Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    19-Jul-2018

معركة درعا نهاية عصابة، ام ولادة نظام؟ - احمد خليل القرعان

الراي -  تحمل السرعة الكبيرة التي انهى بها النظام السوري معركة درعا "مهد الثورة" الاخيرة قبل أسابيع العديد من التساؤلات اهمها: هل بدأ النظام السوري يحكم قبضته على الأرض السورية بصورة قوية وشاملة مدعوما من دول الجوار التي توجعت من اغلاق الحدود معها وتأثر اقتصادها كثيرا؟، ام أن العصابات الارهابية فقدت توازنها بعد ان اوقفت الدول الداعمة لها تأييدها وبسحب البساط من تحت أقدامهم بعد تأكدها من انتهاء صلاحية تلك العصابات بإنجاز مهمتهم بتخريب سوريا وارهاق جيشها وجعلها دولة مدينة بمئات المليارات؟.

إن تسارع عجلة الأحداث في سوريا اخيرا بعد حرب درعا الأخيرة وتوجه العصابات المسلحة بموجب اتفاقية الاستسلام مع القوات الروسية الداعمة للنظام السوري إلى ادلب على مقربة من الحدود التركية والتي تسيطر عليها قوات تحرير الشام والمدعومة نظريا من روسيا، قد تخلط الأوراق وتجعل النظام السوري يقف متفرجا لاول مرة منذ سبع سنوات على حرب قد تنشب بين تلك العصابات في إدلب وما حولها، ويكون بذلك النظام قد أرتاح كثيرا من معاناة مقاتلتهم، وقد يترك هذا الاحتمال المجال للنظام السوري لدعم قوة ضد أخرى، للتخلص من واحدة، واستلام القوى الأخرى بموجب مصالحه مع النظام.
اعتقد جازما بأن معركة درعا قد منحت النظام السوري انتصارا ميدانيا كبيرا له أبعاده الإستراتيجية في الأزمة، جعلت الرعب يدب بقلوب العصابات الارهابية بعدم قدرتها على تحقيق انتشار على الأرض كما كان الوضع سابقا.
فقد تحقق هدف ثورة درعا بقدرة النظام السوري على السيطرة على معبر نصيب الحدودي مع الأردن
كهدف أساسي للعملية العسكرية الاخيرة، بعد استسلام المعارضة وقبولها بالامر الواقع بالانسحاب من كل أنحاء درعا.
نعم ان التحليل المنطقي لما جرى في درعا من سرعة انهاء الحرب فيها وقبول المعارضة بالانسحاب والسيطرة على معبر نصيب الحدودي المهم مع الاردن، يدفعنا للقول بأن تلك الانتصارات أنهت الثورة المسلحة في جميع الأراضي السورية، ولم يتبق على النظام غير إخضاع بقية الثوار اما للاستسلام او مغادرة الأراضي السورية كما دخلوها، لفقدانهم كل اوراق الضغط الأساسية والتي كانوا يلوحون بها بوجه النظام.
فالعمل العسكري القادم في الشمال السوري للجيش السوري في إدلب الحدودية مع تركيا سيتم بضوء أخضر تركي وبالتنسيق الكامل مع الأجهزة العسكرية والأمنية وعلى غرار ما حصل في درعا من تنسيق المواقف بين الجيش السوري والجيش الأردني لإبعاد الخطر عن الحدود الاردنية، والتي نجحت فيها الدبلوماسية الاردنية باحباط كل المخططات التي كانت تنوي الى إقحام الجيش الأردني بمعركة لا ناقة له بها ولا جمل.