Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    29-Jul-2015

صورة طبق الأصل*محمود تيسير العميري

الغد-لا شك أن أندية كرة القدم الأردنية تعيش في ضائقة مالية مستمرة، وأن أغلبيتها العظمى مدينة نتيجة ارتفاع حجم النفقات قياسا بالإيرادات، التي تعتمد في المقام الأول على حقوق رعاية المناصير للبطولات والبث التلفزيوني، وإن كانت الأندية تشكك في مصداقية الاتحاد بشأن صرف كامل الريع للأندية، كذلك نشطت بعض الأندية في الحصول على رعاية بعض الشركات، لكن كل ذلك بقي عاجزا عن الوقوف والصمود في وجه "فاتورة الاحتراف"، التي ترتفع يوما بعد يوم، وجعلت الأندية ترفع شعار "العين بصيرة واليد قصيرة".
الأندية تحاول أن تسير مع الركب على طريق الاحتراف الوعرة، لكنها سرعان ما تتعثر خطواتها، ولا تكاد تقدر على الوقوف، حتى تواجهها سلسلة من المشاكل المالية والمعوقات، التي تحول دون تمكنها من تحقيق الأحلام والطموحات.
من المؤسف أن معظم الأندية لم تجد إلى التخطيط السليم سبيلا... بعضها وفي محاولة لامتصاص حماس جمهورها، يتجه صوب الصخب الإعلامي الفارغ، فترى سلسلة من الإعلانات عن تجديد العقود واستقطاب المحترفين المميزين من الداخل والخارج، ولكن للأسف سرعان ما تنكشف الحقيقة وتتجدد المشكلة، فتفقد بعض الفرق حظوظ المنافسة مبكرا، والسبب أن الأندية لم تخطط سوى لتجاوز غضب جماهيرها، بدلا من تسيير أمورها طبقا لأحوالها وقدراتها المالية، ولم تلتفت أبدا لضرورة منح الناشئين والشباب فرصة كافية لتغذية الفريق الأول بالمميزين منهم.
من يمعن النظر في العقوبات المتخذة بحق الأندية وأركان اللعبة خلال الموسم الماضي، يدرك جيدا أن عددا لا بأس به من الأندية تجاوز السقف الأعلى للعقوبات ودخل في مراحل صعبة، شملت الغرامة ونقل المباريات وحتى إقامتها من دون جمهور، وأعتقد بأن تلك العقوبات والغرامات شكلت "الدجاجة التي تبيض ذهبا" بالنسبة لاتحاد كرة القدم، وحجم الإيراد من تلك الغرامات لو تم توظيفه بشكل مثالي، لربما شكل حافزا للأندية لكي تسير نحو السلوك الحسن.
الجماهير.. وهذه ليس بالمسألة الجديدة.. ترغب في أن تحقق فرقها أقصى طموحاتها من حيث الإنجازات، لكنها لم تتنبه الى ما تسببه من عقوبات نتيجة للتصرفات والهتافات غير المقبولة، وما من شك أن مباراة كأس الكؤوس المقبلة بين الوحدات والفيصلي وما يليها من مباريات وصولا الى نهائي كأس الأردن الذي سيشكل نهاية الموسم الجديد، ستشهد تكرارا للمخالفات ومزيدا من الغرامات، رغم أن بعض الأندية سيدخل الموسم الجديد وهو مدين للاتحاد من الموسم الماضي، فكيف سيسير أموره ويفي بالتزاماته تجاه لاعبيه ومدربيه؟.
المشكلة جماعية تبدأ عند الأندية وتنتهي عند اتحاد كرة القدم، وكلا الطرفين لم يستطع التخطيط لضمان النجاح، فعالج الخط بمثله ولم يبحث عن الصواب بشكل جدي، وبقي الجمهور كما هو يسبب من الغرامات ما يفوق حجم الايرادات... باختصار هي صورة طبق الأصل.