Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    19-Jul-2017

ثقافتنا المرورية منقوصة جدا - محمد الشواهين
 
الغد- لا أجانب الحقيقة ان اعترفت صراحة بانني اكره استعمال سيارتي، بغية انجاز اي مهمة خاصة او عامة، واتمنى في نفس الوقت، لو اجد واسطة نقل عمومية مناسبة استقلها كي انجز مهمتي، علما انه بعد التقاعد، اصبحت حركة تنقلاتي محدودة، واخذت اختصر الكثير من مجاملاتي الاجتماعية، للدرجة التي راحت تعرضني للكثير من العتاب، وما ذلك كله الا لتلاشي سياقة السيارة في شوارعنا الداخلية والخارجية.
على مستوى قيادة السيارة داخل المدن، وبشكل خاص في عمان العاصمة، اول مشكلة تواجهني وتواجه الكثيرين غيري الذين هم على عتبة الستين من العمر او تجاوزوها، ثقافة المسرب التي لا اظن ان غالبيتنا يوليها اهمية، بينما هي مسألة مقدسة في كل بلدان العالم المتحضرة، ويعتبرونها جزءا من السلوك الشخصي الذي تحكمه الأخلاق والذوق العام وأيضا القانون. 
التوتر عادة يصيبني بمجرد السير من بداية مشواري، سيما ان تجد سائقا يسابق الجميع متجاوزا عن اليمين، وآخر يقفز من اقصى اليسار الى اقصى اليمين لالتقاط راكب، دون اعتبار (لغمازات) المركبة!! وكأن الشركة الصانعة وضعتها عبثا.
 السائق المسكين مثلي الذي يرفض مثل هذه السلوكيات التي تتنافى مع عناصر السياقة التي يحفظها الجميع عن ظهر قلب؛ الفن والذوق والاخلاق، تجده في هذا الموقف بحاجة الى اربع عيون وليس إلى اثنتين، كي يصل الى وجهته بسلام وأمان. في حين اذا واجهتك ازمة سير بسيطة اثناء مسيرك، فتشتبك السيارات ويختلط الحابل بالنابل، وما تخرج منها الا بشق الأنفس.
على الطرق الخارجية، وان كان الاكتظاظ اقل بكثير، والطرق مفتوحة الى حد ما، لكنها ليست افضل حالا، اذ لا يخلو الأمر، من بعض سائقي الشاحنات الذين يصرون على السير في المسرب الايسر وبكل عناد، فتصبح مكرها للتجاوز عن يمينه مخالفا لقواعد السير، الأمر الذي من شأنه ، قد يعرضك للوقوع في حادث لا سمح الله.
حاولت ان اتوصل الى السر الذي يجعل سائق الشاحنة او المقطورة، يصرّ على السير في المسرب الأيسر أي  المسرب الخطأ، فتوصلت الى نتيجة مفادها، ان هذا السائق على الطريق الصحراوي في وضعه الراهن، وبحالته السيئة يعتقد ان كثرة سير الشاحنات على المسرب الأيمن احدثت فيه خرابا بسبب ثقل حمولاتها التي تتجاوز المسموح به في كثير من الأحيان، بينما السيارات الصغيرة عادة تسير على المسرب الأيسر في حال وجود شاحنات تشغل المسرب الأيمن، فلا تحدث اي خراب يُذكر في الطريق لخفة وزنها، ما يغري سائقي المركبات الثقيلة لاستعماله دون غيره كونه الأفضل، بغض النظر مخالفا كان او غير مخالف.
الشكاوى المتكررة من المواطنين الذين يسيرون على الطريق الصحراوي بسبب رداءته عجت بها مواقع التواصل الاجتماعي، رغم (الترقيعات) الكثيرة التي قامت بها وزارة الأشغال العامة في هذا الطريق، بيد انها لا تسمن ولا تغني من جوع، حسب هؤلاء المواطنون. 
(كاميرات) مراقبة السرعة على الطرق ثمة من ينتقدها بشدة، ويعتبرها وسيلة لتصيد الأخطاء في المقام الأول، ويشيرون الى الدول المتحضرة التي تضعها في الأماكن ذات الخطورة المرورية، وتكون ظاهرة للعيان، كي يخفف السائق سرعته ويتجاوزها بسلام.
في نفس السياق كثرة زرع المطبات على الطرق الداخلية والخارجية، وبطريقة عشوائية غير مدروسة، لا يمكن اعتبارها مظهرا حضاريا، فما بالك اذا تم وضع المطب بدون شاخصة او خطوط فسفورية تشير اليه،  وتحذر من وجوده، للتعامل معه بسلاسة وليس بالقفز. الشاخصات الارشادية على درجة كبيرة من الأهمية، وينبغي وضعها بأعداد كافية غير منقوصة على الطرق الداخلية والخارجية لتساهم في تقليل حوادث السير التي تحصد ارواحا ليست بالقليلة سنويا، فباعتقادي ان كثرة الحوادث في بلدنا هي مسؤولية مشتركة بين المواطنين من جهة، والجهات الرسمية ذات العلاقة من جهة أخرى.