Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    29-Jun-2015

روائع القصص - أبو نصر الصياد والسمكة
 
روى أحمد بن مسكين أحد التابعين الكبار قصة السمكة ويقول: 
الغد- كان هناك رجل اسمه أبو نصر الصياد، يعيش مع زوجته وابنه في فقر شديد فمشى في الطريق مهموماً لأن زوجته وابنه يبكيان من الجوع فمر على شيخ من علماء المسلمين وهو "أحمد بن مسكين" وقال له: "أنا متعب"، فقال له اتبعني إلى البحر.
فذهبا إلى البحر، وقال له: صل ركعتين فصلى، ثم قال له: قل بسم الله، فقال: بسم الله، ثم رمى الشبكة فخرجت بسمكة عظيمة. 
قال له: بعها واشتر طعاماً لأهلك، فذهب وباعها في السوق واشترى فطيرتين إحداهما باللحم والأخرى بالحلوى وقرر أن يذهب ليطعم الشيخ منها فذهب إلى الشيخ وأعطاه فطيرة، فقال له الشيخ: لو أطعمنا أنفسنا هذا ما خرجت السمكة.
أي أن الشيخ كان يفعل الخير للخير، ولم يكن ينتظر له ثمناً، ثم رد الفطيرة إلى الرجل وقال له: خذها أنت وعيالك. وفي الطريق إلى بيته قابل امرأة تبكي من الجوع ومعها طفلها، فنظرا إلى الفطيرتين في يد الرجل، فسأل الرجل نفسه: هذه المرأة وابنها مثل زوجتي وابني يتضوران جوعاً فلمن أعطي الفطيرتين.
ونظرا إلى عيني المرأة فلم يحتمل رؤية الدموع فيها، فقال لها: خذي الفطيرتين فابتهج وجهها وابتسم ابنها فرحاً.. وعاد يحمل الهم، فكيف سيطعم امرأته وابنه؟
خلال سيره سمع رجلاً ينادي: من يدل على أبو نصر الصياد؟.. فدله الناس على الرجل، فقال له: إن أباك كان قد أقرضني مالاً منذ عشرين سنة، ثم مات ولم أستدل عليه، خذ يا بني 30 ألف درهم مال أبيك. 
يقول أبو نصر الصياد: وتحولت إلى أغنى الناس وصارت عندي بيوت وتجارة وصرت أتصدق بالألف درهم في المرة الواحدة لأشكر الله، وأعجبتني نفسي لأني كثير الصدقة، فرأيت رؤيا في المنام أن الميزان قد وضع وينادي مناد "أبو نصر الصياد هلم لوزن حسناتك وسيئاتك".
يقول فوضعت حسناتي ووضعت سيئاتي، فرجحت السيئات، فقلت: أين الأموال التي تصدقت بها؟، فوضعت الأموال، فإذا تحت كل ألف درهم شهوة نفس أو إعجاب بنفس كأنها لفافة من القطن لا تساوي شيئاً، ورجحت السيئات وبكيت، وقلت: ما النجاة. وأسمع المنادي يقول: هل بقي له من شيء، فأسمع الملك يقول: نعم بقت له رقاقتان، فتوضع الرقاقتان (الفطيرتان) في كفه الحسنات فتهبط كفة الحسنات حتى تساوت مع كفة السيئات، فخفت وأسمع المنادي يقول: هل بقي له من شيء؟، فأسمع الملك يقول: بقي له شيء فقلت: ما هو؟، فقيل له: دموع المرأة حين أعطيت لها الرقاقتين (الفطيرتين)، فوضعت الدموع فإذا بها كحجر فثقلت كفة الحسنات، ففرحت.
فأسمع المنادي يقول: هل بقي له من شيء؟، فقيل: نعم ابتسامة الطفل الصغير حين أعطيت له الرقاقتين، وترجح وترجح وترجح كفة الحسنات، وأسمع المنادي يقول: لقد نجا لقد نجا، فاستيقظت من النوم أقول "لو أطعمنا أنفسنا هذا لما خرجت السمكة".
قصة أنس بن عامر
كان هناك رجل كان اسمه أنس بن عامر، وأراد أن يتزوج امرأة جميلة تسر الناظرين، وتزوج..!!
ولكن عندما تزوج وكشف عن وجهها لأنه لم يرها قبل ذلك وجدها سوداء وليست جميلة فهجرها في ليلة الزفاف وتركها، مما سبب لها ألما كبيراً واستمر الهجران بعد ذلك فلما استشعرت زوجته ذلك ذهبت إليه وقالت "يا أنس لعل الخير يكمن في الشر".
فدخل بها وأتم زواجه ولكن استمر في قلبه ذلك الشعور بعدم رضاه عن شكلها فهجرها مرة ثانية. ولكن هذه المرة هجرها عشرين عاما ولم يدر أن امرأته حملت منه.
وبعد عشرين عاما رجع إلى المدينة؛ حيث يوجد بيته وأراد أن يصلي فدخل المسجد فسمع إماما يلقي درسا فجلس فسمع فعجبه وانبهر به فسئل عن اسمه فقالوا هو الإمام مالك فقال: ابن من..؟؟، فقالوا ابن رجل هجر المدينة من عشرين عاما اسمه أنس فذهب إليه أنس، وقال له "سوف أذهب معك إلى منزلك ولكني سأقف أمام الباب وقل لأمك إن هناك رجلا أمام البيت يقول لك لعل الخير يكمن في الشر".
فلما ذهب وقال لأمه قالت "أسرع وافتح الباب إنه والدك أتى بعد غياب"، لم تقل له أنه هجرنا وذهب لم تذكر أباه طول غيابه بالسوء فكان اللقاء حاراً، هذه هي الزوجة، وهذه الأم هي والدة الإمام مالك بن أنس.
"إنما يتقبل الله من المتقين"
كان عبد الله بن المبارك يحج سنة ويغزو أخرى، فلما كانت السنة التي يحج فيها خرج بخمسمائة دينار الى موقف الجمال ليشتري جملا فرأى امرأة على بعض الطريق تنتف ريش بطة فتقدم اليها وسألها ماذا تفعلين؟ فقالت: يرحمك الله أنا امرأة ولي أربع بنات مات أبوهن من قريب وهذا اليوم الرابع ما أكلن شيئا وقد حلت لنا الميتة فأخذت هذه البطة أصلحها وأحملها إلى بناتي.
فقال عبد الله في نفسه: ويحك يا ابن المبارك أين أنت من هذه؟ فأعطاها عبد الله الدنانير التي كانت معه ورجع عبد الله إلى بيته ولم يحج هذه السنة وقعد في بيته حتى انتهى الناس من مناسك الحج وعادوا إلى ديارهم فخرج عبد الله يتلقى جيرانه وأصحابه فصار يقول إلى كل واحد منهم: قبل الله حجتك وشكر سعيك فقالوا لعبد الله: وأنت قبل الله حجتك وشكر سعيك إنا قد اجتمعنا معك في مكان كذا وكذا (أي أثناء تأدية مناسك الحج) وأكثر الناس القول في ذلك فبات عبد الله مفكرا في ذلك، فرأى عبد الله النبي في المنام وهو يقول: يا عبد الله لا تتعجب فإنك أغثت ملهوفا فسألت الله عز وجل إن يخلق على صورتك ملكا يحج عنك.