئاسة سدنة الحرم فيها (ولمدة قرن من السنوات)، فلا بد من إسداء الإجلال والتقدير لدور قيادتنا الهاشمية في المحافظة على قدسية هذا المعلم الإسلامي وتنسيق الجهود من اجل المحافظة عليه على مدى السنوات الماضية والقادمة بإذن الله. وبالطبع لا ننسى أبدا أبناء محافظة الخليل والذين يعتبرون قضيتهم عادلة ولا تقبل المساومة أبدا مهما بلغت جهود الترحيل وإلابعاد والاستيلاء والمضايقة والتنكيل والمواجهة اليومية والسرقة وسائر الأصناف الأخرى من المحاولات المستمرة لتهويد الخليل والحرم الإبراهيمي والذين ساهموا مع إخوانهم من الرعيل الأول في العطاء والبناء الأردني الفلسطيني المشرف .
 
لابد من إجراءات تنفيذية للمضي قدما في قرار منظمة اليونسكو وترجمته إلى ارض الواقع ومطلوب جهود كثيرة في هذا المجال حيث نتحدث عن ارث تاريخي وإسلامي يحتاج إلى الحرص والتمسك والصبر والبحث والدراسة والبناء والتخطيط واليقظة؛ لن يقبل الجانب الإسرائيلي بهذا القرار وسوف يقف له بالمرصاد ويحاول بشتى السبل المتاحة منع تنفيذه .
 
يشكل القرار فرصة لرفع الظلم والنسيان عن الخليل والحرم الإبراهيمي والتي تحتاج إلى المزيد من العمل المخلص لإنقاذ مدينة خليل الرحمن قبل فوات الأوان.