الدستور - طلعت شناعة - عادت «أمل» الفن الاردني، النجمة أمل دبّاس الى بيتها وجمهورها بعد «عام» من الغياب» قضته في العلاج ومقاومة «ضيف ثقيل الدم» كما وصفته» سرطان الثدي» الذي اكتشفته «مبكّرا» وخلال انشغالها بتصوير مسلسل «زين» مع الفنانة صبا مبارك ونخبة من نجوم الدراما والفن العربي.
عادت لنا «أمل دباس» التي وصفناها من قبل ب»غول الكوميديا» الاردنية. واختارت أن تكون »الدستور» نافذتها وبوابتها للقاء محبيها في الاردن والوطن العربي.
وكالعادة جاء اللقاء»حميما» وحظيت باستقبال طيب من الزميلات والزملاء الذين تسابقوا لالتقاط الصور التذكارية معها، قبل ان نجلس معها في حوار غلبت عليه
«روح التفاؤل والامل».
سألناها أولا عن آخر أعمالها الفنية، فقالت: انتهيتُ من تصوير مسلسل درامي ضمن ما يُعرف ب « لايت كوميدي» أو «الكوميديا الخفيفة». بعنوان «زين» من إخراج محمد الحشكي وبطولة النجمة التي نعتز بها وبحضورها وتألقها الفنانة المبدعة صبا مبارك. وبمشاركة مجموعة من النجوم العرب الذين سيظهرون كضيوف شرف ومنهم الفنان احمد السقا والفنان قيس الشيخ نجيب والفنانة نيللي كريم وغيرهم. وأُجسّد في المسلسل دور «والدة» صبا مبارك. وتدور الأحداث حول عائلة لديها شركة انتاج تعاني من الاخفاقات. وهناك الابنة الجادة» صبا مبارك» العاقلة التي يسلّمها الأب ادارة الشركة لتخرجها من أزمتها.
ودور «أُم» متزوجة على الطريقة التقليدية وتمارس في العمل،استعراضا للزوجة الحديثة المتطلّعة.
المسلسل من انتاج محطة الmbc. وتعود مشاركتي في العمل لصاحبة الفضل الفنانة صبا مبارك التي التقيت بها صدفة في مطار القاهرة،ويومها عرضت عليّ فكرة العمل وهي المرة الاولى التي نشترك معا وهذا شرف لي وخاصة مع فنانة احبها وعلى الجيل الجديد التعلم منها ومن تواضعها واخلاقها وذكائها وتواضعها.
الدراما البدوية
* ارتبطت الدراما الاردنية بالنوع«البدوي»،الى متى برأيك سوف يستمر هذا الانطباع؟
ـ ربما لأن المجتمع الاردني بدأ «بدويا». فذهبت الدرما بذلك الاتجاه. وايضا لوجود نماذج محترمة من الفرسان أمثال»نمر العدوان» جعلت الدراما في السابق تنحو صوب البادية. وان كان الأمر لم يخلُ من مسلسلات تناولت الريف والقرية والمدينة.
هنا ، أُشير الى مسلسلي الجديد»زين» وهو إسم البطلة»صبا مبارك»،بانه عمل تقع أحداثه في قلب العاصمة عمّان. أي أنه «عمّانيّ». وهو بذلك يشكّل «نقلة نوعية» في الدراما الاردنية.
ولا بدّ أن أذكر بالخير القائمين على هذا العمل الذي تصادف مرضي او اكتشافي للمرض مع بدء التصوير، ووقفت معي الفنانة الجميلة صبا مبارك والقائمون على المسلسل بحيث انتهينا من التصوير قبل فترة العلاج التي تتطلب تغييرا في الشكل وبخاصة مع العلاج» الكيماوي».
* هل صحيح أننا شعب لا يعرف الضحك وأننا شعب»كِشِر�'»؟
ـ لا طبعا. المهم، أن نقدم له ـ شعبنا ـ ما يليق به ويحترم عقله ويعبّر عن همومه.الاردنيون يضحكوم حينما يجدون عملا يثير ضحكاتهم ويمس اعماقهم. بدليل نجاح التجارب السابقة ، تجاربي مع الفنان هشام يانس ونبيل صوالحة والفنان زهير النوباني وغيرهم من النجوم والفنانين.
زائر غير مرغوب فيه
* مؤكد أن الجمهور ينتظر منا سؤالك عن سر غيابك،ماذا تقولين له؟
ـ كنتُ أقارعُ زائرا غير مرغوب فيه. والحمد لله، وبتوفيق منه تعالى وبالايمان والصبر،قدّمتُ للضيف ما يستحق وودّعته الى غير رجعة باذن الله.
ما جرى معي اعتبره ابتلاء من الله تعالى.فقد امتحنني الله والله يمتحن من يحب من عباده. حيث اكتشفتُ «سرطان الثدي» مبكرا وفي مراحله الاولى واجريتُ عملية جراحية وتعالجتُ «بالكيماوي» و»النووي» واتناول الان حبوب العلاج» البيولوجي». ولهذا أنا «محصّنة ضد الكيماوي والنووي».( تضحك).
اعود للحديث عن «سرطان الثدي» الذي لا بد من التعامل معه بواقعية.او كما قال لي الدكتور حسام شعبان الي عالجني.ستكونين مثل مركب في البحر مرة يرفعك الموج ومرة يهبط بكِ. وعليك ان تتسلس يالايمان والصبر وحب الحياة كي تصلي الى برّ الأمان.
هنا، يمكن الحديث عن النجمة أنجلينا جولي، التي ارى انها امرأة شجاعة حيث قامت بحركة استباقية بناء على «سيرة العائلة»، عائلتها المرَضية، فقامت باستئصال الثدي ضمن شجاعة وموقف انساني راقٍ.
بالنسبة لي، تعاملتُ مع مرضي بشجاعة وموضوعية،وقبلها كنتُ أخشى حتى من ذكر إسمه» السرطان» وكذلك يشعر كثيرون. وقد وقف معي كثيرون بدءا من ابنائي. وبالمناسبة انا سعيدة بكوني»جدّة» ولدي من الأحفاد من ابنتي»لينا» الاطفال»أمل» ـ على إسمي ـ ، و»دانا».
طبعا تعرضتُ لانتكاسات ولحظات صعبة واحباطات،وتسلّحتُ بالايمان والصبر واستخرجتُ من داخلي مكنونات الصبر وتغيرت في نفسي الكثير من الامور وبتُ حريصة على كل لحظة من حياتي.الان، تجدني مشتاقة للعمل وللفن والعودة اليه. بعد غياب عام حيث كانت آخر أعمالي مسرحية»ضغط عالي» الرمضانية.
الدراما والمواهب
* كيف تنظرين الى الدراما الاردنية وبخاصة،بعد نجاح النماذج الناجحة مثل الفنان اياد نصار وصبا مبارك ومنذر رياحنة وغيرهم؟
ـ اشعر بالألم لما تتعرض له الدراما الاردنية من قلة الدعم والنظرة السلبية للفنان ولرسالة الفن في المجتمع.
وكم كان مؤلما ان نرى الفنانين يرفعون «نعش الفن» بسبب غياب الانتاج وعدم الاهتمام من قبل الحكومات والدولة الاردنية. انني سعيدة بنجاح الفنانين الذين ذكرتهم وهو المطلوب من كل فنان ان يطوّر موهبته.
وحول سؤالك عن عودة التلفزيون الاردني بانتاج الدراما، اعبر عن فرحي بذلك واتمنى ان يكون التلفزيون الاردني الحاضنة والأُم للدراما الاردنية. واتمنى ان تتوفر شروط معينة لنجاح هذه الاعمال مثل الادارة الناجحة والنص الجيد والمناسب والجرأة في التعاطي مع الهم الاردني تماما كما يعبر الناس في المجتمع بجرأة عن همومهم. وكذلك ان يتوفر الانتاج الجيد وعلى الفنان الاردني ان يؤمن بحظوظه وان يطوّر ادواته.
*نعرفك سفيرة للامم المتحدة في مجال الغذاء،هل ما زلت كذلك وما هي نشاطاتك في هذا المجال؟
ـ انا سفيرة لبرنامج الغذاء العالمي في الاردن. ورسالة البرنامج تقديم نوعية جيدة من الغذاء للأطفال من سن(6 ـ 12 )سنة. وهو برنامج أصلا من الحكومة الاردنية لتحسين غذاء طلبة المدارس في المراحل الابتدائية. والاردن شريك لبرنامج الغذاء العالمي للامم المتحدة. وسوف نقوم الاسبوع المقبل يوم 12 تشرين ثان بزيارة الى اللاجئين السوريين في المملكة وتحديدا الذين يشملهم البرنامج.
* ماذا عن أعمالك القادمة؟
ـ سأبدأ قريبا التفكير بمسرحية لعرضها في شهر رمضان المقبل. وكما تعلمون هناك التحديات والافكار والمواضيع الساخنة والكثيرة والتي تحتاج الى التعبير عنها،وآمل ان انجح في التوصل الى فكرة صالحة للمسرحية.
اشير هنا الى ان كل كل فنان عليه ان يطوّر ادواته ونفسه من خلال حُس�'ن الاختيار.
كما اود الاشارة الى ان الفنادق التي نعرض فيها اعمالنا لا تغطي تكاليف هذه الاعمال. والعمل الجيد يحتاج الى ميزانية تليق به. والفنان عليه ان يضحّي احيانا،دون المساس بحريته وقوت عياله.
* بصراحة، هل ينتابك خوف من مواجهة الجمهور بعد غياب؟
ـ انا دائما في حالة خوف من الجمهور. وعادة ما اشعر بالرهبة خاصة في بداية كل عرض حتى التقط «مزاج» الجمهور او ما أُطلق عليه» ملائكة الجمهور» الذي يقابلني بالرضا والقبول.