Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    27-Nov-2021

الباحثان: ممدوح وتوفيق يحاضران حول «فلسفة التواصل ومعوقات الدرس الفلسفي»

 الدستور-نضال برقان

 
بمناسبة اليوم العالمي للفلسفة، (الذي يصادف الثالث من تشرين الثاني من كل عام)، استضاف بيت الثقافة والفنون الباحثين: مجدي ممدوح وزهير توفيق، في محاضرة بعنوان «فلسفة التواصل ومعوقات الدرس الفلسفي»، وذلك يوم الأربعاء الماضي.
 
وقدم بداية الباحث مجدي ممدوح ورقة، قال فيها: يورغن هابرماس هو أول فيلسوف يطرح فلسفة منضجة ومتماسكة في التواصل بين الذوات المختلفة في فضاء تواصلي يكون فيه الجميع متساوين ويمتلكون حقا متساويا في النقاش العقلاني بعيدا عن أي سلطة كانت، حيث لا سلطة في هذا الفضاء إلا لسلطة العقل.
 
وبين الباحث أن أي طرف من أطراف التواصل يستطيع طرح ما يشاء من آراء داخل الفضاء التواصلي شريطة أن يكون الرأي ملبيا لشروط العقلنة ولا شيء آخر. هابرماس يرى أن كل ذات تستطيع أن تتبنى وتتمسك بما تشاء من اعتقادات داخل دائرة الذات، حتى لو كانت اعتقادات صادمة للعقل، ولكنها عندما تروم إخراجها من دائرة الذات إلى فضاء التواصل العمومي فيجب عليها تنقيتها من كل ما هو غير عقلاني، لأن العقل هو القاسم المشترك بين كافة الذوات المشتركة في الفضاء التواصلي العمومي. وهذا الأمر يجد له تبريرا وسندا لدى الفيلسوف ديكارت الذي كان يقول أن العقل هو أعدل الأشياء قسمة بين الناس، وبالتالي فهو أكثر الأشياء التي يمكن أن تجمع الناس.
 
وبحسب ممدوح فإن الفلسفة الحديثة تأسست منذ ديكارت على الأنا الفردية، على مبدأ « أنا أفكر، فأنا إذن موجود». وهنا تصبح الأنا المفردة تقف وحيدة في مواجهة العالم أجمع، ويصبح هذا العالم عبارة عن موضوع للأنا. وبالرغم من قناعتنا بوجود ذوات أخرى حولنا، إلا أننا نتعامل مع هذه الذوات بوصفها مواضيع، ولا نعدهم ذواتنا مثلنا. هذا هو المبدأ الذي درجت عليه الحداثة، وهو الفردانية، وقد عد الفيلسوف هيجل الفردانية بوصفها أحد معالم الحداثة. وهكذا فإن هابرماس يقدم عقلانية جديدة، ويضخ دماء جديدة في شرايين الحداثة يخرجها من تقوقعها حول الذات. ويسجل لهابرماس أنه أوجد نسخة محدثة من العقلانية الغربية هي العقلانية التواصلية
 
أما الباحث زهير توفيق فقال إن مسيرة الفلسفة وتدريسها في الأردن في المدرسة والجامعة حافظت على تراجعها المستمر، رغم الوعود والمبادرات، والمشاريع التربوية الرسمية والفردية، التي تدعي الإصلاح، وإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
 
وأكد الباحث توفيق أن إلغاء الفلسفة يعني تعطيل العقل عن عمله؛ أي التفكير النقدي الذي هو عين التفلسف، فالعقل فعل الدماغ، وإذا لم يعمل فسيضمحل ويموت، ومن جهة أخرى، اعتاد المناطقة على تعريف الإنسان كحيوان ناطق أو عاقل ينشد الحكمة، وبتعطيل العقل (التفلسف) لن يظل العاقل عاقلاّ ولا الإنسان إنساناً. وفي مجال الأخلاق، فالعقل هو مرجعية الإنسان الأخلاقية، وهو مصدر القيم والأمر الأخلاقي المنزه عن أي سلطة أو مرجعية خارج ذاته، فالضمير الحي والعقل الأخلاقي هو أعلى سلطة مرجعية يملكها الإنسان ويعترف بها على ذاته للتفريق بين الشر والخير، أو الحسن والقبيح، وعندما نرفع العقل لن نقيّم ونقوّم إلا بإرادة وأدوات خارجة عنا، ولن نحسن التصرف والسلوك إلا بدوافع خارجة عن العقل الأخلاقي؛ أي بدافع الخوف من العقاب أو الطمع بالمكاسب، إنه إيمان وعبادة العبيد والتجار كما يقول علي بن أبي طالب، فالتفلسف كما يقول الفلاسفة ممارسة العقل لذاته كونه فاعلية لا يتمظهر بها العقل إلا أثناء استعماله لذاته.
 
في الوقت الراهن، وباستثناء الجامعة الأردنية لا يوجد تخصص فلسفة في الجامعات الأردنية الحكومية والخاصة التي يربو عددها عن ثلاثين جامعة، حيث نشأ قسم الفلسفة مع الأقسام الأخرى في كلية الآداب نواة الجامعة الأردنية التي تأسست سنة 1962. وفي عقد السبعينات بدأت أزمة تدريس الفلسفة في المدرسة، حيث بدأ التراجع الانتقال من سيئ إلى أسوء.