Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    05-Apr-2017

مع روسيا..وبانتظار تغييـر مواقفهـا! - صالح القلاب
 
الراي - بكل القيم الأخلاقية والسياسية والإنسانية لا بد من إستنكار «ضربة» بطرسبرغ في روسيا وإدانتها وإعتبار منفذها مجرماً وإعتبارها عملية إرهابية مثلها مثل العمليات التي يقوم بها تنظيم «داعش» وتنظيم «القاعدة» وباقي التنظيمات الدموية – الإجرامية ولا بد من النظر إليها من زاوية أنها مثلها مثل غيرها من هذه العمليات تسيء للدين الإسلامي الحنيف وتشوه صورته الناصعة وتثلم قيمه السمحة وحتى وإنْ إدعى مرتكبها بأنه يدافع عن المسلمين وأنه يثأر للذين بقيت تمزق أجسادهم وتثقب صدورهم شظايا قنابل طائرات الأسد ومن يسانده وعلى مدى الأعوام الستة الماضية.
 
إنه لا يمكن إلاّ التضامن مع الشعب الروسي الصديق فعلاً وإستنكار هذه الجريمة وإدانتها فالعرب بصورة عامة لا يمكن أن ينسوا مواقف هذا الشعب النبيلة وبخاصة في مرحلة الإتحاد السوفياتي الذي كان دائماً وأبداً داعماً ومؤيداً ومسانداً للقضايا العربية وبخاصة قضية فلسطين .. إنه لا يمكن أن ننسى أن الأسلحة التي خضنا بها معظم حروبنا مع إسرائيل كانت أسلحة سوفياتية ثم وإنه لا يمكن أن ننسى صولات وجولات ذلك الرجل العظيم أندريه غروميكو في الأمم المتحدة وفي كل المحافل الدولية دفاعاً عن العرب ومساندة لقضاياهم العادلة .
 
ثم إنه لا يمكن إنكار أن الجامعات والمعاهد السوفياتية قد خرجت ليس عشرات الألوف بل مئات الألوف من الطلبة العرب ومن معظم الأقطار العربية ومعظمهم بل ربما كلهم من أبناء الفقراء و»الكادحين» والذين لو لم يكن هناك الإتحاد السوفياتي والدول الإشتراكية لأصبح كل هؤلاء عبئاً على أهلهم وعلى دولهم وعلى مجتمعاتهم وهذه مسائل يجب أن تقال الآن لأنه حتى هذه الـ»روسيا الإتحادية» لا يمكن إنكار أنها قد واصلت تقديم بعض ما كان يقدمه رفاق المسيرة الإشتراكية .
 
وهكذا في حين أن المفترض أن هذه العملية الإجرامية التي هزت هذه المدينة الجميلة «بطرسبرغ» قد أوجعت قلوب العرب إن ليس كلهم فمعظمهم كما أوجعت قلوب أصدقائنا الروس فإننا ومن قبيل عتب الأصدقاء على أصدقائهم نتمنى لو أن روسيا بقيت بعيدة عسكرياًّ عما يجري في سوريا ولو أنها لم تنحز كل هذا الإنحيار إلى جانب الظالم ضد المظلوم فالشعب السوري كانت كل ذكرياته جميلة وبعضها لا يزال عن تلك المرحلة التي إمتدت من نهايات الخمسينات وحتى بدايات التسعينات من القرن الماضي، وربما إلى بعد ذلك، عن تلك الفترة عندما كان الضباط الروس الأشاوس فعلا يرابطون في الخنادق الأمامية في هضبة الجولان.
 
والآن وبينما أوجعت هذه العملية الإجرامية التي ضربت أجمل المدن الروسية قلوب معظم العرب إن ليس كلهم فإننا ننتظر أن تكون هناك مراجعة من قبل أصدقائنا الروس لمواقفهم من الأزمة السورية وبخاصة وأن البقاء هو لله وللشعب السوري وأن هذا النظام زائل لا محالة فالتراجع عن الخطأ فضيلة ويقيناً أن مصلحة روسيا، وريثة كل القيم الجميلة التي تركها الإتحاد السوفياتي، أن تكون إلى جانب شعب غدا منثوراً في أربع رياح الأرض وكلاجئين وبقي ينزف منذ عام 2011 وحتى الآن... إن مصلحة روسيا هي أن تتراجع عن خطأ فادح إرتكبته .. والمثل العربي يقول :إن التراجع عن الخطأ فضيلة .