Wednesday 24th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    22-Oct-2016

عقبات في وجه العفاف !! - عبد الوهاب الفراية

 

الراي - لقد حث الإسلام على الزواج ، وسهل سبله ، وأحاطه بسياج متين من القداسة ، حفاظا على طهارة الأسرة وديمومتها، وللقيام بواجباتها الشرعية في تربية أبنائها تربية راشدة، لتتوثق أواصر المحبة والألفة بين الزوجين.
 
والزواج هو الملاذ الوحيد للشباب في عصرنا الحاضر بعدما أطلت علينا الفتن من كل اتجاه ، بل داهمتنا في بيوتنا وعلى أسرة نومنا من خلال أجهزة الإعلام المرئية التي تتفنن معظم الأوقات في نشر الرذيلة بين الأسر، ويلتفت المرء المسلم يمنة ويسرة يبحث عن المخرج من هذه الفتن فلا يجد سوى العلاج الناجع الذي شرعه الله عز وجل: إما العفاف وإما الزواج ، هذه هي نظرة المسلم الصادق في إسلامه ، العامل بدينه ، ويستطيع الشاب المسلم أن يصبر خلال فترة الدراسة ، وحتى حصوله على الشهادة التي ترشحه للعمل ، ولحين أن يأتي الوقت المناسب لأن يعف نفسه بالحلال ، و يعف نفسه بالزوجة ، و يعف نفسه من خلال البيت الطاهر، ولكن كثيرا ما يجد من العقبات ما يحول بينه وبين ما يريد ، وهي عقبات من صنع أيدينا حذرنا الإسلام منها وفق هذه العقبات: المغالاة في المهور، والتي يأبى الناس كل الناس ذلك. ومتطلبات الإنفاق بإسراف على بيت الزوجية ، والادهى من ذلك أن الأباء والأمهات ومعهم البنات رفضوا العريس لأنه ليس في وسعه شراء المكنسة الكهربائية ، وإقامة حفل الزواج في مكان مرموق يليق بالعائلة ، ما هذا !! إنها التقاليد البالية ، وإن شئت فقل إنها العقول المتحجرة الصلدة ، والى متى نبقى نقلد غيرنا.. والى متى يظل التنافس في مثل هذه الأمور مرضا يتغلغل في نفوسنا.. أما اّن لنا ان نهتدي بهدي الإسلام، وهدي الإسلام التيسير على الناس لا التعسير قال تعالى « إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله « النور: 32، التيسير في جميع أمورنا ، قال صلى الله عليه وسلم: « إن الدين يسر «.
 
وفي هذا الأمر على وجه الخصوص يقول عليه الصلاة والسلام: « أقلهن مهرا أكثرهن بركة « أم أننا نريد للفواحش أن تنتشر أكثر وأكثر وأن يظل العفاف يبكي ويئن.
 
وهناك عقبة أخرى « العريس المناسب « ويراد بذلك وضعه المادي فقط ، دون النظر إلى الاعتبارات الإخرى وأعني: الدين وهو أهم اعتبار. وتنتظر الفتاة عاما بعد عام إلى أن يتقدم بها العمر، وتصبح في عداد العوانس ، تنتظر فارس الأحلام وقد تأخر كثيرا ، ويبدو أنه لن يظهر لماذا ؟ لأن ما تحلم به الفتاة ليس له حقيقة على أرض الواقع.
 
ومما زاد الطين بلة والد الفتاة جعل من نفسه حارسا عليها ، يصد طلاب الزواج عنها ، ويصور لها كل خاطب لصا يريد أن يسلبها ما تملك من جاه ومال حتى جاوزت الأربعين ، وقل الطارقون من « اللصوص « وشاقها أخيرا أن تلقى أحد هؤلاء « اللصوص « بعد أن تحررت من قيود أبيها ، لكن انتظارها طال دون أن يطرق بابها طارق ، فتحول تطلعها إلى لهفة حارة، زهدتها في كل شيء إلا في تحقيق هدف الزواج حتى لو كان من لص حقيقي يجردها من كل ممتلكاتها، شرط أن يهبها الأمن والسعادة ، ويخلصها من « وصمة العنوسة «.
 
وثمة أمر اّخر: أن الكثير من الشباب أصبح يشكو ويقول: أين الفتاة الشريفة، ونقول له لا تتشاءم يا أخي فما زال في بيوت المسلمين الخير الكثير، وما عليك إلا أن تخلص النية لله وان الله سيوفقك ، أما قرأت قوله تعالى: « الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات أولئك مبرؤون مما يقولون لهم مغفرة ورزق كريم « النور: 26.
 
فإذا ما كان توجهك إلى الله خالصا فثق أن الله رازقك بمن تحب فما عليك إلا أن تغسل يدك من الأوساخ التي علقت بها وعندها سوف تجد الطعم الطيب لما في فمك، وفقك الله لما يحب ويرضى.