Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    27-Nov-2018

ضيّعنا وقتنا على..«تفسير المُفَسّر»؟ - ناديا هاشم العالول

الراي -  نتفق جميعنا على أن الوقت هو العنصر الأهم بالتخطيط.. وكيف لا والأهداف المراد تحقيقها سواء القصيرة او بعيدة المدى بآلياتها وبرامجها و متابعتها وتقييمها تسير وفق جدول «زمني» نلتزم به خشية الوقوع بمطب الخسائر الناجمة عن التأجيل والتأخير وتكاليفهما المسرِّبَة للموارد المالية..فخسارة الوقت يعني زيادة بالتكلفة التي تلتهم رؤوس الأموال مخسّرَة اي مشروع مهما كان نوعه.. ومن هنا تأتي اهمية «إدارة الوقت» من خلال الإلتزام بجدول زمني لا نحيد عنه يجنّبنا الكثير من العواقب الوخيمة المذكورة اعلاه»..

فإدارة اي عمل تعتمد على «ادارة الوقت» عبر وضع الأولويات لتنفيذها مطبقينها بحذافيرها بسرعة ودقة.. لكن أحيانا يعرقل هذا التنفيذ مسلسل « تفسير المفسَّر» وشرْح بديهيات» الف باء» الشغل التي لا تحتاج أصْلا الى تفسير بخاصّة لمؤهلين وكفؤين من المنفذين ،مما يعيق العمل ويؤجّله ويؤخّره ويخسّره وقد يقْعِدُهُ تماما..
ف «طولة الروح» على تفسير المفسّر مهمة ومفيدة لكونها توِضِّح الرؤية للجميع «لكن» ليس على حساب الوقت وهدره ، مما يبعثر الحماس للتنفيذ ، ويحبط ال مومِنْتُمْ- momentum«-قوة الدفع»–اللازميْن لمتابعة العمل خاذلين بذلك « ادارة الوقت» نفسها أهمّ عنصر بالتخطيط.. فسلامة التخطيط مرتبطة بمدى قيمة «الوقت» المتاح ومدى ارتباط التخطيط بالمواد والإمكانات المتاحة وصولاً إلى تنفيذ الاستراتيجيات الموضوعة، ممايساعد المؤسسة على الوصول الى النجاح..
وهذا لا يعني اننا نستنكف عن تفسير خطة العمل ، فالشرح والإسهاب ضروريان لوضع المتلقين بالصورة توخّيا للمصلحة العامة -ولكن «ضمن حدود» لأن التمسّك العنيد بالرأي دونما سبب يُذكر سوى لأنَّه» رأيي أنا».. مبصرين دوما أنفسنا واضعين ذواتنا قبل الغير..رافضين الرأي الآخر منيجة (إيجو) egoism —متضخّم مقيت مشبّع بالأنانية المتزمتة الرافضة لقبول أبسط البديهيات التي لا تحتاج الى تفسير ، فما بالك اذا كان هذا الرافض أصلا يفتقر للفهم وفق معيار الفطنة المتعارف عليه.. فتصبح المهمة أعقد وأصعبَ !
ونتيجة لهذا الرفض غير المنطقي تبدا عمليات تسوية الآراء المتنازع عليها والقبول طواعية او على مضض بحلول وسطية تطيّبُ الخاطر دون الوصول للهدف الأصلي الساعيين إليه ،ولهذا يخرج مشروعنا باهتا خاليا من اية لمسة ابداعية استثنائية وكيف لا وقدْ أضعنا وقتنا وجهدنا وشغفنا ومالنا على تفسير المفسَّر..متذكّرين بهذه العجالة مثلا عاميا يقول :» «ضلّك فهِّم بالمتَبلِّم يصبِّح بُكرَه ناسي «.. وهكذا دواليْك..مما يعرقل تنفيذ اي عمل مهما كان بسيطا ّ..
وهنا استعيد كلمات أحد الحكماء:
«مهما حرصتَ على حُسْن انتقاء كلماتك، ستجد دوما من يسيء تفسيرها على غير ما تقصد.
والحل ؟
ينبغي على الفرد الطموح صاحب المهارات والكفاءات ان يبتعد عن المحبِطين.. وهذا لا يعني عدم الأنصياع لنصائح الآخرين ، لأنه ما يزال هنالك أناس حكماء مخلصون ينبغي الاستفادة من توجيهاتهم..
خاتمين بقولنا: «لا تقلق من ظنِّ الآخرين بك اذ لا قيمة له ، فما يهمّ فعلا هو ظنّك انت بنفسك..ما دام ان تفكيرك وتخطيطك يقعان بدائرة المنطق والعقلانية والإيجابية».. فلنلملمْ طاقاتنا المبعثرة.. متجنبين هدر الوقت على تفسير المفسّر!.
hashem.nadia@gmail.com