Wednesday 24th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    01-Jan-2018

الإشاعات، والحرب النفسية - علي المعالي

الراي -  ساقدم موجزا بسيطا للغاية عن الاشاعة والدعاية الهدّامة بصفتها احدى ادوات الحرب النفسية.

قال االله سبحانه وتعالى في سورة الحجرات يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ (6.( نظراً لأن آفة النميمة، والغيبة،مستفحلة لدى معظم البشر في كل المجتمعات، فان الاشاعة تجد تربة خصبة لتنمو، وتنتشر، وربما تتضاعف اثناء دحرجتها، وتنقلها من شخص لآخر، مثل كرة الثلج.
الاشاعة تعتمد على الغموض، مبهمة،تحتوي على العديد من الحقائق لتمرير معلومة كاذبة واحدة او اكثر، مطلقها غير معروف، او انتحال احد الاسماء، تستهدف شخص، جهة، مجتمع ما، بهدف اثارة البلبلة، وزعزعة الروح المعنوية، واثارة الفتن، وأحيانا تستخدم لإجبار جهة ما على تكذيبها او تصديقها، او الادلاء باي معلومة كرد فعل على الاشاعة، وقد يستفيد العدو من هذه المعلومة.
يتم اطلاق الاشاعة بين جمهور غير واع بالحرب النفسية، او الاشاعات، ليقوم البعض بنشرها، تداولها، بحيث يمكن ان تصل الفرد من اكثر من مصدر، مما يوحي له بمصداقيتها.
إن اي معلومة، مجهولة المصدر، ولا يعرف من اطلقها، مشكوك بامرها، وتعد احد انواع الاشاعات.
ليست كل الاشاعات هدامه، فهناك الاشاعة البيضاء التي قد تقوم بها جهة ما بهدف رفع الروح المعنوية لمجتمع ما، او رداً على اشاعة هدامه تعرض لها هذا المجتمع.
المهم في موضوعنا هو كيف نجابه، ونحصن انفسنا ومجتمعنا ضد هذه الاشاعات، والتي هي احد اذرع الطابور الخامس، وتتلخص هذه المقاومة بمبدأين اساسيين.
المبدأ الأول، لا تكرر الاشاعة، فاذا وصلتك اشاعة، وخاصة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فلا تعمد الى اعادة ارسالها الى الاخرين، ببساطه اهملها، ودعها تقف عندك.
المبدأ الثاني، ان تخبر الجهات ذات العلاقة، لإن سرعة اكتشاف الاشاعة يساعد في القضاء عليها قبل ان تنتشر.
 
علينا دائما ان نفكر من المستفيد من إطلاق هذه الاشاعة، ولا اخفي عليكم انني ومثل اي مواطن اخر تصلني احيانا بعض هذه الاشاعات، ومنها ما نطلق عليه « فبركات اعلامية» وينتابني احيانا الضحك ممن اطلقها، فهي في معظمها ركيكة، ومفضوحة، وغير مقنعة، رغم احتواء بعضها على حقائق معينة، الا ان السم موجود في الدسم.
 
نصيحتي لكل من تصله اشاعة، ان لا يكررها، والا فانه سوف يساهم بنشرها، ويحقق هدف العدو ومطلق الاشاعة، وبذلك يكون عوناً له على ابناء جلدته، ويرضى لنفسه ان يكون احد جنود الطابور الخامس المعادي لدولته ومجتمعه.
 
نحن وبحمد االله جزيرة امن وامان، في محيط ملتهب، وحبانا االله بقيادة هاشمية عادلة، رحيمة، تنحاز دائما الى جانب الحق، ونحن كما كل الشجر المثمر، عرضة ليقذفنا الأعداء بحجارة اشاعاتهم.
 
في هذه الايام التي تتعرض في القدس الشريف، بل وفلسطين كلها الى اعتى مؤامرة، وعدوان، والوحدة المقدسة التي تجلت في ابهى صورها بين الشعبين الاردني والفلسطيني، وبين الشعب والقيادة الهامشية المباركة، وهذا الصمود البطولي لجلالة سيدنا في مواجهة كل التهديدات، والضغوط، هذه اللحمة بين الجماهير والقائد، والتي قل نظيرها في شعوب العالم، تجعل هذا البلد عرضة لسيل جارف من الاشاعات والدعايات الهدامه، وشعبنا الاردني الواحد، وهو الشعب الواعي سياسيا- بالفطره- لن تنطلي عليه هذه الاكاذيب مهما تفنن اصحابها في «فبركتها».