Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    30-Jun-2016

الأدب والثقافة في جريدة القبلة - د. صلاح جرّار

 

 لفت نظري وأنا أطالع أعداد جريدة القبلة التي كان يصدرها محبّ الدين الخطيب وكانت لسان الثورة العربيّة الكبرى وكانت تصدر في مكّة المكرمة منذ آب سنة 1916 وحتى 1924 أنّ تلك الأعداد غنيّة بالمحتوى الثقافي والأدبي إلى جانب اللغة العربيّة الرفيعة و الأنيقة التي كانت تصدر بها، إذ تشتمل أعداد هذه الجريدة على كثير من الأخبار الثقافية والإصدارات الأدبية والفكرية، فضلاً عن نشرها لقصائد من الشعر الرصين الذي يحثّ على القيم الإيجابية والأخلاق الرفيعة والمعاني السامية. وأكتفي هاهنا بالإشارة إلى العدد السادس عشر من السنة الأولى الصادر بتاريخ يوم الخميس الثامن من ذي الحجة سنة 1334 هـ ؛ فعلى الرغم من أنّ هذا العدد –مثل سائر أعداد الجريدة- يقع في أربع صفحات فقط، إلاّ أنّه اشتمل على قصيدتين ثمّ على صفحة كاملة في الأخبار الأدبية. أمّا القصيدتان فإحداهما للشاعر محمد أفندي توفيق علي أحد ضباط الجيش المصري وله ديوان مشهور، كتبها عند ذهابه لأداء فريضة الحجّ، وتقع في اثنين وعشرين بيتاً مطلعها:

نفحاتُ أحمد عنبر الأرجاء
وبهاء أحمد فوق كلّ بهاءِ
أمّا القصيدة الثانية فكانت لعبد الله العامودي في مدح الشريف الحسين بن علي كتبها في مكّة المكرمة وتقع في واحدٍ وعشرين بيتاً ومطلعها:
لعبَ القومُ بنا عاماً فعام            فتغاضيْنا فظنّونا نيام
وجاءت الصفحة الأخيرة من هذا العدد حافلة بأخبار الكتب والمخطوطات وإيراد مقتطفات منها، وتحدثت عن عدد من نوادر المخطوطات المحفوظة في دار الكتب المكية، منها مصاحف شريفة وتفاسير وشروح. وخصّص بقية الصفحة للحديث عن فضل العرب معتمداً على كتاب لابن قتيبة عنوانه «تفضيل العرب». ثمّ أورد عنوانات كثير من المصنّفات القديمة التي تتحدث عن فضل العرب وتفضليهم، مثل كتاب العرب وما قيل فيها من الشعر لأبي محرز خلف بن حبّان مولى أبي موسى الأشعري، وكتاب مفاخر العرب لأبي الحسن علي بن محمد المدائني، وكتاب فضل العرب على العجم لأبي الفضل أحمد بن أبي طاهر طيفور البغدادي، وكتاب فضائل قريش وكنانة لأبي محمد القاسم بن أصبغ بن يوسف الأندلسي، وغيرها كثير.
وبذلك فإنّ نسبة المحتوى الثقافي في هذا العدد تزيد على ربع محتويات العدد وتقترب من الثلث.
ولم يكن الاهتمام بالثقافة والأدب في جريدة القبلة أمراً عفوياً، ولا لكون مديرها المسؤول من أعلام الأدباء والمثقفين، بل إنّ هذا الاهتمام كان يمثّل وعياً متقدّماً بأهمية الثقافة و الأدب في مساندة الثورات ونهضة الأمّة، وأنها ركيزة أساسيّة من ركائز نجاح أي مشروع نهضويّ. ولهذا نجد مدير الجريدة من أصحاب العلم والثقافة ونجد لغتها رفيعة المستوى، ونجد محتوياتها متنوعة وذات قيمة معرفية وثقافية عالية.

salahjarrar@hotmail.comلفت نظري وأنا أطالع أعداد جريدة القبلة التي كان يصدرها محبّ الدين الخطيب وكانت لسان الثورة العربيّة الكبرى وكانت تصدر في مكّة المكرمة منذ آب سنة 1916 وحتى 1924 أنّ تلك الأعداد غنيّة بالمحتوى الثقافي والأدبي إلى جانب اللغة العربيّة الرفيعة و الأنيقة التي كانت تصدر بها، إذ تشتمل أعداد هذه الجريدة على كثير من الأخبار الثقافية والإصدارات الأدبية والفكرية، فضلاً عن نشرها لقصائد من الشعر الرصين الذي يحثّ على القيم الإيجابية والأخلاق الرفيعة والمعاني السامية. وأكتفي هاهنا بالإشارة إلى العدد السادس عشر من السنة الأولى الصادر بتاريخ يوم الخميس الثامن من ذي الحجة سنة 1334 هـ ؛ فعلى الرغم من أنّ هذا العدد –مثل سائر أعداد الجريدة- يقع في أربع صفحات فقط، إلاّ أنّه اشتمل على قصيدتين ثمّ على صفحة كاملة في الأخبار الأدبية. أمّا القصيدتان فإحداهما للشاعر محمد أفندي توفيق علي أحد ضباط الجيش المصري وله ديوان مشهور، كتبها عند ذهابه لأداء فريضة الحجّ، وتقع في اثنين وعشرين بيتاً مطلعها:

نفحاتُ أحمد عنبر الأرجاء
وبهاء أحمد فوق كلّ بهاءِ
أمّا القصيدة الثانية فكانت لعبد الله العامودي في مدح الشريف الحسين بن علي كتبها في مكّة المكرمة وتقع في واحدٍ وعشرين بيتاً ومطلعها:
لعبَ القومُ بنا عاماً فعام            فتغاضيْنا فظنّونا نيام
وجاءت الصفحة الأخيرة من هذا العدد حافلة بأخبار الكتب والمخطوطات وإيراد مقتطفات منها، وتحدثت عن عدد من نوادر المخطوطات المحفوظة في دار الكتب المكية، منها مصاحف شريفة وتفاسير وشروح. وخصّص بقية الصفحة للحديث عن فضل العرب معتمداً على كتاب لابن قتيبة عنوانه «تفضيل العرب». ثمّ أورد عنوانات كثير من المصنّفات القديمة التي تتحدث عن فضل العرب وتفضليهم، مثل كتاب العرب وما قيل فيها من الشعر لأبي محرز خلف بن حبّان مولى أبي موسى الأشعري، وكتاب مفاخر العرب لأبي الحسن علي بن محمد المدائني، وكتاب فضل العرب على العجم لأبي الفضل أحمد بن أبي طاهر طيفور البغدادي، وكتاب فضائل قريش وكنانة لأبي محمد القاسم بن أصبغ بن يوسف الأندلسي، وغيرها كثير.
وبذلك فإنّ نسبة المحتوى الثقافي في هذا العدد تزيد على ربع محتويات العدد وتقترب من الثلث.
ولم يكن الاهتمام بالثقافة والأدب في جريدة القبلة أمراً عفوياً، ولا لكون مديرها المسؤول من أعلام الأدباء والمثقفين، بل إنّ هذا الاهتمام كان يمثّل وعياً متقدّماً بأهمية الثقافة و الأدب في مساندة الثورات ونهضة الأمّة، وأنها ركيزة أساسيّة من ركائز نجاح أي مشروع نهضويّ. ولهذا نجد مدير الجريدة من أصحاب العلم والثقافة ونجد لغتها رفيعة المستوى، ونجد محتوياتها متنوعة وذات قيمة معرفية وثقافية عالية.
salahjarrar@hotmail.com