Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    02-Jul-2020

لا كرة نسوية بدون الفيصلي والوحدات*تيسير محمود العميري

 الغد

صدق أو لا تصدق، أن نادي ريال مدريد الإسباني، أعلن أمس تأسيس فريق نسوي محترف في لعبة كرة القدم، ساعيا إلى أن تتمكن “النساء” من تكرار إنجازات الرجال.
كان غريبا أن ينتظر الريال “الذي اختير نادي القرن العشرين بحسب الاتحاد الدولي لكرة القدم”، كل هذه المدة لتأسيس فريق نسوي محترف، بخلاف منافسه التقليدي برشلونة.
ما قام به الريال يمكن وصفه بـ”ثورة في مدريد”، لكنه حدث ربما لم تكن تعلم به الغالبية العظمى من عشاق كرة القدم، فمن كان يتوقع أن ناديا كبيرا بهذا الحجم ليس عنده فريق محترف للسيدات.
لكن حالة ريال مدريد “إن جازت المقارنة”، تفتح الطريق للحديث عن الكرة الأردنية النسوية، وأسباب عزوف الأندية “الكبيرة” التي تستحوذ وتتنافس على ألقاب المسابقات المحلية، وتحديدا الفيصلي والوحدات والجزيرة والرمثا، عن تأسيس فرق نسوية محترفة أسوة بفرق الرجال.
قد يقول قائل بأن الأندية “مش ناقصها وجع راس”، في إشارة إلى حجم المعاناة المالية التي تعترض طريقها في كل موسم، في ظل ارتفاع مؤشر المصروفات وتجاوزه قيمة الايرادات، ما يجعل تلك الأندية في وضع “مدين” بشكل دائم، نظرا لتواضع برامجها التسويقية وعدم قدرتها على جلب مصادر دخل غير تقليدية تساعدها على الإيفاء بالتزاماتها المالية… “يعني باختصار اللي فيها مكفيها”.
في مدريد.. لا حديث عن العادات والتقاليد كما هو الحال في المجتمعات الشرقية ومنها الأردنية.. ثمة أسباب مختلفة طاردة للاستثمار بالكرة النسوية، وإيجاد أرضية صلبة تمكنها من الانتقال من مرحلة الاحتراف “الوهمية” الحالية إلى الاحتراف الحقيقي في المستقبل، وتمكنها أيضا من تجاوز الانجازات في “غرب آسيا” لتصبح على صعيد القارة بأسرها.
الاتحاد الدولي لكرة القدم وضمن برنامج مساعداته للاتحادات الأهلية بسبب جائحة كورونا، أعلن قبل بضعة أيام عن تقديم مبلغ نصف مليون دولار لكل اتحاد دعما للكرة النسوية تحديدا، وإذا ما أردنا فعليا تطوير الكرة النسوية، فيجب العمل أولا على تخصيص كشافين لاكتشاف المواهب في المدارس الحكومية والخاصة، وتمكين الرياضة المدرسية من الاهتمام بشكل أكبر بالكرة النسوية، جنبا إلى جنب مع تطوير قدرات مراكز الأمير علي للواعدات، ومن ثم إقناع الأندية الكبيرة وتحديدا الفيصلي والوحدات، وتقديم التسهيلات الفنية والمالية لهما، لتأسيس فرق نسوية محترفة ستساهم بشكل فعال في إحداث نقلة نوعية للعبة.
مع الاحترام لجهد بقية الأندية الراعية للكرة النسوية في الوقت الحالي وعلى رأسها شباب الأردن وعمان والأرثوذكسي والاستقلال وغيرها، فإن غياب أكبر ناديين في العاصمة عن “مشروع” الكرة النسوية، يجعل اللعبة من دون قاعدة جماهيرية، ويفقدها كثيرا من مقومات النجاح التي هي بأمس الحاجة لها.
في غرب عمان وشرقها، وفي مختلف محافظات المملكة، ثمة مواهب نسوية فتية تحتاج إلى رعاية ووضعها في ظروف مثالية تمكنها من تحقيق إنجازات حقيقية على صعيد القارة، ولننظر إلى دول آسيوية فقيرة كيف تطورت كرتهم النسوية رغم ظروفهم الصعبة وإمكانياتهم المحدودة.
من وجهة نظري وباختصار شديد.. لا كرة قدم نسوية من دون الفيصلي والوحدات.