Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    22-Oct-2018

يوم مجد وطني جديد* ابراهيم عبدالمجيد القيسي
الدستور - 
خطوة وطنية مستقلة، تعبر عن السيادة الأردنية على قرارها، اتخذها جلالة الملك عبدالله الثاني بثقة، وأعادت لنا الباقورة والغمر، الأراضي الأردنية التي تم تأجيرها الى الجانب الاسرائيلي قبل 25 عام، ضمن ملحقين لاتفاقية السلام التي جرت بين الطرفين آنذاك، وهذا استحقاق قانوني دولي، مارسه الأردن تحت مظلة القانون، وهو يعبر عن استقلال القرار الأردني وحقه ببسط نفوذه على كامل أراضيه.
منذ أشهر ونحن نشاهد ونسمع ونقرأ عن فعاليات شعبية وحزبية، تطالب الحكومة باستعادة الأراضي المذكورة، وهذا إجراء شعبي مطلوب ولا نقول عنه شيئا، فمن الطبيعي أن تتخذ القوى السياسية والشعبية موقفها المطالب ببسط النفوذ الأردني على كافة الأراضي الأردنية، وقد حسم جلالة الملك كل الاجتهادات والتشكيك والاتهامات، وقال كلمة الدولة الأردنية، وتم إبلاغ الجانب الاسرائيلي بعدم التجديد لها باستئجار هذه الأراضي، وإنهاء العمل بالملحقين المتعلقين بهاتين المنطقتين ضمن اتفاقية السلام المعروفة.
أمس الأحد؛ هو يوم أردني وطني بامتياز، أنهى حلقات من مسلسل تشكيكي طالما استخدمه معارضون وغيرهم للتشكيك بالقدرة الأردنية على حماية بلدها وحقوقها، وكان يجري اسقاط هذه القصة على كل حدث سياسي يحتك فيه الأردن مع اسرائيل في قضية جدلية أو استحقاق سياسي ما، وحتى مساء السبت الماضي كانت الفعاليات تنطلق مطالبة بإنهاء العمل بالملحقين المذكورين، وتتوعد وتهدد إن لم تقم الحكومة بهذا الأمر، ولم يقع في حسبان أحد أو جهة بأن جلالة الملك يعتبر هذا الأمر محسوم، وبأنه ينتظر هذا الموعد أكثر من المعارضين والمطالبين والاتهاميين والمشككين، وهذا ما أعلن عنه جلالته أمس، وهو اعلان يعبر عن طريقة الملك في رعاية الشأن الأردني، وتمسكه بالسيادة الاردنية باعتبارها شأن لا يمكن التفاوض عليه أو التهاون في حمايته والدفاع عنه، مهما بلغت الخسائر المرتبطة به، فالأردن التزم باتفاقية السلام الدولية ولم ينتهكها كما يفعل الطرف الثاني، وهو اليوم ما زال يلتزم بها وبالقانون الدولي، ويرفض التجديد للعمل بالملحقين المتعلقين بتأجير أراضي الباقورة والغمر، كما يرفض التدخل في السيادة الأردنية على أراضيها وقراراتها الأخرى.
يحق لنا أن نجدد الثقة على الثقة بجلالة الملك، وبدوره في حماية الأردن من التغول الدولي على الشعوب ومواردها ومصالحها، فيوم أمس هو يوم استقلال آخر، صدر فيه قرار أردني سياسي كبير، يشبه قرار تعريب الجيش الأردني الذي قام به جلالة المغفور له الملك الحسين بن طلال حين أنهى خدمات الضابط البريطاني كلوب، الذي كان قد عينه الاستعمار البريطاني لإدارة الجيش، وها نحن اليوم نعيش يوما وطنيا قام فيه الأردن ومن خلال جلالة الملك باستعادة أجزاء من الأرض الأردنية المستقلة بلا حروب ولا خسائر، بل بالتزام وطني وعالمي بالقانون والاتفاقيات.. يحق لنا أن نفرح بهذا الانجاز، ونسير بثقة مع جلالة الملك لاستعادة الوصاية الهاشمية كاملة على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس الشريف ..
فهل فهم بعضنا الدرس، وتوقف عن الاتهام والتشكيك ؟..حاولوا أن تفهموا طريقة الملك في التعاطي مع الشأن المحلي والعالمي، فهناك ثوابت أخلاقية وقانونية يلتزم بها جلالته ولا يلوذ بالإثارة والاستعراض، بل يقدم قراراته ورؤاه ووجهة نظره بعقلانية وتحت مظلة الشرعية الدولية والأخلاقيات الانسانية المعروفة لدى البشر جميعهم..
حقنا استعدناه، ولا نرغب بتأجيره أو منحه لأحد، ولا سيادة لأحد على قرارنا وحقوقنا، إن يوم الأحد 21 تشرين الثاني من كل عام قادم، هو يوم وطني أردني يحق لنا تثبيته في ذاكرتنا الوطنية والاحتفاء به كيوم الاستقلال.