Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    14-Jan-2017

ديمقراطية إسرائيل - كارولينا ليندسمان

 

هآرتس
 
الغد- مسيرة خصخصة دولة إسرائيل اكتملت. ففي هذه الايام تستوعب حقيقة مريرة: الواقع السياسي في إسرائيل هو ستار دخان لصراع اقتصادي بين نوني موزيس وشيلدون أدلسون. هذان الاثنان يشدان الخيوط التي تلتف حول رقبة الجمهور الإسرائيلي. من استصعب فهم العلاقة بين الحرية، المساواة والأخوة وبين المقصلة، يمكنه ان يفهم هذا بسهولة في هذه الايام المجنونة. 
ولكن قبل لحظة من الخروج إلى الشوارع لاستعادة القوة الى الشعب وإعادة بناء الدولة، يجدر بالذكر أن القوة هي في يد الشعب منذ الآن: في إسرائيل ديمقراطية. وكي لا يسرقوا من الشعب الدولة من جديد، يجدر تكريس الانتباه الى الثغرات التي ابقيناها في "الدولة"، والتي استدعت هؤلاء السراقين ومساعديهم غير المخلصين. تلك الثغرات التي سمحت لهم أن يسلبوا وينهبوا كل ما لاح في متناول أيديهم برعاية جيش الشعب والشرطة، التي وفرتها لهم الدولة بالمجان – أي على حساب الجمهور. 
إن سلب ونهب الدولة والأزمة في الجيش ليست سياقات متوازية. ويجدر بنا ان نذكر هذا لكل من لا يفهم ما حصل لشيلي يحيموفيتش عندما تحدثت عن العفو عن اليئور أزاريا. ينبغي للمرء أن يكون غبيا كي يعتقد أن يحيموفيتش تستخف بفعلة أزاريا. فهي بالإجمال تعترف بما يواصل الاخرون حتى الان اخفاءه: توجد هنا خدعة بحجم تاريخي. اذا كان الصراع الوطني غطاء لصراع اقتصادي فواضح أن الائتلاف الحقيقي هو ائتلاف الاغنياء، والمعارضة – للفقراء. لا يهم ما يكون عليه مصير أزاريا، فالصحف ستربح و"الدولة" ستخسر في كل حال. ليس الشعب غبيا، بل من يعتقد أن الرفض يأتي دوما مع "كتاب رفض". 
اذا كان موزيس يعتقد أنه اذا كانت صحيفته هي "صحيفة الدولة" وبالتالي فإن هذه هي "دولة الصحيفة"، فلعله حان الوقت حقا لأن يقاتل جيش "يديعوت احرونوت" الحروب المفتعلة لمن يقف على رأسها. في صالح ادلسون ينبغي أن يقال انه على الاقل يحسن للمقاتلين في الصحيفة بالمجان. 
ان الثغرة المركزية في السياسة الإسرائيلية هي ثغرة مادية. فليس لدولة اسرائيل حدود. والنزاع بين الاسرائيليين والفلسطينيين هو نزاع اقليمي، ولكن معارضة اسرائيل في ايامنا لتحديد حدود متفق عليها ليست اقليمية. فليس صدفة ان تكون المفاوضات عالقة على الطلب البائس للاعتراف باسرائيل كدولة يهودية. سهل جدا اتهام الفلسطينيين بأنهم يرفضون الاعتراف بيهودية الدولة. فلنرَ أولا انفسنا نعترف بأنفسنا كدولة يهودية. ينبغي للمرء أن يكون أعمى كي لا يرى بان هذه متاهة لفظية، وأن من يدخل اليها لن يخرج حيا. 
من يريد تلميحا يساعده على أن يفهم ما هي المشكلة مع الدولة اليهودية، فليسأل نفسه ما هي المشكلة مع الدولة الإسلامية.
70 سنة تقريبا. ولم ننته بعد من فهم ما فهمه المثقفون اليهود منذ كانوا في اوروبا في لحظة، حين حاولوا أن يلصقوا كلمتي "دولة" و"يهودية" الواحدة بالاخرى – وبذات السرعة التي يفهم فيها المشكلة في عبارة دولة اسلامية. ليس صدفة أن فقط إسحق رابين وارئيل شارون كان بوسعهما أن يأخذا خريطة وان يفصلانا عن الفلسطينيين. فقد تمتعا بتفوق سحبه منا بنيامين نتنياهو: عرفا من هما. فقد كانا إسرائيليين. وليس صدفة أن استند رابين الى اصوات العرب. ذات العرب الذين هم في نظر نتنياهو التهديد الاكبر على الدولة. 
ان النزاع مع الفلسطينيين يبقي "الدولة اليهودية" في وضع معلق، انطلاقا من عدم امكانية بنيوية للتحقق. ليس صدفة أن رؤيا حركة "ان شئتم" التي سيطرت على روح الجمهور أسقطت الخاتمة من رؤيا هرتسل "ان شئتم فلن تكون أسطورة". لم يكن لهم مفر، كونهم بدلوا المقدمة! فقد استبدلت الارادة الصهيونية بالارادة الصهيونية- الدينية. ليس لدولة إسرائيل حدود، لانها غير قادرة على أن تُعرف نفسها. وبلا تعريف ذاتي، فإن حدود هويتها تكون فالتة لكل سارق.