Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    24-Aug-2016

علماء وسياسة وانتخابات - أ.د.عبدالكريم القضاه

 

الراي - كان اينشتاين الحاصل على جائزة نوبل في الفيزياء ناشطا في الحركة الصهيونية وتم ترشيحه لرئاسة ( اسرائيل) عند انشائها حيث قال: «حياتي مقسومة بين السياسة والمعادلات» يقصد المعادلات الرياضية. اما الراحل احمد زويل والحائز على جائزة نوبل في الكيمياء فقد قال قبل عدة سنوات: «ان المسؤولية الوطنية الملقاة على عاتقه جعلته يدخل في مرحلة التفكير في الترشح لانتخابات الرئاسة المقبلة في مصر» وأكد في موقع اخر،»على ضرورة اتباع المنهج العلمي في ادارة شؤون البلاد».
 
الكثير من حملة الشهادات العليا تقلدوا المناصب الاولى في بلدانهم منهم الرئيس السنغافوري توني تان الحاصل على الدكتوراه في الرياضيات ومستشارة المانيا انجيلا ميركل الحاصلة على الدكتوراه في الكيمياء الفيزيائية ورئيس الصين المهندس هيو جانيتو والكيميائية مارغريت تاتشر رئيسة وزراء بريطانيا والبرفسورة كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية.اما في مجال الطب وعلى سبيل المثال ، فحدث ولا حرج فهناك عدد كبير من رؤساء الحكومات والدول والسياسييين البارزين هم اطباء مثل الماليزي مهاتير محمد والفرنسي جورج كليمنصو والجنوب امريكي تشي جيفارا ورئيس افريقيا الوسطى هاستنق باندا والسوري نور الدين الأتاسي والعراقي اياد علاوي والاردني عبدالسلام المجالي وغيرهم الكثير ،حتى ان جراح القلب بيل فيرست رئيس الأغلبية في مجلس الشيوخ الأمريكي كاد ان يترشح لرئاسة امريكا عام 2008.
 
السياسة كالطب والدين ،لايتردد الناس في التحدث بتفاصيلها لابل ويدعوا فهمهم لها، وخاصة في العالم الثالث حيث الشاويش يقود انقلابا عسكريا لتولي رئاسة الدولة، وتتنوع الفتاوى والاراء في المسائل الدينية الرئيسية كتنوع ألوان قوس قزح ،اما في مجال الطب فتجد من المتحدثين من غير الأطباء في تفاصيل المهنة العجب العجاب.
 
معروف عن السياسيين ذوي الشهادات العليا قدرتهم على استخلاص النتائج المبنية على معرفة ومهارات وخبرات ورؤيا محكومة بالمنهجية والمنطق والدليل العلمي والقياس في الية عملهم.في المقابل يؤخذ على هؤلاء العلماء السياسيين انهم اقل حساسية للبيئة الاجتماعية والثقافية للمجتمعات ،وللوصفات المعلبة بالقداسة لصاحب السلطة ،ويعجبهم التفكير خارج صندوق المألوف.
 
الحقيقة ان الذي لا يليق ببعض العلماء (السياسيين)، هو كلامهم الدافئ الموسمي المعسول وأخواته الذي يسر السامعين والناظرين لكن اقوال هؤلاء العلماء تعاكس افعالهم وسيرهم العلمية المتميزة لا تناسب اداءهم المتواضع ومبادئهم تصطدم بمصالحهم.لا يمكن فصل ذلك ولو جزئيا عن واقع فشل بعض العلماء في الاردن في الانتخابات النيابية لأن المواطن لم ير فرقا في الاداء يميزهم عن غيرهم مع ان هذا لم يصل الى درجة الظاهرة الا ان رمزيته واضحة.
 
*الجامعة الاردنية