Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    12-Apr-2018

هذا هو الأردن: لا يسلم مستجيره!! - صالح القلاب

 الراي - ..واالله لو أنه لن يبقى أردنيٌّ واحد فإننا لا يمكن أن نسلَّم لا رغد ولا أياًّ من بنات صدام حسين فهذه مسألة تتعلق بكرامة الأردنيين وهذه إهانة لكل عربي وبخاصة وأن وراء هذا الطلب المعيب والمخجل ما يسمى: «الحشد الشعبي» الذي هو أحد سرايا الحرس الثوري الإيراني والذي لا أكثر منه حتى في إيران نفسها طائفية ومذهبية وأيضاً عنصرية على أساس أن ما يتحكم بمواقف الفرس هو تسديد ثارات وحسابات قديمة بعضها يعود إلى ما بعد الإسلام العظيم حيث «القادسية» و»نهاوند» وبعضها يعود إلى ما قبله حيث هاني بن مسعود الشيباني و»ذي قار».

ما كان بإمكان الذين «يتمرجلون» الآن على مرحلة عراقية متروكة للتاريخ ليحكم إنْ لها وإنْ عليها لو لم يكن هناك الغزو الأميركي ولو أنه لم تكن للأميركيين حسابات خاصة جاءوا إلى بلاد النهرين وإلى هذه المنطقة لتسديدها وهذه مسألة فيها ألف رأي ورأي ومعظم الأحداث التاريخية لا يمكن قراءتها القراءة الصحيحة إلا بعد سنوات طويلة وإلا بعد العديد من الأجيال المقبلة التي وبالتأكيد ستنظر إلى الأمور بعيون غير العيون التي ننظر بها إلى أوضاعنا القريبة الآن وفي هذه اللحظة التاريخية الرمادية.
لا جدال ولا نقاش إطلاقاً في أنَّ صدام حسين قد ارتكب خطأً فادحاً ارتقى إلى مستوى الجريمة بغزوه دولة عربية مجاورة شقيقة هي الكويت التي لها في عنقه وفي أعناق كثيرين من العرب ديون كثيرة لكن أن ينتدب الإيرانيون وأتباعهم أنفسهم لانتقام متأخر ما كانوا قادرين عليه في فترات سابقة فإن هذا تعدٍّ على الأردن الدولة التي ارتفعت مداميك بنائها على القيم العربية النبيلة التي لا علاقة للحشد الشعبي بها والتي لا يعرفها الذين يضعون فوق عيونهم وأيضاً فوق قلوبهم عصائب عنصرية من المفترض أن الإسلام العظيم قد أزالها منذ عقود سابقة بعيدة.
ويقيناً، وهذا لا يعرفه الذين «يهزون» الآن في شوارع مدن العراق سيوفاً فارسية صدئة تقطر حقداً دفيناً على العرب كأمة رسالتها خالدة، أنه لو ساقت الأقدار رغد صدام حسين لتستجير بالكويت وبشعب الكويت وأمير الكويت، الذي هو حكيم العرب في هذه المرحلة التاريخية التي هي في غاية الخطورة والصعوبة، فلما خاب رجاؤها فهذه شيم وقيم عربية نبيلة ربما لا يعرفها الذين يتمرجلون الآن على مرحلة تاريخية ذهبت وهي لن تعود كانوا خلالها يختبئون كالفئران المذعورة عندما كان كثيرون حتى من رموز النظام السابق يدفعون أعمارهم في ميادين الإعدامات مقاومة لأخطاءٍ كثيرة قد ارتكبت ودفاعاً عن الحريات العامة وحقوق العراقيين النبيلة والمشروعة.. والتي هي غير متوفرة الآن في ظل سطوة الحرس الثوري الإيراني وقاسم سليماني.
وعليه فإنه على أتباع «إطلاعات» والحرس الثوري وقاسم سليماني أن يدركوا أن هذا البلد، المملكة الأردنية الهاشمية، الذي يقوده عبداالله بن الحسين لا يمكن أن يفعل ما فعله «الأنذال» الذين لم يقبلوا باللواتي استجرن بهم في لحظة تاريخية غاية في الصعوبة في بلد يرفع شعار: «أمة عربية واحدة.. ذات رسالة خالدة» هذا الشعار الذي داسته فرق «الميليشيات» الإيرانية بأقدامها وتم اغتياله بـ «الكيماوي» مع اغتيال أطفال «دوما» والغوطة الشرقية وفي كل مكان من سوريا التي ستبقى قلب العروبة النابض رغم أنها تمر الآن بلحظة تاريخية مريضة.
إنه لا يمكن لعربي عروبته صادقة ونقية وصحيحة أن يسلم مستجيرة.. ومستجيرات به فهذا يفعله أتباع قاسم سليماني وهذا يفعله الذين استبدلوا عروبتهم المفترضة بطائفية عفنه فالأردن الذي يقوده عبداالله بن الحسين لن يسمح بهذا إطلاقاً حتى وإنْ أضطر إلى اللجوء إلى السلاح وهذا لن يقبله العراقيون العروبيون الشرفاء حتى الذين لا تزال جروحهم، في ذلك العهد الذي أصبح ماله وما عليه في ذمة التاريخ، تنزف فنحن أمة كرامة وقيم وعلى الذين لا يعجبهم هذا أن يذهبوا إلى طهران ويركعوا عند أقدام الولي الفقيه!!.