Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    02-Aug-2017

رسائل الملك الأخيرة - صدام الخوالدة
 
الراي - لا يخفى على أحد ان ثمة رسالة ملكية فيها نوع من تشديد اللهجة ازاء بعض معطيات التعاطي مع قضايا وطنية وازمات مرت بنا خلال الشهر الماضي وهذا يفسر حالة الاستغراب التي عبر عنها جلالته من اكثر من امر معا لاسيما في ردود افعال صدرت من هنا وهناك وان كانت من فئة قليلة ولكنها بالنهاية صدرت واولها هي التشكيك بمؤسساتنا العسكرية والامنية وما رافق قضية الحكم على معارك ابو تايه وما تبع الحكم من حالة احتجاجات بدأت بتطورات متسارعة وصلت الى عمان وليس انتهاء بإغلاقات واعمال شغب على الطريق الصحراوي والاجتماعات في الجنوب قبل ان تتنادى اصوات العقل والحكمة من ابناء الوطن الذين وجهوا عددا من الرسائل لتغليب صوت الحكمة على اصوات اولئك الذين يتصيدون في الماء العكر وتراهم في كل واد يهيمون وفي كل قضية يخرج بها الراي العام.
 
اما الامر الاخر الذي عبر جلالته عن استغرابه وهو غياب اصوات مسؤولين سابقين يفترض بهم ان يكون لهم دور في مجتمعاتهم للتأثير وتوجيه بوصلة الرأي والمزاج العام للشعب باتجاه بوصلة الوطن والحديث عن الادوار التي تقوم بها الدولة الاردنية في خدمة قضايا العرب والمسلمين وليس فقط الاكتفاء بتوجيه نقاط النقد من اجل النقد فقط ومن اجل تأزيم الامور. وكأن جلالته يريد ان يقول بصريح العبارة لكل مسؤول تسلم مواقع عامة في الدولة الاردنية اليس من حق بلدك عليك ان تخرج اذا مر بلدك بأزمة ما وتضع بصمتك وموقفك وتوظف تأثيرك من اجل بلدك ومن اجل ان يبقى هذا الوطن ومركبه يسير نحو بر الامان. وبالمناسبة هذه ليست المرة الاولى التي يشير جلالته الى تقاعس المسؤولين السابقين عن نصرة الوطن وانصاف الادوار التي يقوم بها وقبل كل شيء انصاف الجهود التي يقودها جلالته بكل المواقف تجاه القضايا العربية والاسلامية ومن حق جلالته ان يوجه هذا العتب على ابنائه فاذا كانت قوة الدولة الاردنية تستمد من قيادة هاشمية حكيمة وشعب واع ومؤسسات عسكرية وامنية وثقة كبيرة بين كل تلك الاطراف، فان هذه القيادة التي توجه دفة السفينة موجهة انظارها للأمام فمن حقها ان تعرف ان ثمة الكثير من الايادي تتشابك خلفها لتدفعها للأمام وتحمي ظهرها. وهنا يكون عقل تلك القيادة منصب فقط وبتركيز اكبر نحو الامام فلا حاجة لها بالنظر للخلف لعلمها بوجود زنود لن تخذلها لا تريد منها سوى التفكير بالمقدمة.
 
خلال شهر تموز الماضي مر الوطن بأكثر من قضية باتت تؤثر في المشهد كان ابرزها قضية حادثة الجفر والتي ترابطت خيوطها ودوائر تأثيرها مع قضية جريمة قتل الاردنيين في السفارة الاسرائيلية، وجلالته هنا وهو يوجه كلامه لمدراء الاعلام الرسمي فهو من جهة يشير الى ضرورة معالجة بعض اختلالات في ادارة الازمات لدينا، ومن جهة اخرى يقول ان ثمة من يريد ادارة مشاهد قضايا الراي العام لدينا بطريقته ويتحكم بها ويوجهها بالطريقة التي لا تخدم الوطن بل بالطريقة التي تأزم المشهد وتربك الجبهة الداخلية وفي ذلك رسالة عميقة لقيادات الاعلام الوطني بضرورة القيام بدور اكبر لتفويت الفرصة على نوافذ صحفية واعلامية لا تقدم وجبات اعلامية او صحفية بقدر من تبث من سموم من شانها ارباك جبهتنا الداخلية لولا وجود العقلاء والحكماء ممن يمثلون ويحمون عقل الدولة العميقة بمؤسساتها الوطنية وان هذه المؤسسات اكبر من اي محاولة للمساس بها لأنها تمثل ركائز الدولة والنظام لدينا.
 
Sad_damesr83@yahoo.com