Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    25-Jul-2017

«سوريا الديمقراطية» ضمنت رُبع الأرض - د. صفوت حدادين
 
الراي - مع انهيار تنظيم «داعش» و توقف الدعم عن «المعارضة السورية»، باتت قوات سوريا الديمقراطية - الفصيل الكردي، ثاني قوة على الأرض بعد قوات النظام وباتت تسيطر على ما يقارب من ربع الأرض السورية.
 
القوات الكردية تحظى بدعم أميركي قوي ورغم المحاولات التركية لصد تقدمها بغية افشال محاولات الأكراد فرض اقليم «روج آفا» كأمر واقع على الأرض وبالتالي تهديد الجوار التركي وهو الهم الذي تخشاه «تركيا»، استغل الأكراد الحرب ضد التنظيمات المتشددة لتحقيق احلامهم في انشاء دولة قومية تحيا من رماد «سوريا» المتشظية.
 
تقدَم القوات الكردية بلا شك مرتبط بتفاهمات بين القوى الدولية ويبدو أن «كردستان» السورية على وشك رؤية النور هذا العام.
 
البداية قد تكون بفدرالية تضمن للأكراد حكم ذاتي في «سوريا» بحيث تضم أجزاء من حمص، دير الزور والرقة المحررة التي باتت في يد القوات الكردية لكن ذلك لا يعني النهاية اذا ما أخذنا بعين الاعتبار التجربة العراقية التي من المحتمل أن تنتهي إلى انفصال «اربيل» في اطار دعوات الانفصال والاستفتاء المنوي عقده في الخامس والعشرين من ايلول القادم والذي ليس من الصعب التكهن بنتيجته وسط التشرذمات السياسية في العراق.
 
الفوضى التي غمرت «سوريا» و «العراق» ولدت واقعاً جديداً أذّى التماسك السياسي والاجتماعي في البلدين والتفاهمات الدولية إنتهت إلى تبني خروج أطراف منتصرة على حساب مكونات خاسرة وهو الحال بالنسبة للمعارضة السورية التي هُزمت شر هزيمة والطرف السني في العراق الذي أُخذ بجريرة «داعش».
 
الأكراد السوريون طالما كانوا جزءاً لا يتجزأ من النسيج السوري لكن تيارات الانفصال هي بمثابة نزعة تنتشر مثل النار في الهشيم و»داعش» التي هزمت صارت وقوداً لتغيير الجغرافيا وفتح الطريق امام فيدراليات تمهّد لدول عرقية وهي اللحظة التي التقطها الأكراد الذي تغذّى لديهم شعور الولاء للقومية على حساب الولاء للأوطان.
 
في ذات الوقت، دول اقليمية لعبت دور تجار الحروب وغرفت بمغراف الطائفية وانتهت إلى منافع اقتصادية أو سياسية ضخمة فبينما الدول العربية منشغلة بالاقتتال الداخلي، بحثت «تركيا» و «ايران» و «اسرائيل» عن مصالحها جيداً وحصّلت مكاسب سياسية واقتصادية منظورة وغير منظورة.
 
قد لا يكون النظام السوري سعيداً بتسليم ربع الأرض للأكراد لكنه لا يملك إلا أن يخضع لاملاءات التفاهمات بين القوى الدولية التي من غير المرجح أن تتنصل من دعم الأكراد بعد أن تصدّوا لتحرير البلاد من التنظيمات الارهابية فيما باقي مكونات البلاد اقتتل مع بعضها البعض.
 
الفيدرالية ستكون «سوريا» الجديدة لكنها على ذات طريق «كردستان» العراقية.
 
من المستبعد جداً أن لا يصوت أكراد العراق على الانفصال ومن المستبعد أيضاً أن تصمد الفدرالية السورية طويلاً.
 
sufwat.haddadin@gmail.com