Wednesday 24th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    02-Dec-2018

زيارات لا تكسب الاحتلال شرعية* كمال زكارنة
الدستور -
فرح نتنياهو كثيرا بالزيارات التي قام بها لدول لم تطأ قدماه ارضها وترابها من قبل، ولمشاركة وفود اسرائيلية بفعاليات مختلفة اقيمت في دول لم تحلم يوما بزيارتها، ولرؤساء دول اخرين استقبلهم هو، ووفود مختلفة المستويات والتخصصات والجنسيات زارت القدس المحتلة، للمشاركة بنشاطات وفعاليات اقامها الكيان المحتل، تحت مسميات متعددة.
ولن تقف الامور عند هذا الحد، بل ربما يزور نتنياهو دولا عديدة، وقد يستقبل وفودا كثيرة، وتفتح امامه ابواب ظلت موصدة سنوات طويلة، بسب احتلال فلسطين، وما يتعرض له الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال، لكن كل هذا لن ينفع نتنياهو والمحتلين، ولن يلغي صفة الاحتلال عنهم، ولن يمنح الاحتلال اي شرعية او موافقة او قبولا او تقبلا، ولن يوقف المطالبة برحيله واقتلاعه من جذوره من الاراضي الفلسطينية المحتلة، بكل الاساليب المتاحة والممكنة والمناسبة، ولن يمنع الشعب الفلسطيني من مواصلة التصدي للاحتلال ومشاريعه التهويدية، وسوف يظل قادة الاحتلال يقفزون في الهواء، وفي الفراغ بعيدا عن الشعب الفلسطيني، فلا خلاص لهم ولا نجاة الا بالرحيل عن فلسطين.
جميع دول العالم وشعوبها، وعلى رأسها الولايات المتحدة الامريكية، لو اعترفت بالكيان المحتل وتعاملت معه سياسيا واقتصاديا ورياضيا وثقافيا...، لن تستطيع منح الاحتلال الاسرائيلي الشرعية، او اي حق قانوني باحتلال الاراضي الفلسطينية والبقاء فيها، وسيظل الاحتلال باطلا وكل ما صدر عنه ويصدر، باطل وغير قانوني ومرفوض وغير شرعي، وسيبقى مطاردا وملاحقا الى ان يزول تماما وتقام الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني وعاصمتها القدس، وتتحقق جميع الاهداف والمطالب الفلسطينية وفي مقدمتها حق العودة للاجئين الفلسطينيين، وهذه هي الضمانة الوحيدة التي يمكن ان توفر للاحتلال بيئة آمنة في فلسطين التاريخية، بمعنى ان ابرة الحياة للاحتلال الاسرائيلي هي قبول الشعب الفلسطيني به، على اساس اتفاق سلام شامل وعادل ودائم، ودون ذلك لن تشفه كل ابر العالم، ولا ينفعه تبادل زيارات ولا اقامة علاقات ولا توزيع ابتسامات ولا مصافحات او مصالحات.
الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين يتواصل في مرحلته الاولى منذ اكثر من سبعين عاما، وفي مرحلته الثانية منذ اكثر من خمسين عاما، لكنه ما يزال احتلالا باطلا، وما دام التوقيع الفلسطيني مرفوعا عنه سوف يظل في دائرة الخطر والباطل، ولن يشعر بالامن والامان وسيبقى في حالة حرب دائمة ومهدد بالزوال.
علاقات الاحتلال المستجدة مع اي دولة في العالم، لن تضعف الحق الفلسطيني، ولا الموقف الفلسطيني المتمسك بالحقوق والثوابت الوطنية المعروفة والمشروعة، التي نصت عليها وطالبت بها قرارات الشرعية الدولية.