الراي - زمان , وفي نهاية كل عام كنا ننتظر اخر الفصل كي نحصل على شهاداتنا ..وقد كنت واثقا دوما , من علامتي في التاريخ واللغة العربية والتربية الإسلامية , لم أكن امنح قلقي أي اهتمام ..فأنا مجتهد, وإذا حصلت على أكثر من ممتاز , فثمة نصف دينار تنتظرني من الأب .

 

حين تقدمت في المدرسة ووصلت الثانوية لم أكن أبالي في الدرجات ولكني كنت واثقا أني سأنجح في كل المواد وسأقفز إلى صف أعلى , لايهم إن كانت درجتي في الرياضيات متدنية , أو في العلوم المهم أني ناجح .

 

أتذكر جو القلق والإنتظار ..ونداء الأستاذ على الأسماء , والخطوط الحمر التي كان الطلبة الكسالى يحصلون عليها وتعني أنه مكمل ..وكنا نستعيض عن كلمة (مكمل) .... بجملة :- (قديش شوال حامل) ...وعزوز صديقي ما مر عليه صف إلا وحمولته من الشوالات , كانت تزيد أكثر فأكثر ..

 

يوم أمس , وقفت على باب مختبر الدم منتظرا صبية , في أول عمرها يبدو أنها تخرجت للتو من الجامعة , كي تحضر لي فحوصات الدم ...وتذكرت عزوز صديقي الكسول , وطلبت منها أن تقرأ لي النتائج ...قالت لي بصوتها العذب الناعم , أني راسب في الكوليسترول ... ومكمل في الدهنيات وكسلان في اليوريك أسيد ..وماذا تبقى ...اخبرتني بأن قوة الدم كبيرة وهذا يعني أنني مكمل أيضا في قوة الدم , وأنا ومن باب الخجل والترجي سألتها (أنزيمات الكبد) ..صمتت وقالت :- (ماشي حالها ع الحفة ) ..

 

سحبت على سيجارتي مطولا وتذكرت عزوز مرة أخرى , وأنا كثيرا ما كنت أواسيه , وفي ذات الوقت ألومه ..لأنه أمضى كل وقته في الغرام وكتابة رسائل الحب لبنات الأول ثانوي , ونسي الكتاب ...وقلت في داخلي ليت عزوز معي يواسيني الان ...ويتذكر معي صبانا والأيام .

 

راسب في كل المواد المهمة , في الكوليسترول والدهون الثلاثية واليوريك أسيد ..وراسب حتى في البي 12 وفيتامين دال ...وفي النهاية سألت البنت بكل ما في البلوى من فرح :- (بزبط عريس) ..ضحكت وقالت لي :- (مش غلط عمو ..زبط فحوصاتك واتجوز )...في تلك اللحظة تذكرت العمر ..من كلمة (عمو) ...

 

يا عزوز أعدني إلى زمن المدرسة , فأنا محتاج أن أنجح في مبحث واحد ..هو الفرح فقط , لماذا تغتال فينا الأيام الفرح يا عزوز ؟