ودّعت مدينة طرابلس (شمال لبنان) أمس السينمائي اللبناني جورج نصر بعدما وافته المنية الأربعاء عن 92 عاماً.

 

 

نصر الذي وضع لبنان على خريطة السينما العالمية بمشاركة فيلمه «الى أين؟» عام 1957 في مهرجان كان السينمائي الدولي، أبى أن يفارق الحياة دون أن يحظى بتكريم عن الفيلم الذي تجاهلته الصالات التجارية، ولم يهتم به الجمهور لابتعاده عن السينما السائدة في حينه... فكانت مشاركته في كان عام 2017، ضمن برنامج «كلاسيكيات كان» بين قلة من السينمائيين الذين ظلوا على قيد الحياة، ليشهدوا على نسخة مرممة من مشاركتهم الاولى في المهرجان السينمائي الفرنسي العريق.

 

وإذا كان أول أعمال نصر السينمائية، حطّ به في المهرجان الذي يمثّل حلماً لأي سينمائي، فإن ما تلاه من أعمال لم يحظ بالاهتمام ذاته. فالشاب الذي سافر في مطلع خمسينات القرن العشرين إلى الولايات المتحدة لدراسة الهندسة قبل أن يتحوّل عن طريق الصدفة الى دراسة السينما في لوس انجليس، أنجز بعد «إلى إين» فيلم «الغريب الصغير» بالفرنسية عام 1962 ثم تولى عام 1973 إخراج فيلم «المطلوب رجل واحد» من إنتاج نقابة الفنانين السوريين، قبل أن يدخل مجال الإعلانات والأفلام الوثائقية ويتفرغ لتدريس الإخراج السينمائي.

 

واللافت أنه على رغم قلة إنتاجه السينمائي، نجح نصر في أن يحفر اسمه عميقاً في تاريخ السينما اللبنانية... وما زال صدى السؤال الذي طرحه في شريطه الأول يتردد في لبنان بعد 62 عاماً من الصرخة الأولى: «إلى أين؟».