Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    15-Jan-2018

الجامعات الأردنية والقوة الناعمة - د. فهد الفانك

 الراي - لا تقاس قوة الدول المختلفة بمقدار قوتها العسكرية فقط، مهما بلغت عدداً وتسليحاً وتدريباً، فهذه هي القوة الخشنة التي تملكها دول مثل أميركا والصين.

في عصرنا أصبح هناك نوع آخر من القوة الناعمة التي لا تفرض نفسها بالقوة بل بالنفوذ الأدبي والأخلاقي والثقافي.
في مقدمة الدول العربية التي اهتمت بقوتها الناعمة في وقت مبكر مصر التي فتحت أبواب جامعاتها للطلبة (الوافدين) فلم يخرّجوا أطباء ومحامين فقط، بل أصدقاء أيضاً.
هذا لا يعني أن الطلبة الوافدين يتعرضون لغسل أدمغة، أو التأثير عليهم قصداً، فهذا يولد عندهم رد فعل. يكفي أن يدرسوا في جامعاتها ويعيشوا في مجتمعاتها التي ُتشكل قناعاتهم واتجاهاتهم.
ليس غريباً والحالة هذه أن نجد الأردنيين من خريجي الجامعات المصرية يتعاطفون مع البلد الذي احتضنهم وعلمهم.
سألني صديق ممن يقرأون مقالاتي عن سبب انحيازي لمصر وتفهم مواقفها والدفاع عنها وإبراز نجاحاتها، فقلت بسيطة، أنا من خريجي الجامعات المصرية قبل أكثر من نصف قرن، وقد أحببت مصر وشعبها ودون قصد مني أجد نفسي جزءاً من القوة الناعمة لمصر.
من أبواب القوة الناعمة تقديم إسهامات علمية وثقافية، فأن تقرأ كتاباً مصرياً لا يمكن إلا أن يترك فيك أثراً إيجابياً وتفهماً تجاه تجربة مصر كدولة عربية عريقة تدرك دورها القيادي العربي في مختلف الميادين.
يقال أن مصر تؤلف الكتب، فتطبع وتنشر في بيروت، وُتقرأ في بغداد. وفي جميع الحالات يظل الكتاب سفيراً لبلده إيجاباً وسلباً.
القوة الناعمة تعبـّر عن نفسها بطرق مختلفة، وإذا كان لأميركا نفوذ حضاري، فالسبب يعود إلى جامعاتها المتميزة، ومستشفياتها الراقية، وصحافتها الحرة.
بفضل القوة الناعمة لا تحتاج أميركا لاستخدام قواتها المسلحة في كل مرة لفرض نفوذها، ولا تحتاج مصر لأن تقول أنها أم العرب حتى لا نقول أم الدنيا.
في الاخبار أن نحو 40 ألف طالب عربي وأجنبي يدرسون في الجامعات الأردنية، وأن هناك خطة لزيادة العدد في العام القادم إلى 70 ألفاً.
هؤلاء سيعودون إلى بلادهم قادة، فهم وزراء ونواب وصحافيون ومعلمون، وهم يحملون صورة الأردن الذي احتضنهم وعلمهم، ويتفهمون انجازاته ونقاط قوته وضعفه ويدافعون عنه.