Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    16-Apr-2018

الهجوم في سورية والدروس لإسرائيل - عاموس يادلين

 

يديعوت أحرونت
 
الغد- جاء هجوم القوى العظمى الغربية في سورية أمس، أولا وقبل كل شيء، لتثبيت خط أحمر معياري ضد استخدام السلاح الكيماوي. ومع ذلك، فإن حقيقة كونه مركزا جدا وتوقيته، لم يؤديا إلى أضرار ذات مغزى للأسد ومساهمته في الردع محدودة. هذه العملية تجسد أنه حيال المسائل الحرجة للغاية بالنسبة لإسرائيل -فإنها ستضطر، صحيح حتى الآن، للعمل وحدها. فقد حرصت القوى العظمى على الفصل التام بين مسألة السلاح الكيماوي والمسائل الأخرى، الأهم، التي على جدول الأعمال: تثبيت التواجد الإيراني في سورية، الصواريخ أرض-أرض الدقيقة، مستقبل نظام الأسد وذبحه لجماهيره بالسلاح التقليدي، بالتجويع وبالتعذيب.
ما نجحت العملية في تحقيقه بالفعل، على الأقل من الزاوية الأميركية، يتعلق بـ"لعبة القوى العظمى": روسيا فشلت في ردع الغرب عن الهجوم في سورية. والرسالة في أنه عندما تريد الولايات المتحدة، فإنها تعمل -نجحت. من جهة أخرى، شددت الولايات المتحدة في الماضي على أن مصلحتها الاستراتيجية تتركز في داعش وفي استخدام السلاح الكيماوي فقط، وهي غير معنية بالبقاء في سورية في المستقبل. هكذا بحيث أن روسيا بقيت رب البيت الحصري في سورية.
وأخيرا، أمسك بنظام الأسد مرة أخرى بالكذب. فالهجوم يكشف ثقوبا في عملية نزع السلاح الكيماوي الذي قادته سورية في 2013. ومع أن النظام فقد في حينه معظم قدراته الكيماوية، ولكن واضح أنه تبقت لديه قدرات لم يصرح عنها وأن إنتاج قدرات أخرى استمر، رغم قرار مجلس الأمن ونظام الرقابة لـ"OPCW".
في الوضع الناشئ، عشية هجوم التحالف وأحداث الأيام الأخيرة، تقف إسرائيل أمام أربعة تحديات ثقيلة الوزن:
أولا، التصدي لرد إيراني على ضرب عناصرها وذخائرها في قاعدة تي فور الأسبوع الماضي، في ما وصفه نصرالله، أول من أمس، كفتح مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران. وإعلان إيران عن مسؤولية إسرائيل عن قتلاها، قيدها بجباية ثمن من إسرائيل، الأمر المتوقع في الفترة القريبة المقبلة من سورية أو من ساحة أخرى.
ثانيا، إيران تواصل تثبيت وجودها في سورية كتهديد متواصل على أمن إسرائيل. وهنا، يجري صراع بين تصميم إيران على مواصلة هذا الجهد وبين تصميم إسرائيل على صده، بين استعداد الطرفين على دفع الأثمان على ذلك والمخاطرة بالتصعيد وبين قدراتهما العملياتية على العمل في الساحة. فالهجوم الذي نسب لإسرائيل في تي فور، يعكس قدرة واستعداد إسرائيلي متعاظم لجباية ثمن مباشر وعال من إيران مما كان في الماضي، وذلك بعد أن رفعت إيران في 10 شباط (فبراير) المستوى، حين أطلقت بنفسها من سورية إلى إسرائيل طائرة محملة بمواد متفجرة، وليس على أيدي مبعوث ما كعادتها. 
ثالثا، حرية عمل إسرائيل في سورية يلقى التحدي في ضوء مخاطر التصعيد مع إيران ونظام الأسد، تحذيرات روسيا من ضعضعة أخرى للاستقرار وإمكانية التحسينات في منظومة الدفاع الجوي السوري، إذا اختار الروس تزويد السوريين بمنظمات متطورة من صواريخ أرض-جو.
رابعا، إمكانية التغيير بل والتحول في مكانة المشروع النووي الإيراني، في إطار الأزمة التي تتصدرها إدارة ترامب حول صفقة النووي بين إيران والقوى العظمى، والمتوقعة في الشهر المقبل. مثل هذه الأزمة كفيلة بأن تضع إسرائيل أمام تحد مهم للغاية، إذا اختارت إيران استئناف أعمال التخصيب لليورانيوم.
وبالتالي، فإن إسرائيل مطالبة بجاهزية استخبارية وعملياتية استعدادا لإحباط الرد الإيراني، وجاهزية استراتيجية وسياسية تكون مطالبة بها في أعقابه، بين تصعيد الصراع في الشمال وبين التحكم به وتحديده. وبالتوازي على إسرائيل أن تحاول الوصول إلى تفاهماته مع موسكو بالنسبة لأهمية صد تعاظم القوة والتواجد العسكري الإيراني لسورية كشرط للحفاظ على الاستقرار في الساحة، وفوق كل شيء، التنسيق الاستراتيجي مع الولايات المتحدة بالنسبة للخطوات اللاحقة في موضوع النووي الإيراني وأحداث الساحة الشمالية.
على إسرائيل أن تسعى الآن إلى اتفاق واضح مع الأميركيين على ما نفعله نحن وحدنا وأين نحتاج لدعم مهم من الولايات المتحدة. يمكن لإسرائيل أن تتصدى وحدها لنظام الأسد والإيرانيين في سورية ولبنان، أما الدعم الأميركي فمطلوب في شكل إسناد سياسي وشعرية لخطواتها، بما في ذلك استخدام الفيتو في مجلس الأمن. فما بالك إذا ما وقع تصعيد مع إيران (أكثر مما في سورية) وإذا ما انتقل الروس إلى موقف معاد مسنود بخطوات عملية.
كل هذا، كما أسلفنا مع عين مفتوحة قبيل 12 أيار. إذا كان ترامب سيهجر الاتفاق وإيران تعود إلى التخصيب، أو حتى تترك الـNPT (الميثاق ضد نشر السلاح النووي)، فسيكون مطلوبا عمل مشترك لوقفها عن التقدم إلى النووي. وهنا ستحتاج إسرائيل إلى دعم صديقها الأكبر والأهم.