Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    07-Feb-2017

هل مئة يوم تكفي؟ - د. تيسير عماري

 

 الراي - اعتدنا بعد تشكيل كل حكومة جديدة ان نقرأ استطلاعاً للراي العام بعد 100 يوم من تشكيل الحكومة.

 
اطلعت على الاستطلاع الاخير حول الحكومة الحالية وهنا لا اريد ان ادخل في التفاصيل حول الارقام المتعلقة بمختلف القضايا ، لكنه من الواضح (وهذا معلوم لدى كافة الناس ) ان الهم الاقتصادي وغلاء المعيشة والفقر والبطالة والمحسوبية وغيرها هي على رأس اولويات الناس. 
 
وهنا نتسائل هل تكفي مئة يوم لأي حكومة ان تحل وتتغلب على تلك المشاكل ؟ هل تستطيع اي حكومة ان تحل مشكلة المديونية وعجز الموازنة في 100 يوم ؟
 
مشاكلنا تراكمت منذ عقود وتتزايد بأستمرار فهل ممكن لأي حكومة حلها في 100 يوم ؟ وهنا لسنا بصدد الدفاع عن هذه الحكومة لم نتعود على النفاق بل كنا دائماً نقول المشكلة ليس بتغيير الحكومات بل المشكلة بتغيير النهج وهنا لا نريد الخوض في التفاصيل وما هو المقصود بتغيير النهج فالأمر يحتاج الى اكثر من مقال.
 
لقاء رئيس الحكومة في برنامج ستون دقيقة على التلفزيون الاردني كان موفقاً وضرورياً في هذا الظرف الصعب بعد ان ازداد التشاؤم بوضعنا الاقتصادي فنحن نمر في مرحلة صعبة نتيجة الاوضاع الاقليمية واغلاق الحدود والحركة التجارية مع دول مجاورة وازدياد عدد اللاجئين من الدول الشقيقة وانخفاض المساعدات من دول عربية شقيقة بسبب ما يجري من حروب في المنطقة ونقص في السياحة نتيجة تلك الحروب وغيرها.
 
وللانصاف القول ان الحكومة تعمل في ظروف استثنائية صعبة ومن الواجب اعطائها الوقت لعلها تستطيع ان تحل جزء من هذه المشاكل وليس كل المشاكل لأنه لا تستطيع اي حكومة حل تلك المشاكل المتراكمة بعصا سحرية اخر قرارات الحكومة بتخفيض 10% من الرواتب الحكومية التي تزيد عن 2000 دينار هو قرار تحمد عليه كما ان تحديد الحد الاعلى لرواتب الدولة بـ 3500 دينار ايضاً قرار تحمد عليه وهنا نطالب الحكومة اذا ارادت تحقيق العدالة الاجتماعية ان تنظر في الحد الادنى للأجور والرواتب اذ لا يعقل ان يكون الحد الادنى بـ 200 دينار تقريباً وان تنظر الى رواتب معظم الاردنيين من عسكريين ومدنيين والذين يتقاضون رواتب بمعدل 350 ديناراً شهرياً وان تهتم بالطبقة الوسطى عماد المجتمع والدولة والطبقة الفقيرة اللتين تشكلان 85% من المجتمع ، اما الطبقة الغنية والتي تشكل 15% تزداد غناً والطبقة الفقيرة والوسطى تزداد فقراً هنا مربط الفرس وهنا تكمن مشكلة العدالة الاجتماعية.
 
اما في موضوع المحسوبية فحدث بلا حرج ما نأمله هو تعاون الحكومة ومجلس النواب لأيجاد الحلول الممكنة لمشاكلنا الاقتصادية والاجتماعية لعودة الثقة العامة بهاتين السلطتين والحمد لله بقيت الثقة العامة ثابتة بقواتنا المسلحة والاجهزة الامنية وهذا هو الاهم فلا تقدم اقتصادي واجتماعي بدون الامن والاستقرار.
 
نتمنى للحكومة النجاح ومن جهتنا الحكم عليها ليس بمئة يوم ننتظر ونأمل منها اتخاذ قرارات سريعة وجريئة لحل مشاكل الوطن فالوطن اغلى ما نملك.