Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    13-Sep-2017

تحليل: تضاؤل آمال التسوية بعد مرور مئة يوم على أزمة الخليج

 

الدوحة- بعد مرور مئة يوم على إعلان أربع دول عربية على رأسها السعودية قطع العلاقات مع قطر وفرض تدابير تشمل حظرا جويا على الامارة، لا يرى خبراء آفاق حل للأزمة التي يرجحون استمرارها حتى العام 2018 وربما بعده.
وقطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع قطر في الخامس من حزيران/يونيو، متهمين الإمارة الخليجية بتمويل المتشددين والتقارب مع إيران. وقررت الدول الأربع إغلاق المنفذ البري الوحيد لقطر مع السعودية، ومنع طائرات شركات الطيران القطرية الوطنية من عبور أجوائها، وحظر استخدام قطر لموانئها البحرية.
ويقول الخبير في الشرق الأوسط في جامعة دورهام البريطانية كريستوفر ديفيدسون لوكالة فرانس برس "لو استمر المسار الحالي (للأزمة)، اتوقع أن تستمر الأزمة حتى العام المقبل".
ودفعت الإجراءات الصارمة العديد من المراقبين للاعتقاد بأن الإمارة الخليجية الصغيرة ليس لديها خيار آخر سوى الخضوع سريعا لضغوط شركائها التجاريين الرئيسيين.
لكن قطر نفت الاتهامات الموجهة اليها واعتبرت مقاطعتها اعتداء على سيادتها.
واتهم وزير الخارجية القطري الشيخ محمد عبد الرحمن آل ثاني الاثنين التحالف الذي تقوده السعودية ضد بلاده بأنها "محاولة لفرض إملاءات" على الدوحة، و"التدخل في سياستها الخارجية"، مكررا ردة الفعل القطرية المبدئية على الأزمة في 7 حزيران/يونيو الفائت.
 
واضافت تكهنات ظهرت في الاسابيع الاولى من الازمة باللجوء الى تدخل عسكري ضد قطر، تعقيدات على الأزمة غير المألوفة، ولعبت وسائل الإعلام المدعومة حكوميا وشركات العلاقات العامة دورا رئيسيا في ذلك.
وغذى تواصل السعودية مع شخصية قطرية لا تملك حضورا او دورا معينا في السلطة القطرية، في آب/اغسطس، التكهنات بان الرياض تستخدمه لتقويض القيادة القطرية الحاكمة.
ومع استمرار الأزمة، صورت قطر نفسها كضحية لانتهاكات حقوق الانسان، ما أثار ذهول المنظمات الحقوقية الناقدة لمعاملة قطر للعمال الاجانب المشاركين في استعداداتها لاستقبال كأس العالم 2022.
ومن المقرر أن يتحدث المعارض القطري المنفي خالد الهايل الخميس في مؤتمر في لندن بعنوان "قطر، الأمن العالمي والاستقرار"، عن هذه المواضيع.
ويرجح المحلل السياسي كريستيان اولريشسين المتخصص بالخليج في معهد بايكر للسياسات العامة في جامعة رايس الاميركية ألا تنتهي الأزمة في وقت قريب.
ويقول إن "الاحساس بالمرارة والخيانة عند كل الاطراف كبير جدا، ولا أحد يريد أن يكون الطرف الذي يتنازل أولا".
ويشير إلى أن "الخلاف الدبلوماسي في 2014 (حين سحبت البحرين والسعودية والامارات سفراءها من الدوحة) استمر لثمانية أشهر، والأزمة الحالية تتجاوز في عمقها خلاف 2014، لذا من المرجح أن تستمر فترة أكبر".
ويوضح اولريشسين أن الأزمة تدمر وتسيء لسمعة دول الخليج في الخارج. ويضيف "يبدو بشكل واضح أن قادة الخليج لا يفهمون كيف تقوض الأزمة سمعتهم كشركاء أمنيين موثوق بهم في الغرب".
 
لكن الأزمة أظهرت أيضا عجز الغرب عن حل النزاع، رغم أن كل الدول المنخرطة فيه حليفة للغرب، ويستضيف بعضها قواعد استراتيجية مهمة، من بينها أكبر قاعدة جوية للولايات المتحدة في الشرق الأوسط في قطر.
وقبل عدة أيام، عرض الرئيس الاميركي دونالد ترامب القيام بدور "الوسيط" في الأزمة التي اعتبرها "امرا سيتم حله بسرعة جدا"، قبل أن ينشب خلاف جديد بين الرياض والدوحة بعدها بأيام قليلة.
ويبدو أن بعض الدول تستفيد من الأزمة. فقد ارتفع التبادل التجاري بين عمان وقطر بنسبة 2000%، منذ 5 حزيران/يونيو، حسب الارقام الرسمية المنشورة في مسقط.
وحققت قطر نفسها أيضا بعض المكاسب جراء الأزمة، بحسب المحلل اولريشسين.
ويقول اولريشسين إن "قطر +تكسب+ من ناحية أنها اثبتت بشكل كبير مرونتها وقدرتها على تحمل الضغط المفروض عليها أكثر مما تصور الرباعي المناهض لها". لكن هذا التحمل ربما لن يستمر للأبد.
فكلفة مقاطعة طويلة الأمد سيكون لها خسائرها في نهاية المطاف، خصوصا مع استعداد قطر لاستقبال كأس العالم.
وأعلنت قطر سابقا أن السعوديين سيشكلون غالبية المشجعين الـ1,3 مليون المتوقع وصولهم الى قطر لحضور مباريات كاس العالم. والسعوديون حاليا ممنوعون من دخول قطر.
ويقول ديفيدسون ان قطر قد تجبر على الرضوخ.
ويضيف ان "السبيل الوحيد لقطر للخروج من الأزمة هو الموافقة على المطالب الاصلية لدول الحصار".
ويتابع "هذا السيناريو العملي الوحيد الذي سيسمح للرياض وابو ظبي بحفظ ماء وجههما بشكل كافي، وهو ما سيسمح بتفادي ظهور ازمات أخرى".(أ ف ب)