Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    19-Jul-2018

التاريخ كسلاح.. - محمد كعوش

الراي -  الاهتمام بالتاريخ يسعفني في قراءة الحاضر وفهمه، لذلك أعدت قراءة كتاب"اختلاق إسرائيل القديمة" للباحث والمؤرخ كيث وايتلام، الذي قال عنه الراحل ادوارد سعيد :"افضل كتاب قرأته في العام 1996."

الحركة الصهيونية وكتابها ومفكروها اهتموا بكتابة التاريخ بشكل يخدم الأهداف والمصالح الصهيونية الساعية لاقامة دولة يهودية على انقاض "مملكة إسرائيل القديمة "المختلقة الخارجة من رحم الخرافة والتاريخ المزيف، والتي شكك بوجودها كتاب وايتلام الذي رد على مزاعم كتاب"المدرسة التوراتية"وكشف أن إسرائيل القديمة هي مجرد جزء من تاريخ الكنعانيين في فلسطين.
قادة الحركة الصهيونية حاولوا طمس التاريخ الفلسطيني القديم والمعاصر، وحوّلوا التوراة الى كتاب تاريخ، وسعوا الى تحويل اليهودية من دين لقومية، والفكرة كلها مبنية على فرضيات عقيدة دينية تخدم هذا المشروع.
لذلك صراعنا مع الصهيونية صراع تاريخي حضاري الى جانب المواجهة السياسية والعسكرية، وهذا يستوجب الاستمرار في البحث والنبش في التاريخ القديم والمعاصر لمحاصرة وكشف المشروع الصهيوني في فلسطين، في الماضي والحاضر.
راودتني هذه الأفكار وانا اقلّب صفحات الكتاب الجديد الذي صدر للباحث والناقد الدكتور فيصل دراج بعنوان"آل عبدالهادي في تاريخ فلسطين – أقدار وطن ومآل نخبة وطنية". اعتقدت للوهلة الأولى ان الدكتور دراج كتبه من"باب المجاملة"، ولكن عندماقرأت الكتاب اكتشفت أنه عمل وثائقي تاريخي متقن تناول حقبة مهمة من تاريخ فلسطين وبلاد الشام في القرن التاسع عشر، من خلال متابعة دور الشيخ حسين عبد الهادي وأبنائه واخوانه وآل عبد الهادي في نابلس وعرابة، وهو دور سياسي امتد للقرن العشرين من خلال دور السياسيين الراحلين عوني عبد الهادي وروحي عبد الهادي ونعيم عبد الهادي.
اهتمامي بالكتاب وفي تلك المرحلة من تاريخ بلاد الشام لسببين، اضافة الى ما قرأته في كتب أخرى عن دورآل عبد الهادي في تللك الحقبة التاريخية:
أولا: نجاح حملة إبراهيم باشا ايقظ حلم محمد علي بإقامة دولة عربية توحّد مصر وبلاد الشام حتى مشارف الأستانة ولكن الدولة العثمانية استنجدت ببريطانيا والنمسا وروسيا وفرنسا وتم اجهاض المشروع.
ثانيا: تم افتتاح أول قنصلية أجنبية في القدس عام 1838 هي القنصلية البريطانية مهمتها رعاية المصالح البريطانية والأميركية واليهودية، ومنذ ذلك التاريخ بدأت بريطانيا بتشجيع الهجرة اليهودية الى فلسطين بالاتفاق مع الثري اليهودي موشيه منتفيوري الذي افتتح اول مدرسة يهودية في فلسطين، وبدأ بشراء الأراضي وتطويرها في فلسطين بموافقة الدولة العثمانية في العام 1849.
لذلك أقول إن التاريخ هو سلاح في معركتنا مع المشروع الصهيوني – الأميركي، ولأن الصهيونية تلوي ذراع التاريخ لتغير الحاضر وتتحكم بمسار المستقبل.