Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    08-Dec-2016

باحثون من كارنيغي: ‘‘معاداة إيران‘‘ ستجمع ترامب مع دول الخليج

 

تغريد الرشق
واشنطن-الغد-  اعتبر نائب رئيس مركز كارنيغي للدراسات وزير الخارجية الأردني الأسبق مروان المعشر، ان هناك الكثيرين في الشرق الأوسط ممن هم " راضون" بفوز الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، اتفق مع فكرة ان دولا في المنطقة ستشعر انها استعادت مركزيتها، لأنها شعرت انها فقدت هذه المركزية لصالح دول اخرى خلال إدارة اوباما.
واضاف المعشر في لقاء نظمه مركز كارنيغي للدراسات في واشنطن، ان  قيادات من العالم العربي، وخاصة تلك التي لم تمر بتحولات، والتي لا تريد  من احد ان يدفعها باتجاه حقوق الانسان او الديمقراطية، سترحب على الأقل في الوقت الحالي برئاسة ترامب، وان افتقار ترامب  للتأكيد على قضايا مثل الديمقراطية وحقوق الانسان، جعله يفوز بدعم قيادات عربية معينة".
وفي وجهة نظر تتعلق بالفترة الانتقالية الحالية، لفتت مديرة برنامج الشرق الأوسط في كارنيغي ميشيل دون، الى امر مهم، وهو ان بعض اللاعبين الرئيسيين في الشرق الأوسط، يعمدون الى استغلال فترة الانتقال الرئاسي في الولايات المتحدة، للقيام بأمور في الوضع الطبيعي ستقوم اميركا  بصدها، لأنهم يشعرون ان الولايات المتحدة مشغولة وتمر بفترة عدم وضوح.
وضربت مثالا على ذلك بقولها" رأينا بعض الأمور خلال اقل من اسبوع من فوز ترامب، في اسرائيل هناك حركة من قبل اليمينيين في الحكومة اليمينية المركزية، لتمديد شرعية السمتوطنات التي تعتبر غير شرعية في الضفة الغربية، واعتبارها جميعا شرعية، والقول ان اميركا لن تقعل شيئا بهذا الخصوص الأن".
وتابعت في اللقاء الذي تمحور حول " ما تعنيه رئاسة ترامب في اماكن مختلفة من العالم"، قائلة انه خلال هذه المرحلة الانتقالية فان "الحكومة المصرية فجأة صارت تتحرك للأمام بقانون مقيد اكثر للمنظمات غير الحكومية" وكذلك نحو حركة لاغلاق المزيد من منظمات حقوق الانسان هناك"،  وعبرت عن اسفها لما وصفته ب" الامر التقليدي في الشرق الأوسط"، وهو استغلال الفترات التي تسبق تنصيب الرئيس الجديد.
وفي سياق التناقضات المتوقعة لناحية تحالفات ترامب، تناول المتحدثون معضلة ايران روسيا وسورية، تساءل المشاركون عن التحدي الذي سيواجهه ترامب، بسبب تحالف روسيا مع ايران على الأرض في حلب، في الوقت الذي يفكر هو فيه بمعاداة ابران ووقف الاتفاق النووي معها، كما رأوا ان ترشيحاته للمناصب الحكومية حاليا،  تحمل أسماء لها تاريخ معاد لروسيا.
وفي تفاصيل اللقاء الذي جرى مؤخرا باللغة الانجليزية، واستمعت اليه الغد كاملا ، وشارك به الى جانب معشر ودون، والباحث الزائر في المركز جوريف بحوت، وفي رد على سؤال حول ما ان كانت الدول الخليجية ستشعر نوعا ما " انها استعادت مركزيتها، لأنها رأت انها بادارة اوباما لم تعد مهمة كما كانت سابقا"، رأى المعشر ان هذا هو الشعور الموجود وليس فقط في الخليج، بل باجزاء كبيرة من العالم العربي خاصة تلك التي لم تمر بتحولات وهي لا تريد اي احد يدفع باتجاه حقوق الانسان او الديمقراطية.
" لذا فان القيادات في بعض الدول سترحب على الأقل في الوقت الحالي برئاسة ترامب، وهذا يذكرني بانتخاب جورج دبليو بوش، فحينها ظن الكثيرون من العرب انه سيكون افضل من المرشح الديمقراطي ال غور بسبب الصراع العربي الاسرائيلي، ولكن في نهاية الأمر، فان ما قام به في المنطقة يلقى انتقادا شديدا من معظم العرب حاليا، وفقا له.
وفي معرض اجابته على سؤال اخر حول تعيش تلقي الناس على المستويين الشعبي والرسمي، لخبر فوز ترامب، بصفته يعيش في الأردن، قال المعشر ان هناك نوع من الرضا في الشرق الأوسط بخصوص فوز ترامب، وعزا ذلك  الرضا بالنسبة للمستوى الشعبي، لكون " السيدة هيلاري كلينتون لم يكن موثوق بها تحديدا بخصوص القضية العربية الاسرائيلية، فقد كانوا يرونها قريبة جدا من الاسرائيليين، بشكل رئيسي"، كما ان هناك ربما "شعور ساذج" بأن ترامب سيقوم بعمل افضل" بحسب وصفه.
اما على المستوى الرسمي، فقال انه يعتقد ان نقص التأكيد لدى ترامب على قضايا مثل الديمقراطية وحقوق الانسان، "جعله يفوز بدعم قيادات عربية مثل الرئيس عبد الفتاح السيسي، ومن المؤكد ان بشار الأسد سعيد بنتيجة الانتخابات لأن ترامب قال علنا انه لا نية لديه لاجراء اي امر لازاحة الأسد من السلطة، ودول الخليج كانت ردود فعلها خافتة، وذلك يعود جزئيا  بسبب تصريحات ترامب عن الاسلام من ناحية، ومن ناحية اخرى موقفه الحازم ضد ايران، كما ان نقص تأكيده على قضايا الديمقراطية سيتماشى جيدا مع قادة الخليج برأيي".
ميشيل دون تحدثت بدورها قائلة ان الرغبة في التغيير تعد امرا تقليديا بالشرق الأوسط كما هو الحال في اميركا ، وان الناس يريدون التغيير، "فبعد ان كانت قوة معينة تستلم السلطة لفترة طويلة فان الناس يظنون ان اي شيء مختلف سيكون افضل، ولكن هناك  امور معينة اعلن ترامب اهتمامه بها، واحدها ايران، وسيكون من المهم ان نرى ان كان سيغير الاتفاق النووي ومن تاواضح ان بعض الناس في ايران يشعرون بالقلق لوجود نهج جديد على الأقل في الادراة الأميركية".
 وعن الاختلاف المتوقع بين ادارة اوباما وترامب حول  ملف ايران، قالت ان ادارة اوباما اتبعت نهج ان ايران قد تكون شريك محتمل في المستقبل وان ايران والسعودية عليهم العمل على اختلافاتهم، ولكنهم الان يسمعون نغمة مختلفة من ترامب ومستشاريه.
 اما عن مصر، فقالت" من ناحية اخرى اظهر ترامب ومستشاروه اهتمام بمصر، وتحدثوا عن انهم سيقومون بعكس ما قام به اوباما، على افتراض انه لو تم انتخاب كلينتون كانت ستستمر بسياسة اوباما، والمتمثلة باستمرار الدعم الأساسي، ولكن ابعاد انفسهم عن السيسي واظهار عدم الموافقة على النهج الذي تتبعه مصر".
بالنسبة للنهج الذي  سيتبعه ترامب، فتوقعت انه سيتمحور حول كون" مصر حليف ليس فقط ضد الارهاب ولكن  ضد الاسلام الراديكالي، بحسب تسمية فريق ترامب، وقد كان هناك مقال في الاعلام المصري بعد ايام من فوز ترامب عن ان مصادر ادعت انه وعد بزيارة الى مصر واستعادة لمساعدات اقتصادية لمصر كان تم ايقافها وزيادة في الدعم العسكري وتشريعات للاعلان عن الاخوان المسلمين ك" منظمة ارهابية" في الولايات المتحدة الأميركية، وفيما اشارت الى عدم معرفتها بمدى دقة هذه المعلومات والوعود من ترامب، الا انها لفتت الى اننا على الأقل "  رأينا قائمة ما تتمناه الحكومة المصرية".
الباحث جوزيف بحوت، وردا على سؤال حول اصداء فوز ترامب في بلاد الشام، قال ان هناك تسليط ضوء على مثلث" ترامب، ايران، روسيا"، فالأخيرة هي عامل مهم جدا في هذا الخصوص، رغم وجود نتاقض غريب وهو ما قد يعيق رئاسة ترامب او يفتح لها طريقا للعب بالتناقضات.
وفي شرحه لهذا، قال" مثلا حول سورية فان ترامب متساهل جدا مع روسيا وبوتين متحالف مع ايران ويقومون بعمليات مشتركة على الأرض في حلب وغيرها، فكيف سيتعامل ترامب مع ذلك هل سيطالب بابتعاد بين روسيا وايران بخصوص سورية؟ وهذا يقودنا الى عامل اخر وهوان اراد ترامب ان يكون صارما مع ايران وربما التخلص من صفقة ايران، فانه سيواجه روسيا، لأنها جزء من الاتفاق".
وتابع" عندما نتذكر ما كان يقوله ترامب خلال حملته الانتخابية عن ايران وروسيا وغيرهما، ومن ثم نرى ترشيحاته للمناصب الحكومية حاليا، فهناك تناقض، لأن اكثر الأسماء التي رشحها تحمل تاريخا معاديا لروسيا.
وفي سورية، يرى بحوت ان هناك "بهجة" لأنهم يعتقدون ان التركيز من ترامب سيكون على داعش وليس على الأسد، ولكننا سننتظر ونرى تأثير ما سيقوم به ضد ايران، على حزب الله مثلا في لبنان وفي سورية وغيره.
 المسالة الأكبر التي سيتوافق فيها ترامب مع الكثير من الناس، وفقا لبحوت هي " معاداة ايران" وهو ما سيصالحه مع دول الخليج ومع اسرائيل، وحول سياساته الخارجية وان كانت ستتبع مسار التدخل او الانعزالية، رأى بحوت انه سيجد طريقا  لهذا، وهو ان "يوكل الأزمات الى لاعبين اقليمميين".
وعن هذه السياسة، رجح بحوت ان  ترامب بايكال " سورية" الى روسيا على امل انها ستنحي ايران جانبا، و"ربما يقوم بايكال ليبيا الى السيسي مثلا وهو بهذا يرضي الجيش في مصر، وعلى الأغلب سيعطي السعودية طريقا سريعا في اليمن لأنها اولا حرب بالوكالة ضد ايران، وثانيا هي طريقة لاظهار للسعوديين انه ليس ضدهم، وان عليهم بدورهم ان يحاربوا الاسلام الراديكالي لديهم"، بحسب عباراته.
بدوره، وفي رده على سؤال حول الاحتمالات التي ستجعل اللاعبين في الشرق الأوسط يتولون مسؤولية قضاياهم بشكل اكبر، اشار المعشر الى ان استطلاعات الرأي تظهر ان العامة من الشعب العربي" لا تريد تدخل اميركي عسكري لذا من المهم التفريق بين الشعوب والحكومات عند الحديث عن المنطقة".
"ترامب قال انه سيتبع اسلوب تدخلي ضد داعش، ضد الارهاب، واعتقد انه حالما يرى ما الذي يتم القيام به حاليا ضد داعش والارهاب، فلن يجد الكثير ليضيفه، اما بخصوص الصراع العربي الاسرائيلي، فلن يكون نهجه تدخليا، اللاعبان الفلسطيني والاسرائيلي ليسا جاهزين لذلك، ولا اعتقد ان ترامب مهتم اصلا، في محاولة دفع الأمر للامام، ولن يكون تدخليا ايضا في مجال الديمقراطية وحقوق الانسان، هذه خطوط عريضة للسياسة ولكن لا احد يعرف ماذا سيحصل  في المستقبل بخصوص الشرق الأوسط." بحسب المعشر.
ميشيل دون،  وحول الدور الخارجي اللمتقع للرئيس المنتخب، شبهت ما حصل مع بوش حيث توقع الأغلب انه لن يتدخل كثيرا في امور خارجية، ولكن وقعت احداث الحادي عشر من سبتمير وغيرت مخططاته، واعتبرت انه سيكون هناك استمرارية لنهج اوباما في الشرق الأوسط ونهج ترامب، ولكن لو هيلاري كلينتون هي التي فازت كنا سنرى تغيير اكبر.
" لا ارى نهج مختلف في سورية لترامب عن نهج اوباما لناحية توكيل روسيا بالأمر، اما لناحية جعل اللاعبين  يحلون قضايا المنطقة فان اوباما اتبع هذا، وهو نهج فاشل، بالنظر الى ما جرى في سورية واتجاه الأمور في ليبيا واليمن" عدم تدخل اميركا يؤدي الى تطور الصراعات و الحروب بالوكالة والني في النهاية ستؤثر على مصالح الغرب وتكون الارهاب، الأمر الي يتطلب في النهاية تدخل الولايات المتحدة، وفقا لرأيها.
وفيما ووصفت المنطقة  العربية ب"غير المستقرة" والتي تمر بمرحلة هائلة من التغيرات، فاناه اكدت اننا "لا نعرف كيف سيتعامل ترامب مع اي تطورات دراماتيكية في الشرق الأوسط خلال الأربع سنوات المقبلة".
وفي سؤال حول ان كان ترامب سيتعرض لضغط من ناخبيه لايلاء الأمور الداخلية عناية، وانه من الصعب عليه ان يكون رئيسا للسياسة الخارجية بينما تم انتخابه بناء على امور ووعود محلية وداخلية، لفت الباحث بحوت الى وجود  امر مقلق بهذا الصدد، وهو محاولة الاجابة عن مطالبة شعبية جديدة في اميركا وهي ليست اقتصادية فقط ولكن مسألة الهوية للعنصريين البيض وان يذهب ترامب بعيدا في شيء يشبه معاداة الاسلام، وانه بنفس الوقت عليه مراعاة مصالحه مع دول الخليج ودول عربية اخرى.
 اما السؤال على السمتوى المحلي الأميركي، فهو كيف سيكون المناخ العام اذا اصبحت مثل تلك السياسة"شعارا"، وعبر عن اعتقاده انه في هذه الحالة  فان "اميركا ستشهد الكثير من التوترات".
واخيرا، وعن السياسة الاسرائيلية، وان كان سيتغير بها اي شيء، قال المعشر " بالنسبة لعملية السلام فلا يوجد شيء للحديث عنه الجانبان لم ينخرطا في محادثات منذ زمن، اليمين الاسلرائيلي قد يعجبه تشديد ترامب على الارهاب  وعلى مشاعر معادة العرب والمسلمين، وعلى سبيل المثال هناك مشروع قرار في اسرائيل لمنع الأذان حتى للمواطنين الاسرائيليين من اصول عربية، وفي هذا المجال فان تصريحاته تلبي ما يريده الييمين الاسرائلي".
ميشيل دون رأت ان هناك امر مهم للنظر فيه قبيل التنصيب الرسمي لترامب الشهر المقبل، وهو امر قد يحاول اللاعبون الرئيسيون في الشرق الأوسط القيام به، حيث بشعرون ان الولايات المتحدة مشغولة وتمر بفترة عدم وضوح وان هناك ادارة متعاطفة اكثر في طريقها لتولي الرئاسة.
و"قد رأينا بعض الأمور خلال اقل من اسبوع من فوز ترامب، في اسرائيل هناك حركة من قبل اليمينيين في الحكومة اليمينية المركزية، لتمديد شرعية السمتوطنات التي تعتبر غير شرعية في الضفة الغربية، واعتبارها جميعا شرعية، والقول ان اميركا لن تقعل شيئا بهذا الخصوص الأن".
اما في مصر "فجأة الحكومة المصرية تتحرك للأمام بقانون مقيد اكثر للمنظمات غير الحكومية وكذلك حركة لاغلاق المزيد من منظمات حقوق الانسان هناك، هذا للأسف امر تقليدي في الشرق الأوسط، فعندما جاء اوباما، قام الاسرائيليون بالغزو على غزة، لذا هو تقليدي للاعبين الأساسيين يالشرق الأوسط ان يستغلوا فترة الانتقال الرئاسي في اميركا للقيام بأمور في الوضع الطبيعي ستقوم  بصدها"، بحسبها.