Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    08-Jan-2020

ترويكا الأمن القومي !*بشير المومني

 الراي

إيران وإسرائيل وتركيا، ثلاث دول تهدد الأمن القومي العربي في الصميم لتشترك جميعها في أطماع الهيمنة والتوسع والنفوذ، وثلاثتها تحتل الأرض العربية بشكل مخالف للقانون الدولي وتتدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية بشكل مخالف لمبادئ حسن الجوار، واليوم باتت هذه الدول تتحكم في قرارات مصيرية للدول والشعوب العربية.. إيران مثلا هي صاحبة القرار الفعلي في أربع عواصم عربية، وإسرائيل تهدد الحالة الوجودية للشعب الفلسطيني ودول الطوق، وتركيا توسعت جنوباً في سوريا والمتوسط وباتت قواتها تطأ التراب الليبي فعلياً..!!
 
شلل تام في الجامعة العربية، فمؤسساتها التنفيذية باتت تقف عاجزة أمام هذا التناهش للأمة من كل جانب، أما منظمة التعاون الإسلامي فلقد أخفقت حتى في عزل التوظيف الدوغمائي العقائدي عن الصراع ما بين الدول الاعضاء، وانقسام واضح في المؤسسة الإقليمية الأهم مجلس التعاون الخليجي، واستراتيجياً بدأت الدول المعنية في البحث عن تحالفات نوعية جديدة بسبب ضعف وتفكك وانهيار واخفاق منظومة التعاون والتضامن والائتلافات الكلاسيكية القديمة المبنية على أسس إقليمية أو قومية أو حتى دينية لتحل مكانها اتجاهات وتحالفات يتسع فيها نطاق الصراع مع اتساع نطاق المصالح أو تعارضها..
 
بمقابل ذلك يقف «ترويكا» ارتكاز الأمن القومي العربي أو ما تبقى منه (الأردن والسعودية ومصر) على مفترق طرق، فالأردن على مسافة خط الوريد من الاشتباك الوجودي مع العدو الصهيوني الشرس لكن هذا العدو يبدو كحمل وديع أمام العدائية الطاغية التي تظهرها إيران بمواجهة أمة كاملة لترث السعودية والعراق في التصدي لمشروع التوسع الفارسي المغلف أيدولوجياً ودينياً، فكما تقدم إسرائيل العلمانية نفسها كحامي تقليدي لليهودية، تقدم إيران الفارسية نفسها كحامي تقليدي للشيعة في العالم، وكلٌ يريد تصدير ثورته أو أزمته باتجاه الأمة العربية التي تحاول تركيا من جانبها استعادة أمجاد (العصملي) وهي اليوم تهدد الأمن القومي والوطني المصري بعد انتهاكه في سوريا ومن قبلها العراق.
 
الأردن والسعودية ومصر، هي الدول العربية التي لا تزال صامدة وقادرة على التحدي وتغيير المعادلات على الأرض وهي آخر أمل لصمود الأمة واستعادة ذاتها وصون نفسها وحماية وجودها، فإما انهيار تاريخي لا قيامة بعدها لتقوم على رؤوس العرب القيامة أو استعادة زمام المبادرة بعد فقدان سيطرة مرعب على الإقليم، وعلى مثلث الصحراء هذا التحرك لتشكيل منظومة «ترويكا» عسكرية أمنية اقتصادية سياسية استثنائية للأمة تتناسب مع الظروف الاستثنائية التي لم يشهد لها التاريخ مثيلاُ في مواجهة «الترويكا» المرعب (إيران إسرائيل تركيا)..