Wednesday 24th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    15-Dec-2017

القيصر بيبي الأول يجب أن ينتظر - اوري افنيري

 

هآرتس
 
الغد- الصهيونية هي معتقد لاسامي وهكذا كانت دائما. الأب المؤسس هيرتسل، وهو كاتب نمساوي، كتب عددا من القصص ذات التوجه اللاسامي البارز، هذه القصص لا يعلمونها في إسرائيل. حسب رأي هيرتسل الصهيونية لم تكن فقط حركة لنقل أشخاص من بلاد إلى اخرى، بل أيضا وسيلة لتحويل اليهود المساكين في الشتات إلى بشر يعتدون بأنفسهم ويعملون في ارضهم. هيرتسل سافر إلى روسيا لاقناع الزعماء اللاساميين فيها، منظمو المذابح، لدعم برنامجه. وتعهد لهم باخراج اليهود من روسيا.
أحد المكونات الاساسية للأيديولوجية الصهيونية كان أنه فقط في الدولة اليهودية المستقبلية يستطيع اليهود أن يرفعوا قاماتهم والعيش حياة طبيعية. الشعار كان "قلب الهرم الاجتماعي" – أي، يجب وضع الهرم على قاعدة عمال وفلاحين بدل الصرافين واصحاب البنوك.
عندما كنت طالبا في المدرسة في فلسطين – ارض إسرائيل في فترة الانتداب، كل ما تعلمناه كان متبل بالاحتقار العميق ليهود الشتات، الذين فضلوا البقاء في الشتات. كان من الواضح أنهم أقل منا في كل المجالات، الذروة كانت في بداية الاربعينيات من قبل مجموعة صغيرة حظيت بلقب "الكنعانيين". لقد اعلنوا أننا نشكل أمة "عبرية" جديدة، ليس لها أي صلة مع اليهود في أي مكان آخر. عندما تمت معرفة ابعاد الكارثة الفظيعة، هذه الاصوات تلاشت، لكن ليس تماما. اللاساميون من ناحيتهم فضلوا دائما الصهاينة على اليهود الآخرين. ادولف ايخمان قال، كما هو معروف، إنه يفضل التفاوض مع الصهاينة، لأنهم "اساس بيولوجي" أفضل من اليهود الآخرين. أيضا الآن من يكرهون اليهود في كل مكان يصفقون لدولة إسرائيل، كدليل على أنهم ليسوا لاساميين اطلاقا. دبلوماسيون إسرائيليون لا يرفضون امكانية استغلال هذا الدعم، هم يحبون اليمين المتطرف.
هذا الأمر لم يعق في أي يوم دولة إسرائيل في استغلال دعم اليهود في العالم. في حينه انتشرت نكتة تقول الله قسم خيراته بصورة عادلة، بين العرب والإسرائيليين. أعطى النفط للعرب وأعطى إسرائيل يهود أميركا. عندما قامت دولة إسرائيل، كانت الدولة تحتاج بشكل كبير إلى الأموال لشراء الخبز للشهر القادم، هكذا ببساطة. رئيس الحكومة دافيد بن غوريون تم اقناعه بالسفر إلى أميركا من اجل السعي وراء المال اليهودي هناك، لكن ثارت مشكلة: بن غوريون كان صهيونيا خالصا، لذلك كان متوقعا أن يقوم باقناع اليهود بترك كل شيء والهجرة إلى البلاد. مساعدوه عملوا الكثير من اجل اقناعه بعدم طرح كلمة هجرة اطلاقا.
هذه العلاقة بقيت حتى الآن، اليهود يحتقرون سرا يهود أميركا الذين يفضلون اللقمة الطرية على حياة العزة والاستقامة في دولة اليهود، لكنهم يطالبون بدعمهم السياسي غير المحدود. اغلبية المنظمات اليهودية في الولايات المتحدة تقدم هذا الدعم حقا. لديها قوة كبيرة في واشنطن، "ايباك"، اللوبي الصهيوني، يعتبر اللوبي الثاني في قوته بعد لوبي السلاح.
لسوء الحظ، العلاقات المتبادلة بين دولة إسرائيل ويهود أميركا تجلب المشكلة تلو الاخرى، التي لم يعد بالامكان اخفاؤها. الاندلاع الاخير لهذه المشاكل جاء من قبل نائبة وزير الخارجية، تسيبي حوطوبيلي، التي في مقابلة أجريت معها هاجمت يهود أميركا بصورة خبيثة. من ضمن اقوالها، أدانت حقيقة أن يهود أميركا لا يرسلون أبناءهم إلى الجيش الأميركي. ونتيجة ذلك، زعمت أن هؤلاء اليهود غير مستعدين لفهم الإسرائيليين الذين يخوضون الحرب كل يوم.
هذا القاء لتهمة قديمة، أنا أذكر أنني شاهدت ذات مرة المنشور الذي ألقي في الحرب العالمية الثانية من قبل طائرات نازية على خطوط الجيش الأميركي في فرنسا. وقد ظهر فيه يهودي سمين له أنف معقوف ويدخن السيجار ويداعب امرأة أميركية شقراء. "في الوقت الذي تسفك فيه دمك في أوروبا، الآن يقوم اليهودي باغتصاب زوجتك في البيت"، كتب في المنشور.
كما هو معروف، التجنيد الاجباري الغي في أميركا منذ فترة. الجيش الأميركي يتشكل اليوم من متطوعين من الطبقة الفقيرة. اليهود لا ينتمون لهذه الطبقة. إن اتهام حوطوبيلي هو هراء محض. لقد تمت ادانتها من قبل الجميع، لكن لم تتم اقالتها. أيضا الآن هي مسؤولة عن كل الدبلوماسيين الإسرائيليين في العالم.
هذه الحادثة هي واحدة من عدد من المشاكل في العلاقة بين الجاليتين، لكن المشكلة الاساسية هي أن كل منظومة العلاقات بين الإسرائيليين وبين يهود الشتات ترتكز على كذبة، الادعاء بأنهم ينتمون لنفس الشعب، الواقع فصل بينهما منذ زمن طويل، الواقع الحقيقي هو أن "اليهود" في إسرائيل هم أمة جديدة خلقت من قبل الواقع الروحي، الجيوغرافي والاجتماعي في البلاد الجديدة – مثلما أن الأميركيين مختلفين عن البريطانيين والبريطانيين مختلفين عن الاستراليين. لهم مشاعر قومية من الانتماء المتبادل، تراث متشابه وعلاقات عائلية. ولكنهم مختلفون.
كلما سارع الطرفان إلى الاعتراف بذلك رسميا كلما كان افضل. اليهود في أميركا يمكنهم دعم إسرائيل (مثل الايرلنديين الأميركيين الذين يدعمون ايرلندا)، لكنهم غير مطالبين بالولاء لدولة إسرائيل، وغير ملزمين بدفع الضرائب لنا. دولة إسرائيل من ناحيتها تستطيع أن تساعد اليهود المحتاجين في كل مكان، والسماح لهم بالانضمام اليها. أهلا وسهلا. ولكن نحن لا ننتمي لنفس الأمة. نحن هنا في إسرائيل نشكل أمة تتكون من مواطني إسرائيل. اليهود في أميركا وفي كل العالم ينتمون للأمم في بلادهم، وأيضا للطائفة اليهودية العرقية – الدينية العالمية. بنيامين نتنياهو كان يريد أن يتشبه بالملكة فيكتوريا، التي كانت "ملكة بريطانيا وقيصرة الهند"، هو يريد أن يكون ملكا وقيصرا – ملك إسرائيل وقيصر اليهود. وهو ليس كذلك.