الأول نيوز – الاستقلال الحقيقي هو عندما يستقل شعبنا بشكل حقيقي عن العادات المضرة بالوطن، أن يستقل عن كل محاولات أعداء الوطن لبث سموم الإشاعات والخلافات الفكرية التناحرية بيننا، الاستقلال هو أن تستقل عن مزاجك القاضي بكسر قوانين الوطن عن عمد وسبق إصرار، كأن تخالف السلامة العامة لمجتمع ووطن كامل.

 

الاستقلال  ليس حكرا على الحكومة، بل هو جزء من مواطنتك، ومدينيتك في التعامل مع أملاك الوطن، هو أن تستقل عن كل أنواع المغريات التي تقودنا الى الفساد، لا أتحدث عن الفساد الكبير فحسب، بل أنك تخالف قوانين السير هذا نوع من أنواع الفساد.

 

الاستقلال هو أن تستقل عن كل انتماء لك مهما كان، لمصلحة انتمائك لوطنك، الاستقلال هو الخروج من القوقعة وتأثير العادات القديمة السيئة، التي تُميّز بين أهل وطنك.

 

الاستقلال يعني أن تنتخب المستقلين عن أجنداتهم الخاصة، وأن تنتخب أهل الحرية والمساواة والعدل، لا أهل الخدمات والوساطات. الاستقلال أن تدعم الإعلام الحر المستقل لا أن تستقي معلوماتك من وسائط غير مستقلة تتبع أجنداتها الخاصة سواء كانت خفية أو معلنة.

 

الاستقلال أن ترى مصلحة وطن بكامله، أن تدرس، أن تتعلم، أن تثابر لارتقاء وطنك على كل الاْصعدة، الاستقلال أن تشتري منتجك الوطني، وأن تقف عالي الصوت لمن يعبث بتعليم بلدك، وزراعة بلدك، وصناعة بلدك وتجارتها.

 

الاستقلال هو أن لا تقذف من سيارتك علبة أو زجاجة، الاستقلال أن تقف ضد الضرر، وضد العبث، هو أن نستقل عن الجهل لنذهب باتجاه الوعي، ولعل مشكلة الكورونا هي أول مصيبة تضعنا في خانة المنضبين والمستقلين عن مزاجنا  وعاداتنا اللاحميدة وعبثنا الذي قد يحول كل جهود المجتمع والحكومة الى تراب حين الذهاب الى أعمالنا في الاْيام المقبلة.

 

المستقل هو من يساعد حكومته في هذا الظرف ليكون مثالا يقتدى به، لسلامة مجتمعه ووطنه.

 

المستقل عن مصالحه ومزاجه هو من يُقوّي مصلحة أهل وطنه، كل وطنه، الاستقلال يعني أننا قادرون على إدارة وطننا بلا وصاية من أحد.

 

الاستقلال هو تحقق المواطنة النبيلة، فالدول العظيمة صنعتها شعوب عظيمة من كل النواحي، شعوب عرفت واجباتها قبل حقوقها، وساعدت حكوماتها لترتقي وتسير الى الاْمام.

 

الاستقلال من المستقل عن مزاجه هو المتجدد الباسل في الحفاظ على سلامة وطنه.

 

معنى الاستقلال الحقيقي..والمواطنة النبيلة.. المواطنة هي الوطنية المطبقة يوميا.