Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    11-Dec-2018

هل حزب الله يريد حقا أن يهاجم - يغيل ليفي

 

هآرتس
 
الغد- عملية “درع الشمال” يرافقها كما هو متوقع كشف نوايا حزب الله الهجومية ضد إسرائيل ونشر السؤال المهم: كيف يتم ابعاد تهديد الصواريخ الدقيقة لحزب الله. وهناك سؤالان لم يتم سؤالهما والجمهور لا يطلب تفسيرا لهما وهما: على ماذا يتمركز الصراع الإسرائيلي اللبناني؟ الذي بسببه يجب على إسرائيل أن تستعد ضد حزب الله، وكيف يمكن منعه؟
إن تاريخ النزاع الإسرائيلي العربي يدل على أن الجانب العربي بشكل عام لم يقم بخطوة عميقة ضد إسرائيل بدون سبب جيد من وجهة نظره وبدون أن يكون للعملية هدف واضح. هذه القاعدة تسري أيضا على حزب الله تحت القيادة البراغماتية لحسن نصر الله. ولكن فكرة أن عربا معينين يميلون إلى تدمير إسرائيل هي فكرة متجذرة جدا، وتم اخذها كنقطة انطلاق لا يتم نقاشها طالما أن الجمهور لا يسأل، ومن يشكلون الرأي العام لا يكلفون انفسهم عناء الشرح له ما هو مصدر العداء بين إسرائيل ولبنان.
ليس فقط إنه من غير المطلوب حل لغز دوافع حزب الله لمهاجمة إسرائيل، بل يكفي أن المنظمة تعرض كمبعوثة لإيران. واذا فكرنا أنه توجد لإيران مصلحة في تسخين المنطقة، فسنستنتج أن حزب الله يمكن أن يهاجم على اعتبار أنه يخدم راعيته.
نحن نعزو لحزب الله ما عزته الصحافة العربية والسوفييتية لإسرائيل، وبصورة مرفوضة، كونها ذراعا تنفيذية للولايات المتحدة. كان من الصعب عدم تمييز الشرارة التي توجد في أعين الخبيرين الأمنيين، اللذين تمت استضافتهما في الأسبوع الماضي في الاستوديوهات، عندما كشف في هذا اللقاء حديثا مضى عليه اكثر من ثلاثين سنة، تحدث فيه نصر الله الشاب عن تحويل لبنان إلى جزء من الجمهورية الاسلامية بقيادة إيران.
هكذا فإن تشويه هذه الرؤية يرتبط بتجاهل التغيير الذي تطور في تحول حزب الله من منظمة عصابات تعارض وجود إسرائيل في جنوب لبنان إلى حزب سياسي كامل له ذراع عسكرية. وهكذا فإنه توجد لحزب الله شراكة في المسؤولية السياسية تجاه المواطنين في لبنان. لذلك، هناك احتمال ضئيل جدا بأن يبادر إلى عملية هجومية ضد إسرائيل. إسرائيل التي رئيس اركانها هو من وضع نظرية استخدام القوة غير المتزنة ضد كل حي مدني تم اطلاق الصواريخ منه على إسرائيل، الامر الذي سيتسبب بدمار كبير للبنان الذي تتم اعادة اعماره. يجب أيضا التذكر بأنهم ينسبون لنصر الله افكارا بشأن أنه لم يتوقع بشكل صحيح رد إسرائيل على اختطاف الجنود الذي أدى إلى اندلاع حرب لبنان الثانية.
من هنا فإن العد التنازلي لحرب لبنان الثالثة يتم طرحه كأمر محتم. اذا لم يكن هناك سؤال عن الخلاف بين إسرائيل ولبنان، فهم لا يسألون أيضا ما هي الوسائل التي توجد لدى إسرائيل لتسوية هذا الخلاف بالطرق الدبلوماسية، وحينئذ تحويل كل تحد لحزب الله وحتى زيادة قوته العسكرية، إلى أمر غير شرعي، قبل أي شيء في الساحة الداخلية اللبنانية.
وكما جاء في “هآرتس” في السابق، فإن الاتصالات مع لبنان من اجل تسوية الخلافات جرت حتى قبل اندلاع حرب لبنان الثانية، لكن المستوى السياسي في إسرائيل لم يستغل هذه الفرصة. في السنوات الاخيرة امتدت الخلافات أيضا إلى مسألة الحدود البحرية التي في سياقها يمكن للدولتين القيام بعمليات التنقيب عن الغاز. ولكن القيادة لا يطلب منها تقديم تقرير للجمهور عما تفعله من اجل منع الحرب.
في هذه الظروف لم يبق سوى احداث فشل مميز آخر، الذي يميز السياسة العسكرية في إسرائيل: تنفيذ التهديد من اجل ازالته. أي، مهاجمة لبنان (أو دفع حزب الله للهجوم) من اجل ازالة تهديد الصواريخ، الذي ليس هناك تأكيد بأنه سيتم تحققه. عندها وضع السكان في إسرائيل تحت هجوم الصواريخ. أيضا عن هذا لا يطرحون الاسئلة.