Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    21-Mar-2018

أم فريد.. كرست حياتها بتربية أبنائها بعد استشهاد زوجها

 

منى أبو حمور
 
عمان- الغد- لم تكن مسيرة الستينية أم فريد الباتع، التي روى زوجها بدمائه ثرى الكرامة، مسيرة سهلة، حين وجدت نفسها بين ليلة وضحاها وحدها تربي ابنها الذي لم يكمل العامين، وتحمل في أحشائها طفلا سيواجه مستقبلا غامضا.
بقدر حبها للأردن، أحبت أم فريد أبنيها وربتهما وبذلت كل ما بوسعها لضمان حياة آمنة ومستقرة لهما.
لم تكن أم فريد متعلمة أو موظفة، لكنها كانت تحارب لتحمي أبنيها وتعلمهما، مسحت دموعها لتبدأ رحلتها الصعبة في تربيتهما.
بدأت أم فريد مسيرتها في زراعة القرع والكوسا والبندورة وتعشيب الأراضي، زرعت بيديها وقلعت الشوك بقوة إصرارها على تربية أبنيها وعدم إشعارهما بأي نقص.
قرية الطيبة وأراضيها ارتوت بعرق أم فريد التي أمضت سنين عمرها على ثراها تبحث عن قوتها وقوت أبنيها. ثابرت بهذه الحياة، ممضية سنين عمرها بالعمل حتى تمكنت من تربية ابنيها وتعليمهما وتزويجهما.
كان لوالد أم فريد وإخوتها دور كبير في دعمها والوقوف إلى جانبها ومساندتها في مشاكل الحياة والمتاعب التي واجهتها، فضلا عن أهل زوجها.
تقول “أهل الطيبة كلهم أهلي وكانوا سندا لي ولولديّ”، مؤكدة أنها لم تشعر يوما بأنها وحدها في هذه الدنيا. ولا تنسى أم فريد وقوف المغفور له، الملك الحسين بن طلال، الذي كان أبا حانيا على ابنيها وداعما وسندا حقيقيا لهما.
تحدت الصعاب بحياتها، وكبر ولداها وأكملا دراستهما وأرسلتهما للجيش، لافتة الى أن استشهاد زوجها فخر لها ولأسرتها، وأن الدفاع عن أرض الوطن هو حق وواجب.
أفضل ما مع أم فريد رؤية ولديها كيف أصبحا رجلين وتبوآ مناصب، لافتة إلى أن وصولهما إلى هذه المراتب هو ثمرة نجاحها وأنساها التعب كله.
فريد وأخوه لا ينسيان أبدا فضل أم أمضت حياتها في تربيتهما وتكبيرهما، داعيين الله أن يحفظها ويحميها ويمدها بالصحة والعافية.