Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    16-Feb-2017

أمر الظلال - عميره هاس

 

هآرتس
 
الغد- الأمر العسكري رقم 1933 هو أداة ناجحة أكثر من قانون السرقة العلنية "التسوية". خلافا للقانون، لا تستطيع محكمة العدل العليا الغاءه، وخلافا للأمر العسكري الرسمي هذا أمر ظلال، هو ملزم لكل جندي وقائد للانصياع لأي مستوطن وتحقيق رغبته. وهو أمر مفروغ منه مع السنين. وتم تشريعه فقط لكون اليهودي هو إبن الشعب الأسمى، ولكون كل مستوطن يقوم بتحقيق رغبة الله في أخذ البلاد من اصحابها أو تركيزهم في محميات مغلقة.
نتيجة من نتائج هذا الأمر هي أن قادة الجيش يقومون بتنفيذ أوامر المستوطنين لمنع أبناء الجنس المشوه من الوصول إلى اراضيهم وفلاحتها.
الأوامر تتكون من السلاح والكلاب والعصي والحجارة واطلاق النار والضرب والتهديد والتنفيذ. والابتسامات ايضا، الكثير من الابتسامات. من لم ير ابتسامة السيد وأسنانه وهو يقوم بطرد الرعاة والمزارعين من اراضيهم تحت تهديد السلاح، فهو لم ير ابتسامة في حياته. السيد المسلح يعرف أن محكمة العدل العليا ستصادق في نهاية المطاف على أنه موجود في الارض منذ 3.200 سنة، لذلك فهذه الارض من حقه.
إذا لم تسمعوا كثيرا عن هذه الاوامر، هذا أ. لأن هذه الاحداث لا تعتبرها وسائل الإعلام الإسرائيلية أخبار. وب. لأنه في اماكن كثيرة حققت الاوامر أهدافها. من جهة كتائب السحق اليهودية السامرية التي تخيف وتردع الفلسطينيين من الوصول إلى اراضيهم وحقولهم، وتمنع الرعاة من الخروج والرعي. ومن جهة اخرى اصدر جيشنا أوامر تمنع المزارعين من دخول اراضيهم. هل اليهودية السامرية عنيفة؟ هل اليهودية السامرية تقوم بالاعتداء؟ هل يمنع القائد العسكري حركة الفلسطينيين. منع التجول، أمر اغلاق منطقة، التكبيل والاعتقال.
والآن من العام الى الخاص: فوزي ابراهيم، من قرية جالود. لقد مر على ابراهيم كل شيء: اشجار اقتلعت وأحرقت، اعتداءات وتهديدات. بعض البؤر العنيفة استقرت في اراضي جالود والقرى الاخرى في المنطقة، وكانت النتيجة هي عدم تمكن الفلسطينيين من الوصول الى اراضيهم، وهذا بالضبط ما يريده المستوطنون بما يسمى "عيمق شيلا"، لكن الجيش يلتزم ايضا ظاهريا باحترام قرارات محكمة العدل العليا. وهو يسمح للمزارعين الفلسطينيين من الوصول مرتين في السنة الى اراضيهم (أحضروا مزارع يهودي يوافق على هذا الشرط)، وهذا ايضا بحاجة الى التنسيق والمرافقة العسكرية. وفقط الى الاراضي التي تعتبرها السلطات الاسرائيلية اراضي خاصة وليس إلى الاراضي المشتركة.
منذ بداية كانون الثاني (يناير)، وابراهيم يطلب الوصول إلى ارضه لفلاحتها وزراعتها، لكن هذا الأمر مهمة صعبة على البيروقراطية بين قائد كتيبة بنيامين وبين ادارة الارتباط والتنسيق. الطلب وصل، الطلب لم يصل، عرفوا، لم يعرفوا، من الذي لم يتابع. فقط في الاسبوع الماضي قال الجيش إن الطلب قد وصل من اجل الحراثة والزراعة، وعندها تساقطت الامطار وتأجلت الحراثة. ويحتمل أنه لم يعد من المفيد الزراعة الآن. إن ابراهيم عنيد، لكن ما الذي سيحدث إذا كان أبناؤه غير عنيدين مثله؟.
  في شمال الغور هناك بؤرتان جديدتان تتوسعان تحت نظر السلطات، وتتبنيان الطرق التي تمت تجربتها بنجاح في عيمق شيلا. واحدة في تل الخيمة والاخرى في أم زقة. النمط متشابه: زوجان بالغان، قطيع من الماعز أو الابقاء وجوقة من الشباب المبتسمين والمملوئين بالهرمونات، والذين بعضهم على الاقل تسرب من المعاهد الدينية. معا ينشئون دوائر رعب تتسع في محاولة لجعل الرعاة يهربون.
في يوم السبت الماضي طلب ثلاثة مستوطنين من بؤرة أم زقة من ثلاثة رعاة الابتعاد. وعندما رفضوا قام المستوطنون باحضار الجنود الذين كبلوا اثنان منهم. صحيح أن نشطاء ونشيطات تعايش ومحسوم ووتش ومحاربون من اجل السلام يرافقون الآن الرعاة في شمال الغور، انطلاقا من الادراك بأن التواجد الإسرائيلي اليساري يضائل من عملية التطهير، ولكن هؤلاء قلة، واليودوسامريين يركبون الحصان، لأنهم مبعوثو الحكومة.