Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    14-Oct-2018

اصطفافات المنطقة و«معايد القريتين»!! - صالح القلاب

 الراي - الواضح أن هذه المنطقة متجهة لبلورة إصطفافاتها الجديدة وأن إفراج تركيا عن القس الأميركي إندرو برانسون سيعيد علاقاتها القديمة بالولايات المتحدة التي كان دفعها الرئيس السابق باراك أوباما إلى ما يسمى:»موقف اللاموقف»والتي بالتالي، وفي ذروة هذا الصراع المحتدم الآن، أصبحت حائرة بين علاقاتها بأميركا وبحلف شمالي الأطلسي وبين حاجتها الآنية لروسيا الإتحادية التي حققت ما هو أكثر من موطىء قدم في الشرق الأوسط الجديد الذي علينا أن نعترف أنً إيران قد أصبحت،حتى الآن، أحد أرقام معادلته العسكرية والسياسية.

كان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي إرتكب خطأ تاريخيا أنه وضع نفسه في دائرة الإخوان المسلمين في الوقت الخطأ، يعرف أن إقترابه من روسيا مجرد إقتراب مؤقت وأنه لا بديل لبلده عن علاقاتها التاريخية بالولايات المتحدة وأن مكانها الذي كانت قد تبوأته منذ سنوات طويلة في حلف شمالي الأطلسي ليس في هذا»النسيج»المهترىء الذي ينهمك فلاديمير بوتين في نسجه والذي هو مجرد إصطفاف مؤقت سينتهي مع إنتهاء المصالح الآنية التي دفعت الروس والإيرانيين، والصين بحدود معينة إليه. ولعل ما سيعيد العلاقات التركية – الأميركية إلى سابق عهدها، بينما تشهد هذه المنطقة»زحاماً»شديداً في ظل كل الذي يجري فيها، أنً ما بين الرئيس التركي وواشنطن هو مجرد مسألة شخصية إذْ أن أردوغان ومنذ أن بدأ الصعود على»سلَم»الإنفراد بالحكم في هذا البلد الإستراتيجي المهم جداًّ، سابقاً وحالياَّ ولاحقاً، بقي يخشى إنقلاب»معلمه»السابق عبداالله غولن المقيم في الولايات المتحدة عليه وعودته إلى تركيا كعودة الخميني إلى إيران من فرنسا عام 1979 وكل هذا وهو يعرف أن هذا الرجل يحظى بشعبية «كاسحة» في الأوساط التركية الشعبية والرسمية.
والواضح أن الإفراج عن القس الإنجيلي برانسون قد جاء في إطار»صفقة»بين أردوغان وبين دونالد ترمب وأن الإفراج عن هذا القس الذي يعتبر الرئيس الأميركي أن الإفراج عنه سيضمن فوزاً مؤكدا له في إنتخابات الولاية الثانية سيقابله وكثمن له تجميد عبداالله غولن ومنعه من مزاولة أي نشاط سياسي إن ليس بالإمكان إبعاده من الولايات المتحدة وتسليمه إلى الرئيس التركي ليفعل به ما يشاء ويحاسبه على كل واردة وشاردة.
وهنا فإن ما يهمنا هو أنه غير جائز بل وهو سيكون مكلف جداًّ أن يبقى بعض العرب»يتشاطرون»في اللعب على حبال التناقضات الكبرى في هذه المنطقة فالإصطفافات باتت واضحة ومعروفة وغدت المواقف إما هنا وإما هناك، إنْ دولياًّ وإنْ إقليمياً، مما يعني أن أي تشاطر في هذا الحال سيعني خسارة مكلفة جداًّ وسيعني أن أي إتخاذ لموقف اللاموقف سيكون مثله مثل :»معايد القريتين» ، كما جاء في أحد أمثالنا الأردنية، الذي ذهب لمعايدة القرية البعيدة لكنه لم يدرك العيد هناك فعاد هرولة إلى القرية القريبة فوجد أن العيد فيها قد إنتهى فيها أيضاً.. وأملنا ألاَ نكون إزاء كل هذه الإصطفافات ألا نكون كـ»معايد القريتين»!!.