Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    07-Feb-2017

جلالة الملك مجدداً صوت الاعتدال العربي المسلم - صدام الخوالده

 

الراي - لعل تلك العزيمة والعقيدة الراسخة والتي تأتي من كون جلالته صاحب الشرعية الدينية والتاريخية كحفيد رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ولذا فان ذلك الامر يضع مسؤولية اكبر على كاهل جلالة الملك عبدالله الثاني في الدفاع عن صورة الاسلام السمح الذي جاء به جده الاعظم محمد بن عبدالله عليه السلام متمما للرسالات السماوية التي تلتقي جميعا في الدعوة الى السلام و الحوار وعدم الايذاء واذا كانت سماحة الاسلام تتجلى بعدم قطع الاشجار حتى وقت المعارك فكيف بمن يريد ان يرسل رسائله للمجتمع العالمي بان هذا دين القتل وسفك الدماء.
 
من هنا نلمح دوما في خطابات جلالته وهو يجوب العالم متحدثا في جميع لقاءاته لاسيما في السنوات الاخيرة التي تنامى فيها ظهور ذلك الشبح الاخطر في تاريخ البشرية والذي لم يفرق بين اصحاب ديانة دون اخرى وقد بدا باتباع الديانة الاسلامية وبلدانهم والاردن بطبيعة الحال ذاق مرارة الخطر وفقد الكثير من الشهداء ولعل براعة اجهزتنا الامنية وجيشنا العربي قطعت الطريق في كثير من الاحيان على هذا الارهاب من العبث بأمن وامان الاردن والمنطقة ككل كما ان الاردن قدم الكثير في حربة على الارهاب وفي كافة المجالات وكان له دور على الصعيد الدولي في محاربة الارهاب لاسيما كون الاردن في مقدمة التحالف الدولي لمحاربة الارهاب. 
 
ما اردت قوله من تلك المقدمات التي اوردها في معرض حديثي عن خطاب جلالة الملك الاخير في واشنطن ولقاءاته المهمة مع اركان الادارة الامريكية الجديدة التي ربما انها لم تستمع الى خطاب بهذه الكثافة والعمق حول ماهية الاسلام السمح والادوار التي يلعبها العرب والمسلمون في حربهم على الارهاب وهنا لا بد لنا من الاشارة الى الفطنة والذكاء الكبير لجلالة الملك الذي اراد ان يسبق بخطابه هذا و يقطع الطريق على الكثيرين من اصحاب الاتجاهات في هذا العالم لاسيما الذين يحملون العداء للعرب والمسلمين ويريدون الحاق الارهاب واهله بالإسلام والعرب.
 
وبالعودة الى ما تحدثت عنه في بداية مقالي من الشرعية الدينية والتاريخية لجلالة الملك كونه ينتسب الى النبي محمد عليه الصلاة والسلام وكونه ايضا قائدا عربيا ومسلما ومن بيت النبوة فهو الذي يقع على عاتقه مسؤولية اكبر من غيره من قادة المسلمين والعرب في الدفاع عن اخطر القضايا التي تتعرض لها الامة الاسلامية في هذا القرن وبالتالي كان صوت جلالة الملك مسموعاً جدا وبعمق وكانت كلماته التي تخاطب العقول والقلوب معا تصل الى مرادها في تغيير وجهات نظر رئيسية تتعلق من حمل هؤلاء الخارجين عن الدين الاسلامي وكل الاديان السماوية وانهم لا يمتون للإسلام باي صلة والاسلام واهله سواء اكانوا من العرب ام غير العرب براء منهم ومن افعالهم.
 
يدرك الجميع ان العالم امام ادارة جديده للبيت الابيض بقيادة الرئيس ترامب ومن يراقب المشهد من بعيد ان يدرك لجلالة الملك احترام كبير في اوساط القيادة الامريكية وبالمناسبة هذا يدلل ايضا ان جلالته واعتداله الدائم وخطابة العقلاني الواقعي الذي يحمل دوما رسائل السلام العالمي والعيش المشترك والتعايش والحوار والالتقاء بين الثقافات والاجيال والاديان وهذا الاحترام لجلالة الملك هو شيء دائم لدى القيادات العالمية لاسيما الدول العظمى وليس احتراماً مرتبطاً بقدوم رئيس او حزب لسدة الحكم دون اخر واكبر دليل على ذلك ان يكون جلالة الملك القائد العربي المسلم الشخصية الاوى التي تلتقي الرئيس الامريكي الجديد واركان ادارته بل ان تلك اللقاءات اتت اكلها في ايصال واحدة من اهم الرسائل حول القضية الفلسطينية واهمية بناء السلام والاجراءات التي من شانها التأثير بهذا السلام وعلى راس تلك الاجراءات قضية الاستيطان ونقل السفارة الامريكية الى القدس وما فعله جلالته هو انه اشار الى نقاط الحساسية في تلك المواقف الامريكية ان حصلت ودعمت ذلك الامر وربما اننا شاهدنا تصريحا للبيت الابيض يفيد بتغيير جيد في وجهة النظر الأمريكية حيال الاستيطان وقضايا اخرى تتعلق بالأزمة السورية وما يقدمه جلالة الملك من تصورات مهمه امام قيادات الدول العظمى لاسيما امريكا وروسيا التي اجتمع مع رئيسها بوتين وكان اجتماعه في غاية الاهمية لاسيما ان روسيا اليوم باتت واحده من مفاتيح الحل العالمي للازمة السورية ولان الاردن طرف رئيسي ومتأثر كثيرا من اعقاب هذه الازمة ولذلك فان التصورات التي يقدمها جلالته ستسهم الى حد كبير في بناء السياسات الجيدة القادمة التي من شانها انهاء حالات الصراع في منطقة الشرق اوسط.