Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    02-Nov-2021

شعرية المرأة في العالم مكاشفات نقدية في كتاب جديد للدكتور راشد عيسى

 الدستور-نضال برقان

يتفقد الناقد والشاعر د. راشد عيسى شعرية المرأة في معظم بيئات العالم، ويتأمل مسارات شعر المرأة تاريخيا، ويعاينه بمرجعيات نقدية تختبر قدرته الفنية، وتجس حضوره في المشهد الثقافي العالمي، وذلك من خلال كتابه الجديد «شعرية المرأة في العالم/ مكاشفات نقدية»، الصادر حديثا عن دار أزمنة للنشر والتوزيع في عمّان.
والكتاب، بحسب ما جاء في مقدمة صاحبه، «مكاشفات محايدة خالية من أي حمولة أيديولوجية زائدة، وليست منحازة لقضايا النسوية والجنسانية ولا لسلطة الأحكام النقدية الحاسمة.. هي جولات استطلاعية كتلك التي يقوم بها إعلامي مثقف لا يستغني عن تسريب آرائه الشخصية أحيانا لزيادة المؤونة الجمالية في تقريره، وهو بالضرورة لا يزعم الكمال إنما يدعي النية القوية في تقديم مجسات نقدية نزيهة متدانية من الشمولية..».
وقد جاء الكتاب في خمسة فصول، الأول حمل عنوان «شعر المرأة بين الظلمة والنور»، وفيه عرض في المرآة المعتمة لأنماط العراقيل والأسيجة التي عاشتها الشاعرات في بيئاتهن، كما أبرز في المرآة المضيئة أهم الإنجازات اللامعة التي حققتها بعض الشاعرات.
في حين خصص المؤلف الفصل الثاني للتعرف على شعر المرأة قبل الميلاد، أما الفصل الثالث فقد عرض فيه لأهم الكتب المعروفة التي قدمت مختارات من شعر المرأة العربية في جميع العصور.
وفي الفصل الرابع تناول المؤلف شعر المرأة العربية في الدرس النقدي، في جزء أول، وفي جزء ثان درس شعر النخبة الشهيرة من الشاعرات العربيات. أما الفصل الأخير فأفرده لأهم الشاعرات المعروفات في المشهد الثقافي العالمي.
ويجترح المؤلف في نهاية كتابه مجموعة «إضاءات ونتائج»، ومن أبرز ما جاء فيها: أغلب شعر المرأة العربية في الجاهلية مقطعات قصيرة في غرض رئيس متكرر، هو الرثاء، أما شعر المرأة العربية في العصر الحديث فقد اتسم بالغزارة، لكن أغلبه يعاني من ترهل في البناء الفني. كما يبدو أن أغلب اتجاهات الرؤية الشعرية لدى الشاعرة العربية المعاصرة انحصر في الرثاء والغزل والهموم الرومانسية الذاتية والوطنية، أما البناء الفني فقد جاء في معظم أشكاله فقيرا إلى اللغة الشعرية الخلاقة والصور الفنية الجديدة والمعنى الفائق وبدت العاطفة منخصرة في إطار الذات.
ويجتهد المؤلف في بيان سبب خفوت شعر المرأة العربية، وهو ما يرجعه، في المقام الأول، إلى ضعف القيم الفنية والفكرية فيه، وهو الخفوت الذي أبقى شعر المرأة العربية منذ العصر الجاهلي وحتى نهاية القرن العشرين خارج امتياز الشعر الجيد والخالد.
وحول شعر المرأة والبنية الفينة يرى د. راشد عيسى أن أغلب القصائد التي اطلع عليها إنما هي نفحات أو دفقات انفعالية سريعة محاطة برومانسية عالية، أو صرخات أو استجابات خاطفة تجاه موقف معين، إذ «إن العديد من الشاعرات لا يشتغلن على تخصيب القصيدة بالجماليات الفنية، وإنما يستعجلن في إبراز الفكرة على حساب البناء الفني، فالتجديد على صعيد المعمار الشعري شحيح حتى عند الشاعرات المثقفات العارفات بأساليب الشعرية الحديثة، كأن الشاعرة تميل إلى تقليد البنى الشعرية السائدة مبتعدة عن التجريب ومغامرة التجاوز».
ويرى المؤلف أن «المجتمعات الأبوية وسائر أنماط القيود الاجتماعية تعرقل من خط سير المرأة أدبيا، لكنها ليست السبب الرئيسي في انحسار أدبها».
د. عيسى نفسه هو خريج قسم اللغة العربية في الجامعة الأردنية العام 1993، وهو حاصل على البكالوريس، وأكمل دراسته العليا فحصل على الماجستير من الجامعة نفسها العام 1996، وعلى الدكتوراه من الجامعة الأردنية العام 2003. وصدر لعيسى، وهو أكاديمي وناقد أدبي «في عينيك عنواني» (شعر مشترك)، «شهادات حب»، شعر، «امرأة فوق حدود المعقول»، شعر، «خصوصية المرأة»، فكر، «يا وطن»، شعر للفتيان،»بكائية قمر الشتاء»، شعر، «معادلات القصة النسائية السعودية»، نقد، «هيا إلى العربية، هيا إلى الإيمان، هيا إلى الرياضيات»، للأطفال، «أسراب الحنين»، نقد، مشترك مع محمد المشايخ، «وعليه أوقع»، شعر، «سلومين»، «الديك القومي»، للأطفال، «حسني فريز روائياً»، نقد، «ما أقل حبيبتي»، شعر، وغيرها من المؤلفات.