Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    23-Aug-2017

تعيينات أبناء علية القوم - محمد الشواهين
 
 
الغد- تناقلت وسائل إعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، اسماء ابناء بعض علية القوم، الذين يُشار اليهم بالبنان، تم تعيينهم في مجلس امانة عمان، او مجالس اللامركزية في العاصمة والمحافظات، من باب التنفيعات أو الاسترضاءات، كما يقول البعض.  المواطن العادي مثلي، او ما اطلق عليهم ابناء الكادحين الأردنيين، او كما وصفهم الشهيد الخالد وصفي التل بأبناء الحراثين، لن يحلموا ان يتم تعيينهم في مثل هذه المواقع بسهولة، بيد ان الرضا بالمقسوم، او بالأحرى بالأمر الواقع، قد نجد فيه راحة من اشياء كثيرة تسبب الصداع، او ما هو اقسى من الصداع، في حال تسخين الموضوع لدرجة حرارة اعلى، او كثرة (النق والطق) عليه، فالعاقل من يفهمها (عالطاير) ويختصر الكثير مما يُقال، او يُثار في هذا الخصوص، وما هو على شاكلته.
الحكومة من جانبها لن تعجز عن تبرير هذه التعيينات، على اعتبار ان من يتم تعيينه في هذه المراكز المرموقة، هم الأكثر كفاءة، والأقرب لما تقتضيه المصلحة العامة، حسب رأي الحكومة.
طبعا بعد قول الحكومة، لا قول لأحد كائنا من كان، ولو افترضنا انه تجرأ وقال، فلن يسمعه أحد من اهل الحل والعقد، وعلينا سواء كنا من الكادحين او الجائعين او القاعدين او القائمين، ان نبحث عن مسلة أخرى نخيط بها، في ثوب غير هذا الثوب، الذي تم تفصيله على مقاسات لا تتواءم مع مقاساتنا.
من جهة اخرى، اثبتت الايام والتجارب المختلفة، ان ثمة اشخاصا لم يحالفهم الحظ في الحصول على وظيفة مرموقة لسبب او لآخر، لكنهم وجدوا ضالتهم المنشودة في الأعمال الحرة، سواء كانت في التجارة، او الصناعة، في القطاع الخاص، وحتى خارج الحدود، فالأرزاق ليست حكرا على الوظيفة الحكومية، فكم من مدراء شركات، واصحاب مراكز مرموقة في القطاع الخاص هم اليوم افضل حالا ممن تبوأوا مناصب كتلك التي تحدثنا عنها آنفا، او سواها من الوظائف ذات العيار الثقيل، فلكل مجتهد نصب، فبجهدهم واجتهادهم، استطاعوا ان يحققوا ما عجز غيرهم عن تحقيقه.
في بلدان الحضارة والرقي الاجتماعي والثقافي والفكري، لا يوجد في اجندتهم ان هذا ابن فلان وذاك ابن علاّن، ينبغي ان نرضيهم، بهذا المنصب او ذاك، الثقافة السائدة لديهم، ان الناس سواسية، ولا وجود لأثر القبيلة والمشيخة والمحاصصة والمحسوبية والواسطة. العدالة الاجتماعية هي ديدنهم وسيدة الموقف، كما ليس للدين او العرق او الأصل والفصل، دور قد يخدش قدسية المواطنة التي تفرض  الواجبات وتمنح الحقوق للمواطنين كافة.  ومع كل هذه المشاعر التي تختلط احيانا بين حزن وألم وتطلّع نحو حياة تسودها العدالة الاجتماعية، اسوة بغيرنا من الأمم الراقية، فما المانع ان نشد الهمة قليلا لنلحق بهم، كي نصبح مثلهم او لربما نتفوق عليهم!