برهوم جرايسي

القدس المحتلة -  قمعت قوات الاحتلال الإسرائيلي أمس، المسيرات الشعبية التي شهدتها عدة بلدات في الضفة الفلسطينية المحتلة، وأوقعت عشرات الإصابات بالرصاص وبحالات الاختناق من القنابل الغازية السامة. فيما شيع مخيم الجلزون بجنازة جماهيرية حاشدة، جثمان الشهيد محمد محمود حطاب (17 عاما)، الذي ارتقى بعد إصابته بنيران قوات الاحتلال عند مدخل المخيم الليلة قبل الماضية.

وقد انطلق موكب جنائزي مهيب بمشاركة الآلاف من أمام مجمع فلسطين الطبي في رام الله، وصولا إلى مسقط رأس الشهيد في مخيم الجلزون شمال مدينة البيرة، حيث ألقت عائلته عليه نظرة الوداع وسط مشاعر من الحزن الشديد، والغضب على جريمة الاحتلال. وأدى المشيعون صلاة الجنازة على روح الشهيد في مسجد المخيم، وانطلق الموكب بعدها إلى المقبرة لمواراته الثرى، حيث حُمل الشهيد على الأكتاف في مسيرة جابت شوارع المخيم، صدح خلالها المشيعون بالهتافات الغاضبة والمنددة بالاحتلال وجرائمه، وأخرى تحيي الشهيد، وتعاهده بألا تذهب دماؤه هدرا.

وقال أحد أفراد عائلة الشهيد، إن جنود الاحتلال المتواجدين بالقرب من أحد الأبراج العسكرية المقامة بالقرب من مدخل المخيم، أطلقوا الرصاص بكثافة تجاه المركبة التي كان يستقلها الشبان الأربعة، ما أدى إلى استشهاد محمد وإصابة ثلاثة آخرين، موضحا أن الشهيد هو وحيد والديه، وقتله الاحتلال بدم بارد، ليقتل بذلك فرحة والديه بنجاحة في الثانوية العامة.

وفي شرق رام الله، هاجمت قوات الاحتلال بوحشية مسيرة شعبية انطلقت من قريتي كفر مالك والمغير للتعبير عن رفض الأهالي لإقامة بؤرة استيطانية جديدة على أراضي مشتركة للقريتين. واستخدم جنود الاحتلال الرصاص الحي، والعيارات المعدنية المغلفة بالمطاط والغاز السام، لقمع المشاركين في المسيرة، ما تسبب بوقوع هذه الإصابات، بالإضافة إلى عدد كبير من حالات الاختناق، تم نقل 14 على الأقل ممن أصيبوا بالاختناق للعلاج في المراكز الطبية.

وحسب حصيلة وزارة الصحة الفلسطينية، فقد اصيب 12 متظاهرا على الأقل بجروح، منهم 5 بالرصاص الحي في الأطراف، و7 بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، كما أصيب العشرات بالاختناق الشديد. وكان بين المصابين بحالات الاختناق، عدد من الصحفيين والمصورين.

كما قمعت قوات الاحتلال أمس، مسيرة قرية نعلين غربي رام الله، الأسبوعية الشعبية المناهضة الاستيطان والجدار العنصري، ما ادى الى اصابة عد من المشاركين بالاختناق. وذكرت مصادر محلية ان قوات الاحتلال اطلقت الرصاص الاسفنجي، والمعدني المغلف بالمطاط، وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع، باتجاه المشاركين لدى وصولهم الى منطقة بوابة العصفور، ما ادى الى اصابة عدد من المشاركين بالاختناق بالغاز المسيل للدموع عولجوا ميدانيا.

وذكر عضو اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار في نعلين محمد عميرة، ان المسيرة تأتي احياء لذكرى معركة الكرامة، واستنكار لجريمة استهداف الشبان الأربعة قرب مخيم الجلزون امس والتي ادت الى استشهاد الفتى محمد حطاب واصابة ثلاثة من رفاقه بجروح خطيرة. وردد المشاركون في المسيرة الهتافات الداعية الى الوحدة الوطنية، والمنددة بجرائم الاحتلال المتواصلة بحق ابناء شعبنا.

وشهدت قرية بلعين غربي رام الله، المسيرة الشعبية الاسبوعية المناوئة للاستيطان والجدار العنصري، منددة باستهداف قوات الاحتلال لأربعة شبان قرب مخيم الجلزون يوم الخميس، ما ادى الى استشهاد الفتى محمد حطاب واصابة ثلاثة آخرين بجروح خطرة.

وشارك في المسيرة التي دعت إليها اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان في بلعين، أهالي القرية، ونشطاء سلام، بينهم وفد ألماني. ورفع المشاركون الأعلام الفلسطينية، وجابوا شوارع القرية وهم يرددون الهتافات الداعية إلى الوحدة الوطنية، ومقاومة الاحتلال وإطلاق سراح جميع الأسرى والحرية لفلسطين.

وذكرت مصادر محلية ان المشاركين تمكنوا من الوصول بوابة الجدار العنصري المقام على اراضي القرية وقاموا بقرعها بقوة، كتعبير عن سخطهم وغضبهم لجريمة إعدام الفتى حطاب وإصابة رفاقه، واستنكارا لجرائم الاحتلال المتواصلة بحق ابناء شعبنا.- (وكالات)