الراي - هذه مذكرات ضابط أردني مخلص في الجيش العربي وشهد حرب عام 1948 واصفاً هجوم اليهود على باب الواد حيث كانت ترابط الكتيبة الرابعة بقيادة المشير المرحوم حابس المجالي وكيف رد الجيش الأردني آنذاك هذا الهجوم وكبد العدو خسائر فادحة في الأرواح والمعدات مع عدم تكافؤ السلاح حينذاك.

 

وقد أشاد ببطولة وذكاء أحد الضباط الأردنيين حينها وهو من عشيرة المعايطة كما يذكر صاحب المذكرات سامي السماعين الذي غير نظام مدفع (المورتر) حيث أزال قاعدته ليرمي بشكل مباشر بدل أن يرمي بشكل قوسي ما أثر على سير المعركة لصالح الجيش الأردني.

 

أما صلب هذه المذكرات فهو عمل هذا الضابط النابه الذكي في القسم السياسي التابع لاستخبارات الجيش حيث كان ارتباطه بالقائد العام المشير حابس المجالي -رحمه الله- وذلك في فترة الخمسينيات حيث نشطت الأحزاب السياسية كالقوميين الذين اشاد المؤلف بثباتهم على المبدأ على عكس ما روى عن الإخوان المسلمين آنذاك حيث كانوا يعملون في العلن مع رعاية النظام الملكي لهم وتأكيده على عدم معارضة نشاطهم، ولكنهم بالرغم من ذلك كانوا يترددون على سفارتي بريطانيا وأميركا فهم كما يذكر المؤلف لا وجه حقيقياً لهم، مع أن كلا البلدين تآمرا على قلب نظام الحكم آنذاك مع بعض الضباط الموالين لعبد الناصر.

 

وفي كتابه هذا يتحدث السماعين عن مؤامرات الضباط الأحرار وعن مؤامرات عبد الحميد السراج وزير داخلية سوريا، وعن المضايقات التي لقيها نتيجة إخلاصه في العمل مثل عدم ترقيته إلى رتبة أعلى من رتبة رئيس (نقيب).

 

وأخيراً عن استقالته من الخدمة والتحاقه بالقوات المسلحة القطرية وتنظيمه وزملاء أردنيين له، وما لقيه من إخوته القطريين من تقدير ما زال مستمراً كما يذكر إلى الآن. وللحقيقة فإن هذه العجالة لا تغني أبداً عن قراءة هذا السفر القيم من المذكرات. فلصاحبها كل الاحترام والتقدير على إخلاصه في عمله الذي غابت فيه عدالة الأرض، فكانت عدالة السماء بانتظاره.

 

a.al_shucairat@yahoo.com