Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    14-Mar-2019

احتدام المنافسة بين أحزاب المستوطنين في الانتخابات الإسرائيلية

 الغد-برهوم جرايسي

الناصرة – انشغلت وسائل الإعلام الإسرائيلية في تقاريرها حول الانتخابات البرلمانية التي ستجري يوم 9 نيسان (ابريل) المقبل، بظهور أحد الأحزاب اليمينية المتطرفة في استطلاعات الرأي، كحزب سيجتاز نسبة الحسم 3,25 %. بزعامة العنصري الشرس موشيه فيغلين، من قادة العصابات التي تقتحم المسجد الأقصى، ومن أشد العنصريين ضد العرب.
هذا الظهور “المفاجئ” لفيغلين، يطرح علامات استفهام، حول مدى صحة استطلاعات الرأي، التي تُضخم من حجم اليمين الاستيطاني ، وتبرزه كقوة قادمة لقيادة المجتمع الاسرائيلي.
فقد أظهرت استطلاعات الرأي، أن ثلاثة قوائم تمثل مباشرة اليمين الاستيطاني، وتعد المستوطنات قاعدتها الانتخابية الرئيسية، ستحصل على عدد من المقاعد مبالغ به، وقبل احتساب قوة حزب “الليكود”، الذي حصل في انتخابات 2015 على ثلث أصوات المستوطنين، الذين شكلوا في الانتخابات السابقة 6 % من اجمالي المصوتين. 
ويجري الحديث عن تحالف “وحدة أحزاب اليمين”، الذي يضم ثلاثة أحزاب، تخوض الانتخابات المقبلة في قائمة واحدة، يقف على رأسها، حزب يعتبر امتدادا طبيعيا لحركة “كاخ” الإرهابية، وتم ضمه للتحالف بضغط مباشر من بنيامين نتنياهو، كي لا يتم حرق عشرات آلاف المستوطنين، في حال خاض هذا الحزب الانتخابات، ولم يجتاز نسبة الحسم. وتمنح استطلاعات الرأي هذا التحالف ما بين 5 إلى 8 مقاعد. 
وتأتي قائمة “اليمين الجديد”، التي شكلها وزير التعليم نفتالي بينيت، ووزيرة القضاء أييليت شكيد، المنشقان عن تحالف “البيت اليهودي”، الذي كان يجمع ثلاثة أحزاب مستوطنين، في المرتبة الثانية ، وتمنحها استطلاعات الرأي ما بين 6 إلى 7 مقاعد.
وفيما يأتي حزب “زهوت” (هوية) بزعامة العنصري الإرهابي موشيه فيغلين، الذي تمنحه استطلاعات الرأي 4 مقاعد، وهي تمثيل الحد الأدنى في الكنيست، بموجب نسبة الحسم. وكان فيغلين قد تمثّل في الكنيست بين العامين 2013- 2015، ضمن حزب “الليكود”، إلا أن منافسته لبنيامين نتنياهو على رئاسة الحزب في حينه، جعلت الأخير يقف سدا منيعا لمنع تمثيله مجددا عن قائمة الليكود. فانشق لاحقا وأقام حزبه “زهوت”.
ويتأرجح حزب “يسرائيل بيتينو” بزعامة افيغدور ليبرمان، عند نسبة الحسم، (التي ساهم شخصيا بالضغط الشديد في الكنيست لرفعها من 2 % إلى 3,25 % في العام 2014). 
وعلى الرغم من تطرفه اليميني، إلا أنه ضعيف في المستوطنات، التي تبلغ نسبة المقترعين فيها، من التيار الديني الصهيوني، والتيار الديني المتزمت “الحريديم” حوال 78 % من اصوات المقترعين.
ومن الواضح أن قوة اليمين الاستيطاني ليست فقط في المستوطنات، التي قد يشكل عدد المصوتين فعليا فيها حوالي 7 % من اجمالي المصوتين، وهو ما يعادل أكثر بقليل من 8 مقاعد برلمانية، بل أيضا هناك التيار الديني الصهيوني المنتشر في كافة انحاء فلسطين 48، وهم يشكلون حوالي 15 % من اجمالي اليهود، و13 % من اجمالي السكان.
وهناك أحزاب صغيرة أخرى تخوض الانتخابات، وقد يقرر بعضها الانسحاب من المنافسة تحت ضغط قادة اليمين الاستيطاني، منعا لحرق الأصوات، لكن كل حزب مرشح لاجتياز نسبة الحسم، لن يقبل بالانسحاب من المنافسة، وهذا ما يقلق أكثر، قادة اليمين الاستيطاني، بمن فيهم بنيامين نتنياهو؛ إذ أن سقوط قائمتين أو أكثر، من القوائم المحسوبة على اليمين، من شأنه أن يقلب موازين التمثيل البرلماني، بشكل يضر باليمين الاستيطاني.
يذكر ان هذه القوة التي تظهر في استطلاعات الرأي، تعكس أجواء التطرف في الشارع الإسرائيلي. فحينما ستصدر النتائج النهائية، سنقرأ نتائجها، ليس فقط بموجب تقاسم مقاعد الكنيست، وإنما سنأخذ بالحسبان أيضا، القوائم التي لم تجتاز نسبة الحسم، من هذا المعسكر أو ذاك. 
وفي حال اجتاز فيغلين نسبة الحسم، وتمثل مجددا في الكنيست، مع ثلاثة نواب آخرين على الأقل من قطيعه، فإننا سنكون امام تركيبة برلمانية، أشد تطرفا مما شهدناه في الولاية البرلمانية المنتهية، لأن فيغلين وزمرته سينضمون الى قطيع من نواب اليمين المتطرف الإرهابي، بات مضمونا تمثيلهم في الكنيست، وسيكونون في حالة تنافس أشد على المواقف العنصرية والاقتلاعية، إذ أن دعاة الطرد الجماعي للفلسطينيين (الترانسفير) يزداد عددهم في كل واحدة من جولات الانتخابات الإسرائيلية في العقود الثلاثة الأخيرة.