Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    09-May-2017

ما الذي يفعله نتنياهو؟! - صالح القلاب
 
الراي - غير مستغرب على الإطلاق فهذه هي حقيقة إسرائيل منذ أن أنشئت في عام 1948...دولة عنصرية تكره»الأغيار» وفقاً للتعليمات والنصوص اليهودية ولذلك وإذا كان الذين سبقوا بنيامين نتنياهو وحزبه على الحكم قد خجلوا أو خافوا من أن يقْدموا على هذه الخطوة مع أنهم قد مارسوا مضمونها عملياًّ ضد الشعب الفلسطيني الذي هو صاحب الأرض وصاحب التاريخ الحقيقي في فلسطين وعلى نحو مستمر ومتواصل لآلاف السنين وحيث مرَّ عليه غزاة كثر كانوا أكثر استبداداً من هؤلاء الغزاة الجدد لكنهم بالنتيجة إما غادروا وإما ذابوا في الحالة الفلسطينية المعروفة بأنها مستقبلة وليست طاردة .
 
لقد صادقت اللجنة الوزارية للتشريع في الحكومة الإسرائيلية أمس الأول على «قانون القومية» الذي ينص على «يهودية الدولة» والذي بات ينتظر تصويت الكنيست عليه بالقراءة التمهيدية قبل أن يعود إلى هذه اللجنة الوزارية الآنفة الذكر لمناقشته والذي يقول: أن «دولة إسرائيل هي البيت القومي للشعب اليهودي وأن حق تقرير المصير في هذه الدولة يقتصر على الشعب اليهودي»!!.
 
وبالطبع فإن هذا المشروع، الذي يمثل وجهة نظر اليمين المتطرف ممثلاً بحزب الليكود الحاكم والذي قد يُقر من قبل الكنيست عندما يصل إليه، يعتبر أن لغة الدولة هي اللغة العبرية والمعروف أن نتنياهو قد واصل مطالبته للسلطة الوطنية الفلسطينية بالإعتراف بيهودية دولة إسرائيل كشرط للعودة للمفاوضات المتوقفة منذ فترة بعيدة والواضح أن هذه الصيغة العنصرية ستقر إنْ لم تنجح القوى الديموقراطية بالتحالف مع المواطنين العرب في إسقاطها بإعتبار أنها إنتهاك للتوازن القائم حالياًّ وبإعتبارها تهدد طابع الدولة الإسرائيلية!!.
 
كان على العقلاء في إسرائيل، وهذا إذا بقي للعقلاء أي تأثير في هذه الدولة التي بات يقودها بنيامين نتنياهو وحزبه ومجموعات المتطرفين المتحالفين معه، أن يضعوا في إعتبارهم ماذا سيحل باليهود المنتشرين في العالم إذا تحولت الدول التي يقيمون فيها إلى دول دينية وإلى دول عنصرية قومية وعلى غرار ما حدث في ألمانيا بداية ببدايات ثلاثينات القرن الماضي فصاعداً وحيث أنتج التعصب القومي الفكرة النازية التي أنتجت أدولف هيتلر الذي أغرق العالم كله واليهود في مقدمتهم في الدماء والمذابح وبالحرب العالمية الثانية المدمرة .
 
إنه معروف أن المقصود بهذا كله هو ما تبقى من الشعب الفلسطيني في وطنه فلسطين لكن على هؤلاء الذين يقفون وراء هذا التوجه العنصري أن يعرفوا أن أكبر الحرائق تبدأ بشرارة صغيرة وأنه عندما تصبح هناك أحزاب وقوى إجتماعية لليمين العنصري المتطرف ليس في أوروبا وحدها وإنما في العالم كله فإنَّ مشروع قانون «يهودية الدولة الإسرائيلية» سيكون بلاءً سيحل باليهود المنثورين في أربع رياح الأرض وفي كل دول الكرة الأرضية.
 
إن المفترض أنْ يكون اليهود، الذين دفعوا الثمن غالياً في عهد أدولف هيتلر وألمانيا النازية، الأكثر رفضاً للدولة اليهودية والأكثر مقاومة لتحويل الدين إلى دعوة قومية عنصرية معادية للآخرين «الأغيار».. ويقيناً أنَّ هذا الذي يفعله بنيامين نتنياهو والمتحلقين حوله من أمثال آفي ديختر إن لمْ يتم التصدي لهم من قبل الديموقراطيين الإسرائيليين على قلتهم فإنهم بالنتيجة سيأخذون اليهود ليس في هذه المنطقة وفقط وإنما في العالم الغربي وفي العالم بأسره إلى تجربة جديدة كالتجربة المرعبة التي مروا بها في أربعينات القرن الماضي في ألمانيا الهتلرية – النازية وهذا في حقيقة الأمر ما لا نريده لا كعرب ولا كمسلمين وأيضاً ولا كمسيحيين.