Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    10-Jan-2019

نقاط الاتفاق والاختلاف بين واشنطن وأنقرة حول الاستراتيجية الأمريكية الجديدة في سوريا

 

إسطنبول – «القدس العربي»: كشفت الزيارة الأخيرة لمستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون إلى أنقرة حجم الخلافات بين أنقرة وواشنطن خول الاستراتيجية الأمريكية الجديدة في سوريا، لكن ذلك لا ينفي وجود نقاط اتفاق مهمة بين البلدين الحليفين في حلف شمال الأطلسي «الناتو». وعلى الرغم من أن تركيا تتفق مع الولايات المتحدة بقوة في أن لا يكون الانسحاب الأمريكي من سوريا في صالح روسيا والنظام السوري، وعلى التوجه الأمريكي بتحجيم النفوذ الإيراني في سوريا والمنطقة بشكل عام، إلا أن نقطة الخلاف الرئيسية والجوهرية بين البلدين والمتمثلة في دعم المسلحين الأكراد تبقى متصدرةً الأولوية التركية من الناحية الاستراتيجية.
 
هل يمكن أن يتعهد اردوغان لترامب بحماية الوحدات الكردية؟
 
وانطلاقاً من ذلك فإن أي توافق تركي – أمريكي حول جميع الملفات الأخرى مهما كانت كبيرة ومتعددة لا يمكنه أن يدفع أنقرة لغض النظر عن القضية الأهم بالنسبة لها والمتعلقة بدعم تنظيم وحدات حماية الشعب الكردية الذي ترى أنقرة أنه يسعى لإقامة كيان انفصالي على طوال الحدود السورية مع تركيا وهو «الخط الأحمر» الاستراتيجي لتركيا. وحسب ما تسرب من تفاصيل لقاءات بولتون ورئيس هيئة الأركان الأمريكية جوزيف دانفورد مع المسؤولين الأتراك في أنقرة على مدى اليومين الماضيين فإن الولايات المتحدة لدها 3 أولويات مهمة في الاستراتيجية الجديدة المتعلقة بالملف السوري.
وتتمحور هذه الأولويات خول ضرورة ألا يكون الانسحاب الأمريكي في صالح روسيا والنظام السوري، وأن يكون ضمن خطة تحجم التمدد الإيراني في سوريا، إلى جانب ضرورة حماية الوحدات الكردية التي تلقت دعماً سياسياً وعسكرياً من واشنطن طوال السنوات الماضية. وفي النقطة الأولى، تتفق تركيا بشكل تام مع الطرح الأمريكي، وعلى العكس من ذلك، فأنقرة ترى نفسها معنية أكثر من واشنطن في ضمان ألا يكون الانسحاب في صالح روسيا والنظام، كون ذلك سيؤدي إلى تحجيم النفوذ التركي وإضعاف موقف أنقرة أمام موسكو ودمشق. وكانت تخشى تركيا انسحاباً أمريكياً سريعاً بدون تنسيق معها، لأن ذلك سيمنح النظام السوري وروسيا أفضلية أكبر بكثير في السيطرة على هذه المناطق، وهو ما ستتبعه ضغوط سياسية وعسكرية من روسيا والنظام لاستعادة السيطرة على مناطق النفوذ التركي في «درع الفرات» وعفرين وإدلب. وفي النقطة الثانية، تتفق تركيا بشكل كبير مع واشنطن في ضرورة تحجيم النفوذ الإيراني في سوريا، وإن كان بشكل غير معلن، فعلى الرغم من أنقرة تنسق مع طهران وموسكو ضمن توافقات أستانة وغيرها حول سوريا، إلا أنها تعتبر النفوذ العسكري الإيراني لا سيما القريب من حدودها خطراً عليها، لكنها لا ترغب في الدخول في صدام مباشر أو إصدار مواقف معادية معلنة ضد طهران في الوقت الحالي.
أما النقطة الثالثة التي يمكنها نسف التوافقات السابقة وغيرها، فتتمثل في عدم تخلي الولايات المتحدة بعد عن دعم وحدات حماية الشعب الكردية ما يعني العودة إلى المربع الأول ولجوهر الخلاف بين واشنطن وأنقرة التي تتهم الإدارات الأمريكية بالتحالف مع تنظيم إرهابي على حساب «العلاقات الاستراتيجية» مع تركيا.
وصبت جميع التصريحات الرسمية الأمريكية على مدى الأيام في خانة حماية الوحدات الكردية وعدم التخلي منها من خلال الضغط على تركيا لعدم تنفيذ أي عملية عسكرية ضد مناطق سيطرة الوحدات في منبج أو على امتداد شرقي نهر الفرات.
ولم يكن تصريح مسؤول أمريكي عن أن اردوغان قدم خلال الاتصال الهاتفي الأخير مع ترامب ضمانات بعدم مهاجمة الوحدات الكردية بحاجة إلى نفي رسمي تركي، فأنقرة التي تعتبر الوحدات الكردية تنظيماً إرهابياً وخطراً على أمنها القومي لا يمكنها على الإطلاق تقديم هكذا ضمانات لأي طرف كان. لكن وفي محاولة للخروج من هذا النفق، تسعى تركيا لتقديم طروحات تتمحور حول القبول بقوات سوريا الديمقراطية ولكن عقب عملية معقدة يتم خلالها تجريدها من العناصر الكردية المتشددة كافة التي تقول إنها مرتبطة مع تنظيم بي كا كا الإرهابي وتتلقى تعليماتها من جبال قنديل – المعقل الرئيسي لتنظيم بي كا كا في العراق – ودمج أعداد كبيرة من قوات المعارضة السورية لا سيما من العرب والتركمان، لتصبح هذه القوة ممثلة لجميع المكونات في شمال سوريا، وهو الطرح الذي لم تعرف بعد مدى إمكانية الموافقة عليه من قبل الإدارة الأمريكية.