Thursday 18th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    02-Apr-2018

ماذا لو «خرَجَ» المحتلّ الأميركيّ... من سوريا؟ - محمد خروب

الراي -  أطلقَ إعلان الرئيس الأميركي ترمب «المفاجئ»، حول خروج قواته (غير الشرعي وجودها كما يجب التذكير) من سوريا, بزعمه ان هذا الامر، سيتم قريبا جدا, بعد ان«اذقنا داعش الهزيمة» مستطردا بعبارة مُلتبِسة حار كثيرون في تفسيرها «...فلندع الآخرين يُكمِلون الأمر».. أطلق عاصفة من ردود الفعل والتعليقات والتحليلات والمواقف المتعارِضة، على نحو حسم بعضها بان الامر لا يعدو كونه مناوَرة وبالوناً, فيما اعتبرها آخرون بانها مجرد «زلّة لسان» لرجل مُتقلّب، لا يستطيع اقرب الناس اليه التكهن بخطوته التالية تجاه اي ملف او قضية داخلية كانت أم دولية، فيما «قبَضَ» البعض «إعلانه» هذا على نحو جدِّي, فراحوا يغرِفون من معين مقارباتِهم وتحليلاتِهم السابقة, التي في معظمها منحازة للمواقف الاميركية، بدت وكأنها جزء من معركة «تصفية الحساب» مع المعسكر «المُنتصِر» الذي هزَم مخطط إسقاط الدولة السورية, ونجح في إفشال مؤامرة دولية واقليمية كبرى, كانت ستُعيد المنطقة الى مرحلة «الاستعمارَيْن» العثماني والغربي للمنطقة العربية، حيث كان تقسيم المنطقة العربية وزرع الكيان الصهيوني من ابرز تجلياتهما، ولم تكن الحرب العالمية «المصغّرة» في سوريا وعليها, سوى توطِئة لبزوغ عصر «الأسرَلَة والصهّيَنة» في المنطقة العربية، بعد ان تم اختراع عدو جديد على أُسس مذهبية وطائفية، فيما غدت اسرائيل حليفا وصديقا محتمَلا لبعض العواصم والتنظيمات العربية.

قات,هذه» اتهّيِن «عن ثنيه في تنجح ترمب» بطانة «ان لو اًَنَعل واّتمن، ترمب أعلنه ما تصديق ريدونُي لا الذين بعض زاعمين ان روسيا هي «المُستهدَفة» بقرار الرئيس الاميركي, وان تاجر العقارات السابق (غدا تاجر سلاح هذه الايام) في صدد تحويل سوريا الى افغانستان «اخرى»لموسكو بوتين, بعد ان يجعل من صِدام القوى المنخرِطة في الازمة السورية.. مسألة محتومة، سواء بين الدول الثلاث الضامنة لمسار استانا (تركيا، ايران وروسيا) أم في إعادة تأهيل المنظّمات والجماعات الإرهابية المسلّحة وعلى رأسها داعش، حيث لم تتردّد الناطقة باسم الخارجية الأميركية في القول: «إن التنظيم الإرهابي يعمَل على إعادة هيكلَة صفوفه, في بعض المناطق السورية والعراقية».
يُغفِل هؤلاء عن قصد أن الوجود العسكري الأميركي (غير الشرعي في الأساس) ينحصِر في شرقي الفرات، بعد أن ارتمى كرد سوريا في الحضن الأميركي وراهنوا (لِفرط مراهقتِهم السياسية) على حماية واشنطن لهم، فيما الأخيرة استخدمتهم لأغراضها وأهدافها، وعندما «احتاجوا» دعمها، بعد العدوان التركي خصوصاً على عفرين في اجتياح غصن الزيتون (دع عنك عدوان.. درع الفرات) تخلّى الأميركيون عنهم كالعادة، وقالوا:
إن ما يحدث في عفرين لا يعنينا, بل ذهبوا لاقتسام كعكة «مِنبج» مع الأتراك (في تفاهُم وليس اتفاق) على ما قال حرفياً رئيس الدبلوماسية التركية.. مولود جاويش أوغلو.
كما يغفل هؤلاء ان القواعد العسكرية الأميركية «العشر» التي تتواجد فيها طائرات وأجهزة تشويش
واتصال وصواريخ وما لا يزيد على ألفي جندي، غير قادِرة في وضعها الحالي على خوض حرب عصابات ضد ما بات يُحضّر له, من مقاومة شعبية في شرق سوريا تُعيد إنتاج مجد وإرث المقاومة العراقية الباسِلة التي أعقبت الغزو الأميركي لبلاد الرافدين، والتي انهكت جيش الدولة الأعظم وأجبرته على الإنسحاب وذيله بين ساقَيه، ولن تكون النتيجة في سوريا مختلفة هذه المرة, حتى في ظل الاوضاع الراهنة التي يتغوّل فيها المحتَلّ التركي ويذهب بعيداً في محاولتِه استعادة إرث أجداده المستعمِرين العثمانيين, بتعيين «والٍ تركِي» لمدينة عفرين, وإعلان تبعيتها لمحافظة هاتاي (الاسم التركي للواء اسكندرون السوري المُحتَلّ»..
أيّاً كان «المصير» الذي سينتهي إليه إعلان ترمب, عن خروج قواته من سوريا من عدَمِه، وسواء كانت مناورة وبالون اختبار ام مضى الرجل قُدماً في «ترك الآخرين يُكمِلون الأمر» في بلاد الشام، فان «القلق» الذي استبدّ بعواصم اقليمية معروفة وعلى رأسها تل أبيب, كفيل بان يدفع بعضها لإعادة حساباته, على قاعدة ان «الأسد باقٍ» وأن دمشق باتت آمنة, بعد سقوط رهاناتهم على عصابة «جيش الإسلام»، وأن الإندفاعة الاستعمارية التركية في الداخل السوري سيتم كبحها بشكل أو بآخر، وهو ما ستكشفه نتائج قمة أنقرة بعد غد الاربعاء, فيما لن يكون أمام الأميركيين اذا ما نجح «حزب الحرب» في البيت الأبيض والكونغرس ولوبيات شركات السلاح في ثني ترمب عن «إعلانه» الخروج من سوريا، ان يتحمّلوا تبِعات البقاء في صحراء البادية السورية, التي لن يكونوا قادرين على مواصلة الرهان على كرد سوريا, وتخفِّي «حزب الإتحاد الديمقراطيPYD ,«خلف حزب «سوريا المستقبل» الذي اخترعوه في مدينة الرقة «العربية», التي لا يسمح الأميركيون للمنظمات الإنسانية بدخولها منذ تدميرها, في محاولة لاستتباعها الى «قوات سوريا الديمقراطية YPG«التي يُشكّل حزب الاتحاد الديمقراطي عمودها الفقري، ما بالك اذا ما قرر هؤلاء (كرد سوريا) استدراك الامور واستخلاص دروس الخِذلان الاميركي وعِبَره, وعادوا الى حضن وطنهم السوري, وانخرطوا في مساعي ايجاد حل سياسي للازمة التي تعصف بوطنهم منذ سبع سنوات؟
والتي لم يكن الأتراك وحدهم من أسهَم في «استيراد» ودعم وتشغيل عصابات الإرهاب والتكفير التي عاثت قتلاً وخراباً ودماراً في سوريا, بل وايضاً دول الغرب الاستعماري وعلى رأسها فرنسا واميركا وبريطانيا وبعض العرب, والجماعات السلفية الجهادية وأوّلها داعش الذي يُشكِّل الآن الإحتياطي الاميركي الجاهز, لتنفيذ اي سيناريو يخدم الاستراتيجية الصهيواميركية، اذا ما اتُّخذ القرار الأميركي في 12 آيار الُمُقبل, بالإنسحاب من الاتفاق النووي, ولاحت نُذُر حرب اسرائيلية اميركية.. على ايران.