Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    12-Jun-2017

قيمة الأماكن وجمالها بساكينها - د.اسمهان ماجد الطاهر
 
الراي - اللحظات الجميلة والكلمات الطيبة والذكريات والعلاقات المبنية على الاحترام والتقدير هي ما يبقى للانسان بعد أن يغادر أي مكان. فالحياة تحمل في ثناياها احداثاً وظروفاً جميلة وأخرى مؤلمة ولكن تآبى أرواحنا أن تحتفظ إلا بكل إيجابي طيب.
 
ما زلت لا أحب الفراق مثل الكثيرين رغم أنه حقيقة علينا أن نعتادها. في السابق أعتقدت أننا نحزن على فراق المكان ثم أكتشفت أن المكان لا قيمة له بدون ساكنيه الذين يضيفون عليه روحا وحياة فقيمة الأماكن بساكينها.
 
بعد مرور عام دراسي قضيته في جامعة الشرق الأوسط قدمت فيها خلاصة علمي ومعرفتي فأنني سأعود الى جامعتي التي احتضنتني منذ حصولي على درجة الدكتوراه وهي جامعة العلوم التطبيقية مودعة عاما اكاديميا حمل الكثير من العمل والإنجاز والأحداث.
 
في بداية عملي في الشرق الأوسط كان لابد من التكيف مع ظروف العمل الجديدة هذه المرحلة يمر بها أي شخص يبدأ عمل جديد مهما بلغت خبرته ومعرفته. سأبقى أذكر الوجوه الطيبة التي لم تجعلني أشعر بأني غريبة على المكان. سأتذكر دائماً النفوس الجميلة التي رحبت بي وساعدتني على سرعة التكيف والشعور بالراحة.
 
قال لي أحد الطيبين نحن نرحب بالضيف لمدة أربعين يوماً أسعدتني الفكرة لأني كنت أعتقد أن الترحيب سيكون لمدة ثلاثة أيام فقط ، ولكن المودة أستمرت وأستقرت وعدت الايام والشهور وأرتاحت نفسي التي كانت تشعر برهبة التغيير والغربة كاحساس الطالب في يومه الاول بالمدرسة وهو خائف من المجهول ولا يمتلك المعرفة الكافية عن المكان وقواعده وقوانينه. أتذكر هذا الإحساس وأبتسم مستعرضة بخيالي كم من الأشياء والاحداث ستبقى بخاطري بعد أن أغادر.
 
مرحلة التكيف في العمل مهمة جداً علينا عدم إهمالها وأكثر ما يساعد على تخطيها اجواء عمل داعمة ومرحبة وقادرة على دمج الموظف الجديد الذي يريد أن يقوم بالاعمال كما اعتاد وقد يشعر بفرق القوانين أو التعليمات مما يجعله يقع بضيق عدم المعرفة. ما وجدته من دعم ورغبة حقيقية جعلني في قلب الاحداث وجزءا منها في حقيقة الأمر أثر في وسيؤثر لسنوات عديدة قادمة.
 
لقد كان ذلك مصدر سعادة واعتزاز يحتم علي أن أكتب عن تجربة جميلة وعام اكاديمي حافل عشته مع زملاء رائعين. حتى أن الطريق الطويل الذي كان يفصل بيتي عن مكان عملي لم أعد أرى فيه إلا الأشجار الجميلة والسماء الزرقاء الواسعة ودفء الشمس الذي كان يحفزني للذهاب للعمل بنشاط وشغف لم ينقض كان ينسيني الضيق ممن كانوا يقودون المركبات بغضب ويتجاوزون عن اليمين والشمال كصواريخ تسابق الزمان والمكان يحزنني انهم لم يتذوقوا جمال الطبيعة كما فعلت.
 
أغادر وأنا أحمل معي الكثير من المودة وانثر ألف وردة لكل النفوس النقية الطيبة التي تعمل من أجل الوطن من أجل الشباب ومن أجل البناء والتمييز تلك الأروح الطيبة التي سأعتز بها أبد الدهر. كل الامنيات لهم بأن يمًن الله عليهم بمزيد من التفوق والتقدم للمكان ولكل ساكنيه وقاطنيه.
 
أرسل باقة ورد بيضاء قبل أن أغادر ليلتقطها كل الذين يحملون الرغبة والاصرار على التفوق والنجاح. باقة تم تصميمها بحرص وأختيارها بعناية لتضفي لمسة جمال ومودة لفتح بوابة الإيجابية والتفاؤل والرغبة بالعمل والطموح لطلابنا. احياناً يكون البياض على شكل قلوب نقية ترفض أي أحساس سلبي وتبقى مصرة على العطاء والامل.
 
الأمنيات والطموحات تتحقق وأن عاندتها قوة الرياح وأجمل ما يدعمها هو نقاء القلوب التي تحاول نثر الخير. وأنا أغادر سيبقى معي من المكان إيجابية الجو وباقة من الطيبين. أن القيمية الانسانية والرمزية للأشياء والاحداث تجعلنا نصر على أختزانِ الجميل منها في زاوية من الروح لتحويلها الى معرفة قابلة للتطبيق في الحياة بطريقة أو بأخرى.
 
كان يسعدني ويريح نفسي منظر الازهار والأشجار التي تزين مدخل الجامعة لكني اكتشفت أن من يسكنون المكان هم زينته الحقيقية وهم من يضفون عليه الجمال.
 
عام اكاديمي سأذكر فيه الطيبة والإنجاز الذي كانت عنوانه. أشكر كل من أتاح لي الفرصة لأكون جزءا من المكان وأشكر جامعتي التي رحبت بعودتي. أن التعاون والتنسيق والرغبة في البناء والإنجاز هي صنوان كل صرح علمي متميز في بلدنا الأردن.
 
A_altaher68@hotmail.com