Thursday 18th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    18-Feb-2020

الجوانب الخفية في صفقة القرن بالإنجليزية*د. شهاب المكاحله

 الراي

فليسمح لي بعض خبراء اللغة الإنجليزية والسياسة أن اتحدث بلغة بسيطة تتناسب مع مثل هذا الحدث. في البداية، ليس صحيحاً أن من وضع بنود صفقة القرن هي الإدارة الأميركية، فلغة صفقة القرن مستمدة من أدبيات إسرائيلية وتوراتية لأن سردية بعض الجوانب والتفصيلات لا يعلمها إلا الإسرائيليون وهو ما استوقفني في أكثر من موقف خلال مطالعتي للصفقة. هنا اعتقد جازماً أن الصفقة طُبخت وأنضجت في تل أبيب ووافقت عليها واشنطن دون قراءة محتوياتها بدقة بل تبنتها كونها تخدم مصالحها في المنطقة عبر البوابة الإسرائيلية التي تنادي بالتطبيع المجاني مع العرب.
 
فالصفقة ركزت على المكان لا الزمان وهذا بحد ذاته في المفاوضات مكسب لإسرائيل. فالصفقة اعتبرت القدس عاصمة لإسرائيل دون الاعتبار بالتقسيم الزماني للمسجد الأقصى أو المكاني والروحي له للمسلمين والمسيحيين. في هذه الحيثية لم تهتم واشنطن كثيراً بالشأن الديني للمسجد الأقصى والكنائس واعتبرت أن تل أبيب قادرة على القيام بكافة الأعمال الدينية في تلك المدينة المقدسة.
 
الصفقة لا تنظر إلى الشعب الفلسطيني كشعب بل كعدد فقط إذ تعتبر الأسرى الفلسطينيين مساجين والفرق بين الإثنين واضح (الأسير هو من يواجه عدواً أما المسجون فهو من ارتكب جُرماً). فلغة الصفقة غامضة لتدخل القارئ في ذهنية أن الفلسطينيين مجرمون. وتنص على أن تل أبيب لن تطلق سراح «القتلة» أو «من حاول القتل» أو من «تآمر من أجل القتل»، تاركة المجال لإطلاق سراح الفلسطينيين الباقين على مراحل وأن (السجين) يمكن إطلاق سراحه فقط بعد توقيع تعهد بأن يعمل في مجتمعه على أسس من التعايش بين الشعب الفلسطيني والإسرائيلي مع إعطاء السجين الحق في طلب اللجوء إلى أي بلد وإن لم يوقع يبقى الأسير في السجون الإسرائيلية. كما أن الفصل الخامس عشر من الصفقة ينص على أنه لن يطلق سراح أي سجين أو معتقل إداري إلا إذا تم إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين واستعادت إسرائيل رفات الموتى منهم. أي أن الشرط الأساس هو عودة الأسرى الإسرائيليين أولاً. وهنا تعامل فوقي إسرائيلي مع الشعب الفلسطيني.
 
كما أن الفصل السادس عشر من الصفقة يتحدث عن أن الصراع العربي الإسرائيلي قد خلق مشكلة لاجئين فلسطينيين ويهوداً وأن عدد اللاجئين من كلا الجانبين متساوٍ. أي أن الصفقة اعتبرت أن اليهود الذين خرجوا من الدول العربية عبر موجات متعددة باللاجئين وأنهم يستحقون تعويضات مالية كبيرة من الدول العربية.
 
ما يزيد الطين بلة أن الصفقة تعتبر أن اليهود قد استوعبوا العرب الفلسطينيين في إسرائيل واعتبروهم لاجئين لكن لم يكن الأمر كذلك بالنسبة للدول العربية التي لم تستوعب الفلسطينيين وضربت الصفقة أمثلة مثل عدد من دول الخليج التي استغنت عن خدمات الفلسطينيين في تسعينيات القرن الماضي.